حصد تشافي هيرنانديز، نجم كرة القدم الإسبانية والقائد السابق لفريق برشلونة، أكثر من 30 لقباً خلال مسيرته الكروية، في مقدمتها لقب كأس العالم مع منتخب بلاده عام 2010.
وانضم تشافي إلى صفوف نادي السد القطري عام 2015، ليحرز معه لقب دوري نجوم قطر في 2019، ليبدأ بعدها مهمة تدريب الفريق في صيف العام الحالي.
ويشارك تشافي في برامج كرة القدم من أجل التنمية الذي ينظمه الجيل المبهر، برنامج المسؤولية المجتمعية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، والذي يستفيد من شعبية كرة القدم في تعليم وإلهام الشباب، وتمكينه من إحداث تغييرات إيجابية في مجتمعاته.
وكان أول ظهور للنجم الإسباني كسفير للبرنامج في عام 2016، خلال الترويج لكرة القدم للفتيات في ملعب أنشأه الجيل المبهر في مخيم البقعة للاجئين في الأردن.
وفي ما يأتي حوار مع النجم الإسباني:
— تعيش في قطر منذ أعوام، فكيف تصف هذا البلد وشعبه، واستضافته للحدث الرياضي الأبرز في العالم عام 2022؟
— تشهد قطر مسيرة تنموية متسارعة، مع التزام راسخ تجاه الثقافة والرياضة والتعليم باعتبارها من ركائز تقدم الدولة وتطورها، ويحمل الشعب القطري تقديراً خاصاً لقيادته وأسلوب إدارتها للبلاد، ويمتاز أهل قطر بطيب الترحاب بضيوفهم، وهذا ما عشته منذ وصولي إلى هنا لأول مرة عام 2015.
وبعد قراري إنهاء مسيرتي الاحترافية مع نهاية الموسم الماضي، بدأت رحلتي في عالم التدريب مع فريق السد، وهو تحدٍ أستمتع بكافة جوانبه.
أعيش مع عائلتي في قطر، وفيها رُزقنا طفلينا، وأفخر عندما أصرّح بأني أعتبر هذا البلد وطني، أثق في أن قطر ستواصل تقدمها الذي نشهده يومياً، ليس على صعيد البنية التحتية من طرق واستادات ومترو وغيرها، بل أيضاً في فضاء الإرث والالتزام تجاه التنمية المجتمعية عبر برامج مثل الجيل المبهر الذي أفخر بالإسهام في أنشطته.
تتجه كافة جهود قطر لاستضافة نسخة مبهرة من كأس العالم عام 2022، وأنا على ثقة أن كل من سيأتي إلى قطر خلال الأعوام المقبلة، وأثناء منافسات المونديال، سيغادرها بانطباعات رائعة عن قطر والمنطقة.
— ما الذي يجعل قطر وجهة مثالية لاستضافة بطولة كأس العالم؟
— أرى أن قطر خيار مثالي لتنظيم الحدث الرياضي الأهم في العالم، فلدى أهل قطر حماس شديد تجاه الرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، هذا إلى جانب ما يبذلونه من جهود هائلة في سبيل الإعداد لاستضافة أول نسخة من المونديال في الشرق الأوسط، كما أن صغر مساحة الدولة سيجعل من مونديال 2022 نسخة استثنائية من البطولة، حيث سيصبح بإمكان المشجعين حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد.
ومن بين أبرز مزايا البطولة في رأيي شعور ضيوف قطر كما لو أنهم في مدينة أولمبية، حيث يتواجد الجميع ضمن نطاق مساحة جغرافية صغيرة للاحتفاء بالرياضة معاً، فالرياضة وحدها قادرة على أن تجمع الناس من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد.
وأعتقد أن الصور التي ستجمع المشجعين من عشرات البلدان، سواء في الاستادات أو مناطق المشجعين، أو غيرها ستميّز مونديال 2022. وبالنسبة لي كمشجّع ومقيم في هذا البلد، فأنا أترقّب هذا الحدث الفريد بفارغ الصبر.
— باعتبارك من نخبة اللاعبين الذين نالوا شرف رفع كأس العالم، كيف تصف لنا تلك الليلة التاريخية؟
— سيبقى هذا الحدث في ذاكرتي، فلم أكن أتصوّر قدرتي على تحقيق ذلك، أستمتع بكأس العالم وأترقبه كل 4 أعوام، لقد كنت من اللاعبين سعداء الحظ الذين لعبوا لعدد من أعرق الفرق، وبجانب نخبة من أمهر اللاعبين، من بينهم عدد من أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم.. حققنا خلال هذه المسيرة الكثير من النجاحات، سواء على صعيد الدوري الإسباني، أو في دوري أبطال أوروبا، لكن للفوز بكأس العالم طعم آخر لا يُضاهيه أي لقب آخر، بالطبع لا يمكنني نسيان تلك الليلة في جوهانسبورغ، وكلما تابعت بطولة كأس العالم وشاهدت المباراة النهائية تعاودني تلك الذكريات الرائعة من صيف عام 2010.
