مصير ساوثغيت مع إنجلترا معلق بمواجهة هولندا

لم يسبق لإنجلترا الفوز بلقب كأس أوروبا، حتى مع وصولها للنهائي لأول مرة في تاريخها بالنسخة الماضية، ولم تتوج بأي لقب كبير باستثناء بطولة كأس العالم 1966، التي أقيمت على أرضها، إلا أن توقعات جماهيرها دائمًا ما تكون كبيرة جدًا في كل بطولة، خاصةً أنها ترى لاعبي الجيل الحالي بين الأفضل في تاريخ “الأسود الثلاثة”.

لم يقدّم المنتخب الإنجليزي الكثير في “يورو 2024″، لكنهم رغم ذلك بلغوا نصف النهائي.

تخطوا سلوفاكيا بعد فوزهم 2-1 في ثمن النهائي، في لقاء تخلفوا خلاله حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي قبل أن ينقذهم جود بيلينغهام بتسديدته المقصية الرائعة، ثم كانوا قاب قوسين أو أدنى من الخروج على يد سويسرا في ربع النهائي قبل أن يسجل بوكايو ساكا التعادل في الدقيقة 80 ويفرض التمديد ومن بعده ركلات الترجيح.
ومنذ دور المجموعات الذي حقق به انتصاراً يتيماً مقابل تعادلين، واجه مدرب إنجلترا، غاريث ساوثغيت الكثير من الانتقادات التي رأت أنه لا يستغل تشكيل النجوم التي يملكها،

ووصل الأمر بالجمهور الإنجليزي الذي ما زال ينتظر ما يعتبره عودة كرة القدم “إلى موطنها” ويتغنّى بهذا الشعار في كل بطولة دون أن يتحقق له ذلك، إلى رشق ساوثغيت بالمقذوفات بعد التعادل السلبي في الجولة الأخيرة من دور المجموعات مع سلوفينيا.

وبينما احتفل لاعبو وجماهير سلوفينيا بشكل صاخب في الطرف الآخر من الملعب بعد تأهلهم التاريخي إلى ثمن النهائي للمرة الأولى، قوبل ساوثغيت ولاعبوه بصيحات استهجان عندما توجهوا نحو جماهير إنجلترا.
واستُهدِف ساوثغيت بالمقذوفات التي أخطأته لكنها تركت انطباعاً واضحاً على نفسيته خصوصاً أنها جاءت بعد أيام عدة من الانتقادات من طرف لاعبين إنجليز سابقين عقب التعادل المخيب أمام الدنمارك 1-1 في الجولة الثانية.

وقال ساوثغيت، مناشداً جماهير إنجلترا لخلق أجواء إيجابية حول المنتخب: “لم أر أي منتخب آخر يتأهل ويتلقى ردّ فعل مماثل، أنا فخور جداً باللاعبين على الطريقة التي يتعاملون بها مع الأمور”.

وأضاف: “حافظ اللاعبون على رباطة جأشهم في المباراة عندما دخلوا إليها في أجواء مليئة بالتحديات حقاً، لقد أعادني ذلك إلى الأيام التي كنت ألعب فيها مع منتخب إنجلترا”.

وتابع: “أنا سعيد جداً بوجودي هنا، لن ننجح إلا إذا كنا معاً ومتحدين، وظيفتي هي توجيه الفريق خلال هذا الأمر للاستفادة ذلك والبقاء على المسار الصحيح”.

وزعم ساوثغيت أن النجاح النسبي الذي حققته إنجلترا خلال فترة ولايته المستمرة منذ 8 أعوام والتي تضمنت حصولها على المركز الثاني في بطولة أمم أوروبا الاخيرة والخروج من نصف نهائي مونديال 2018، خلق توقعات بأن منتخب بلاده يخيب الآمال في الوقت الحالي.

ولا يبدو أن هذه الانتقادات أعطت ثمارها وغيّرت واقع الأمور في المنتخب الذي اكتفى بالتسديد على المرمى 5 مرات في 240 دقيقة خاضها في مباراتيه أمام سلوفاكيا وسويسرا في ثمن وربع النهائي.

ووصف مهاجم إنجلترا السابق ألن شيرر الفريق بأنه: “سيء جداً” بعد المباراة ضد سلوفاكيا.

وردًا على صحافي ألماني قال إنه “ليس من الممتع مشاهدة إنجلترا تلعب” بعد الفوز على سويسرا، قال ساوثغيت: “أنا آسف لذلك، لكن نيتنا دائمًا لعب كرة قدم جيدة، في كرة القدم هناك خصم يحاول إيقافك، هذه ليست مباريات كرة قدم عادية، إنها أحداث وطنية وفيها الكثير من الضغط”.

وتابع: “تعرّض فريقنا لضغوط هائلة منذ البداية، إنهم يقومون بعمل جيد جدًا”.

وتذرّع ساوثغيت: “بأن خصوم إنجلترا يلعبون باسلوب دفاعي”، وحتى أنه وجه اللوم أرضية الملاعب الألمانية.

وبعد الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 والخسارة في نهائي أمم أوروبا صيف 2021 بركلات الترجيح أمام إيطاليا، بدأت إنجلترا هذه البطولة من بين أبرز المنتخبات المرشحة للقب إلى جانب فرنسا، التي

وصلت أيضاً إلى نصف النهائي من دون مستوى وبأسلوب لعب ممل على غرار الإنجليز.

ويدرك ساوثغيت أنه يلعب من أجل استمراره في المنصب حين يواجه فريقه المنتخب الهولندي الذي سجل في مبارياته الـ5 في يورو 2024 قرابة ضعف الأهداف التي سجلها الإنجليز، على رغم من أن الأخير لعب 60 دقيقة أكثر منه.

وفي ظل وجود كودي غاكبو وفاوت فيخهورست، يمتلك فريق رونالد كومان مجموعة متنوعة من الأسلحة المختلفة التي يمكن أن تتسبب بفوضى دفاعية لإنجلترا، مع الكثير من اللعب المفتوح الذي قد يمنح رجال ساوثغيت فرصة اللاعب بأريحية هجومية إلى حد ما.

(أ ف ب)