“هناك ما هو أهم من اللعب”.. فينيسيوس “الراقص المبتسم” يدعم المحتاجين

يمثل فينيسيوس جونيور رمزًا للجيل الجديد من المواهب البرازيلية المتميزة، ويبدو أنه بلغ القمة في الوقت المناسب مع وصول منتخب بلاده إلى قطر كمرشح للفوز بكأس العالم لكرة القدم، للمرة السادسة.

وسجل اللاعب البالغ عمره 22 عامًا هدف الفوز لريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول، واحتل المركز الثامن في ترتيب جائزة “الكرة الذهبية” لأفضل لاعب في العالم الشهر الماضي، ليصبح لاعبًا عالميًا في موسمه الرابع مع العملاق الإسباني.

وقال إنه حريص على تخفيف الضغط عن المهاجم البرازيلي نيمار (30 عامًا)، الذي حمل آمال البلاد بمفرده تقريبًا طوال مسيرته الدولية.

وأضاف فينيسيوس لوكالة “رويترز” في تورينو الليلة الماضية، حيث تتدرب البرازيل قبل السفر إلى قطر، يوم السبت: “بدأ نيمار مسيرته الدولية في سن مبكرة وتعرض للكثير من الضغط، ولذلك، فهو الشخص الذي يضمن اليوم أن كل شيء يسير بسلاسة وسهولة مع الجيل الجديد”.

وتابع: “إنه حلم، لأننا نشأنا ونحن نضعه كمثل أعلى.. من المهم جدًا ما يفعله كقائد، إنه يعرف أنه بجهودنا يمكننا أن نساعده كثيرًا أيضًا وتقديم بطولة رائعة.. هذا أمر جيد لنا.. من الجيد أن الشعب البرازيلي يريدنا أن نفوز”.

ورحب فينيسيوس، الذي يتحدث بثقة ونضج مقارنةً بصغر سنه، بالضغوط التي تأتي بمسؤولية بعدما أصبح وجه الجيل الجديد في البرازيل.

وأضاف: “استمع كثيرًا.. أحب التعلم من اللاعبين الأكثر خبرة مثل كريم (بنزيما) ونيمار.. التعامل مع الضغوط دائمًا كان سهلًا بالنسبة لي، كوني نجمًا كما تقولون.. لقد كنت دائمًا عاقلًا”.

وواصل: “اللعب لريال مدريد والبرازيل يساعد كثيرًا، لأنه يمكنني التعلم من كل هؤلاء اللاعبين الرائعين الذين فازوا بألقاب كثيرة في مسيرتهم”، لكن خلف ابتسامته العريضة واحتفالاته الراقصة بالأهداف والتي أصبحت علامة مميزة للجناح المتألق، هناك شاب راشد وعاقل ويعي الواقع الاجتماعي جيدًا ويريد استغلال كرة القدم وشهرته من أجل تحقيق خير ومنافع أكبر.

وأنشأ فينيسيوس مؤسسة تبني مدارس في المناطق الفقيرة وتستثمر في البحث لتطوير طرق جديدة، لتحسين نظام التعليم في البرازيل.

وقال فينيسيوس: “أعتقد أنني بحاجة لبذل المزيد من الجهد.. أرى كيف يقوم رياضيون، مثل ليبرون جيمس بأعمال جيدة وأريد أن أفعل نفس الشيء، مساعدة الناس بطرق عديدة”.

وأكمل: “التعليم مهم لأنه لا يمكن للجميع أن يصبحوا لاعبين.. يحاول الكثيرون، لكن لا ينجح الجميع، ولذلك، أحاول بذل قصارى جهدي لمساعدة الناس في البرازيل على مواصلة التطور والتحسن كأشخاص”.

وأردف: “إذا ركزوا مع التوجيه الصحيح، يمكن أن نجعل المزيد من الناس يذهبون للجامعة ومن ثم خروج المزيد من الأطباء والأساتذة”.

يقول فينيسيوس إن إحدى المعارك التي يواجهها جيله تتمثل في مواجهة الصورة النمطية التي تلاحق لاعبي البرازيل باعتبارهم محترفين سيئين.

وقال لاعب ريال مدريد: “هذا الجيل تعلم الكثير من الجيل السابق، من المحزن رؤية كيف تعرضوا للانتقاد، هذا ليس عدلًا، لأنهم قدموا الكثير للعبة”.

ونريد الاحتفال بإنجازاتهم، لكن يجب طرح السؤال: “ماذا يجب علينا فعله بشكل صحيح؟ ما الخطأ الذي ارتكبوه؟.. من المهم لنا عدم ارتكاب نفس الأخطاء ومواصلة التطور وتغيير صورتنا”.

وأضاف فينيسيوس أنه كان قلقًا من إمكانية تعرضه للإصابة قبل كأس العالم.

وهو أكثر لاعب في الدوري الإسباني يتعرض لمخالفات بفارق عشر مرات أكثر عن أنس أونال صاحب المركز الثاني في القائمة، ويعتقد أن منافسيه تعقبوه أكثر بعد علمهم أنه ضمن تشكيلة البرازيل في كأس العالم.

وقال عن ذلك: “ما يحدث في الملعب يظل بالملعب لكنه ذهب بعيدًا جدًا، يمكنك أن تكون قويًا، لكنهم تعاملوا بعنف في تدخلاتهم.. لقد عانيت أنا ورودريغو كثيرًا في المباريات الأخيرة وخشينا من التعرض للأسوأ والإصابة والغياب عن كأس العالم”.

وتابع: “عندما تبدأ في أن تصبح لاعبًا مهمًا يتعامل معك المنافسون بقوة أكبر.. يجب عليك تعلم كيفية التعامل مع ذلك.. لقد تعلمت الكثير من نيمار عندما كان يلعب في برشلونة، لقد عانى كثيرًا أيضًا”.

وأردف: “كريستيانو (رونالدو) عندما كان يلعب في ريال مدريد عانى كثيرًا أيضًا، لكن كريم (بنزيما) هو من أبلغني بضرورة الاحتفاظ بهدوئي، لأنه إذا واصل المنافسون مطاردتك، فذلك لأنك لاعب مهم ويخشونك”.

وتابع فينيسيوس: “لذلك، عندما أتسلم الكرة وأركض للأمام أفعل ذلك من أجل الثأر.. نعم يمكن أن أتعرض للأذى، لكني مستعد للتحدي”.

ويعتقد فينيسيوس أنه يشارك هذه العقلية مع زملائه في المنتخب البرازيلي الذين سيتجهون إلى قطر.

وقال: “يمكن أن يتوقع المنافسون فريقًا قويًا ومستعدًا لبذل أقصى ما في وسعه للفوز بكل شيء”.

(رويترز)