— ماذا تعني كأس العالم لمن يحضرها من المشجعين، وماذا تقول لمن لم يسبق لهم السفر إلى قطر، والذين يخططون لحضور منافسات مونديال 2022؟
— يعلم الجميع أن المونديال هو أضخم حدث كروي في العالم، ومنتهى طموح كافة المعنيين بكرة القدم من لاعبين ومسؤولين ومشجعين، لكن الأهم بالطبع هم المشجعون الذين يُسعدوننا كلاعبين، حيث ترى ونسمع تفاعلهم مع أدائنا في الملعب، وهو ما ينتقل أيضاً إلى الملايين الذين يتابعون المباريات عبر الشاشات في مختلف أنحاء العالم، إنها بالفعل مناسبة عظيمة تجمع المشجعين للاستمتاع باللعبة والاحتفال بتحقيق النصر معاً، رغم اختلاف الأندية التي يشجّعونها، لكن الكل يدعم منتخباته الوطنية أو المفضلة في مهرجان كروي عالمي.
لا شك في أن حضور منافسات المونديال تجربة فريدة، فإذا كان بمقدور المشجّع السفر إلى البلد الذي يستضيف البطولة، فهي بالطبع فرصة رائعة ينبغي ألا يضيّعها، للاستمتاع بهذه التجربة الاستثنائية.
لم يسبق للكثيرين السفر إلى قطر، وقد يكون لدى بعضهم آراء غير دقيقة حملتها لهم وسائل الإعلام، لكنني على ثقة أن تلك التصورات والآراء الخاطئة عن هذا البلد ستتغير بمجرد زيارته، وأدعو كل من تتاح أمامه فرصة السفر إلى قطر القدوم إلى هنا والاستمتاع بنسخة استثنائية من المونديال عام 2022.
— ما هي أولى ذكرياتك وأهمها عن بطولة كأس العالم؟
— تعود أولى ذكرياتي عن كأس العالم لعام 1986، لكن معالمها ليست واضحة تماماً في ذاكرتي، فقد كنت آنذاك في السادسة من عمري، حينما تابعت مع عائلتي في المنزل بعض مباريات المونديال، ومنذ ذلك الحين، شهدت خلال نسخ المونديال الكثير من اللحظات والأهداف المميزة.
كانت تجربتي الحقيقية الأولى في الاستمتاع بمباريات المونديال عندما انتقلت المنافسات إلى إيطاليا عام 1990، فقد كنت في العاشرة من عمري، وتأصل في داخلي الشغف بكرة القدم.
كل ما أذكره أنني كنت أشاهد المنافسات ويحدوني الأمل في أن أشارك يوماً ما في هذه البطولة العالمية، وكنت محظوظاً بأن يتحقق حلمي بعد 12 عاماً عندما لعبت ضمن صفوف منتخب بلادي في نسخة المونديال التي استضافتها كل من كوريا واليابان.
أفخر بالمشاركة كلاعب في أربع نسخ من كأس العالم، لكن تبقى الذكرى الأفضل على الإطلاق بالنسبة لي في تلك النسخة التي تُوّجت مع منتخبنا الوطني بكأس البطولة في جنوب أفريقيا عام 2010.
— جاء الإعلان عن شعار كأس العالم 2022 ليقدّم للعالم رسمياً أول صورة ذهنية عن مونديال قطر، برأيك، كيف ستختلف هذه النسخة من المونديال عن سابقاتها؟
— بالطبع سيكون المونديال في قطر مختلفاً عن غيره، صغر المساحة الجغرافية لدولة قطر ستساهم في تقريب المسافات بين الإستادات، ما يتيح للمشجعين الاستمتاع أكثر بالمباريات، كما أنها المرة الأولى التي يُنظم فيها المونديال في الشرق الأوسط، ما سيضفي على البطولة طابعاً ثقافياً لم يشهده هذا الحدث الرياضي من قبل.
أعيش في هذا البلد منذ أعوام، وأحببت ثقافته وأهله وفنون العمارة فيه، سواء في استادات البطولة أو المباني المنتشرة في أنحاء قطر، ولا شك أن كل بلد يستضيف المونديال يترك بصمته الخاصة على البطولة، وأنا على ثقة تامة من أن قطر ستستضيف نسخة استثنائية من المونديال الذي سيمثل فرصة فريدة لتعريف العالم بالبلد المضيف، وهي فرصة تستحقها قطر، وستُحسن الاستفادة منها.
(اللجنة العليا للمشاريع والإرث)