يملك أرسنال فرصةً كبيرةً في التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب ريال مدريد، لكنه يواجه تحديًا كبيرًا على ملعب “سانتياغو برنابيو” أمام بطل أوروبا، يوم الأربعاء، ضمن إياب ربع النهائي، فيما يسعى إنتر ميلان، في ذات الليلة، للتفوق مجددًا على ضيفه بايرن ميونخ الألماني ومواصلة سلسلة اللاهزيمة.
ويدخل أرسنال المباراة على وقع تقدمه بثلاثة أهداف نظيفة على ملعب “الإمارات”، من بينها ثنائية رائعة من لاعب وسطه ديكلان رايس، وهو يبحث عن بلوغ نصف النهائي للمرة الثالثة فقط في تاريخه، لكن الفريق وضع كل بيضه في سلة واحدة في سعيه لإنهاء فترة الجفاف على صعيد الألقاب، خاصةً مع اقتراب ليفربول من حسم لقب الدوري المحلي.
وعلى الرغم من أن “المدفعجية” ينافس على لقب الدوري الممتاز في كل موسم، لكنه لم يصعد إلى منصة التتويج، في ظل سيطرة تامة لمانشستر سيتي، حامل اللقب، في المواسم الأربعة الماضية.
ولم تُسعف الظروف أرسنال هذا الموسم، إذ وجد نفسه في سباق ضد فريق ليفربول، الذي انطلق بقوة تحت قيادة الهولندي أرنه سلوت في موسمه الأول في “أنفيلد”، على الرغم من التراجع الكبير في نتائج سيتي.
ويبدو أن تركيز آرسنال على مواجهة ريال المقبلة، أثّر على مباراته الأخيرة مع برنتفورد في الدوري، حيث تعادلا (1 – 1).
وعلى الرغم من نفي المدرب الإسباني ميكل أرتيتا أن لاعبيه تشتت تركيزهم، فإن تشكيلته الأساسية أوضحت بجلاء أولوياته، حيث أجرى خمسة تغييرات على التشكيلة التي فازت على ريال، وترك النجم بوكايو ساكا والقائد النروجي مارتن أوديغارد على دكة البدلاء.
صحيح أن أرسنال يدخل المباراة بمعنويات مرتفعة، إلا أن ريال مدريد، حامل اللقب 15 مرة، اعتاد قلب المعطيات في هذه البطولة، ما يعني أن أرتيتا لن يشعر بالارتياح قبل صافرة النهاية.
وحتى إذا تأهل الـ”غانرز”، فإن عليهم على الأرجح مواجهة أحد القطبين: باريس سان جرمان الفرنسي أو برشلونة الإسباني، اللذين يقدمان مستويات رائعة، في نصف النهائي.
وقال أرتيتا: “ما يزال لدينا ست مباريات في الدوري ستكون في غاية الأهمية، بلا شك، لكن الآن، كل تركيزنا منصب على مباراة الأربعاء”.
وفي المقابل، فإن العودة من خسارة بثلاثة أهداف ستكون خطوة لم يحققها “لوس بلانكوس” حتى الآن في هذه النسخة، لكنه يأمل في ليلة سحرية جديدة وعودة دراماتيكية من النوع الذي يُعرف به.
وعلى الرغم من أن المهمة تبدو شبه مستحيلة، فإن العديد من لاعبي ريال أكدوا أنها “ممكنة”، كما فعل مدربهم الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ونجمهم الأساسي الفرنسي كيليان مبابي.
قال قائد “الزرق” أثناء خروجه من ملعب “الإمارات”، يوم الثلاثاء الماضي: “بالطبع يمكننا”.
ولم يتمكن مبابي من رفع كأس دوري الأبطال مع باريس سان جيرمان خلال سبعة مواسم، وفي 2022 كان ضحية واحدة من أعظم عودات ريال مدريد.
وقتها، تقدّم باريس 1-0 في الذهاب، وسجّل مبابي مجددا في الإياب ليعزز التقدّم، لكن ثلاثية خيالية من مواطنه كريم بنزيما خلال 17 دقيقة، قلبت الطاولة وأرسلت مدريد إلى ربع النهائي في طريقه نحو اللقب.
وفي عام 2022، قلب “الفريق الملكي” تأخره أمام مانشستر سيتي (5 – 3 في مجموع المباراتين) خلال الدقائق الأخيرة من إياب نصف النهائي، ليفوز (6 – 5) ويتأهل إلى النهائي.
وربما كانت أهم عودة في تاريخه تلك التي حصلت في نهائي 2014 ضد جاره أتلتيكو مدريد، حين كان الفريق متأخرًا 0-1، حتى سجل سيرجيو راموس هدف التعادل في الدقيقة 93، قبل أن تنتهي المباراة (4 – 1) ويتوج الفريق بـ”لا ديسيما” (اللقب العاشر).
كما قلب الفريق تأخره 0-2 أمام فولفسبورغ الألماني في ربع نهائي 2016، ليفوز إياباً بثلاثية نظيفة عبر هاتريك من البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وقال رونالدو ذات مرة: “في برنابيو، الحديث عن الريمونتادا (العودة) لا يتوقف”.
وباتت عودة ريال مدريد مرادفًا لتاريخه منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما شارك الجناح خوانيتو في “ريمونتادات” عدة، منها نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1985.
حينها قال لجماهير إنتر بعد الخسارة 0-2 ذهابًا: “90 دقيقة في برنابيو وقت طويل”، وبالفعل فاز مدريد إيابا 3-0 وتوّج لاحقًا باللقب.
وقال أنشيلوتي، الأسبوع الماضي: “علينا أن نؤمن.. علينا أن نثق، لأن في برنابيو، كثيراً ما تحدث مثل هذه اللحظات”.
(أ ف ب)