في مباراة جماهيرية تحمل كل معاني المهارة والفن، يلتقي منتخبا البرازيل وأوروغواي، صباح يوم الأحد، في لقاء أقرب إلى نهائي مبكر لبطولة كأس أمريكا الجنوبية لكرة القدم “كوبا أمريكا”، على ملعب “أليغانت” بمدينة لاس فيغاس، ضمن مباريات دور الثمانية.
ورغم أدائهما المتباين في مرحلة المجموعات ببطولة كوبا أمريكا 2024، يطمح منتخبا البرازيل وأوروغواي للمضي قدمًا في البطولة والتأهل للمربع الذهبي، حينما يلتقيان في دور الثمانية للمسابقة.
ويمكن القول إن “الأوروغواي هي صاحبة الأداء المتميز في النسخة الحالية لكوبا أمريكا، خاصةً بعد تصدرها ترتيب المجموعة الثالثة، برصيد 9 نقاط، محققة العلامة الكاملة، بفوزها في جميع مبارياتها الثلاث”.
وخلال مشواره في مرحلة المجموعات، أحرز منتخب أوروغواي 9 أهداف، ليصبح الفريق صاحب أكبر عدد من الأهداف في الدور الأول بالمسابقة، فيما استقبلت شباكه هدفًا وحيدًا فقط.
وافتتح منتخب أوروغواي، الذي يتقاسم الرقم القياسي مع نظيره الأرجنتيني كأكثر المنتخبات تتويجًا بكوبا أمريكا، برصيد 15 لقبًا لكل منهما، مشواره في النسخة الحالية للبطولة بالفوز 3-1 على بنما، قبل أن يسحق بوليفيا 5-0 في الجولة الثانية، ثم حافظ على سجله المثالي بفوزه 1-0 على منتخب الولايات المتحدة في ختام لقاءاته بدور المجموعات.
ورغم خوض منتخب أوروغواي لقاء الولايات المتحدة دون مدربه الأرجنتيني مارسيللو بييلسا بسبب الإيقاف، فإنه حصل على الكثير من الإيجابيات عطفاً على أدائه الرائع الذي أثار إعجاب جميع المتابعين في مرحلة المجموعات، ليضع نفسه بقوة ضمن قائمة المرشحين لنيل اللقب هذا العام.
وأعاد بييلسا الكثير من البريق لمنتخب أوروغواي، منذ أن تولى قيادته في مايو (أيار) من العام الماضي، بعدما حقق 10 انتصارات خلال 15 مباراة خاضها مع الفريق بمختلف المسابقات.
ويأمل منتخب أوروغواي في استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ نسخة عام 2011 بالأرجنتين، لكن يتعين عليه أولاً اجتياز عقبة منتخب البرازيل في دور الثمانية، الذي فشل الفريق في عبوره خلال المرات الثلاث الأخيرة التي شارك فيها بهذا الدور.
وبلغ منتخب أوروغواي دور الثمانية في كوبا أمريكا 3 مرات خلال آخر 4 نسخ، لكنه لم يتمكن من الفوز فيها جميعاً، بعدما خسر أمام تشيلي عام 2015، ثم أمام بيرو وكولومبيا عامي 2019 و2021 على الترتيب.
وأظهرت أوروغواي أن لديها العديد من الأوراق التي يمكنها الاعتماد عليها لمواصلة مشوارها في البطولة، لاسيما وأنها تخوض المواجهة المرتقبة بالكثير من التفاؤل والأمل بعد فوزها على البرازيل 2-0 في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بآخر مواجهة جرت بينهما في تصفيات اتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول) المؤهلة لكأس العالم 2026.
وربما تفتقد أوروغواي خدمات المهاجم ماكسيميليانو أروخو، الذي تعرض لإصابة بالغة تسببت في عدم استكماله لقاء الفريق مع الولايات المتحدة، ليتم استبداله بزميله كريستيان أوليفيرا في منتصف الشوط الأول.
ويبدو أن أوليفيرا هو المرشح الأكثر ترجيحاً للمشاركة أساسياً ضد البرازيل لتعويض الغياب المحتمل لأروخو، لينضم لهجوم الفريق في اللقاء برفقة فاكوندو بيليستري ونيكولاس دي لا كروز وداروين نونيز.
ومن غير المتوقع أن يقوم بييلسا بإجراء أي تغييرات أخرى على تشكيلته الأساسية، مع استمرار تواجد فيديريكو فالفيردي ومانويل أوغارتي في خط الوسط، بينما يصطف ناهيتان نانديز ورونالد أروخو، وأوليفيرا وماتياس فينا في خط الدفاع.
وعلى النقيض، فلم يكن تأهل منتخب البرازيل للأدوار الإقصائية في المسابقة، التي حمل كأسها 9 مرات، بالأمر اليسير، حيث انتظر للجولة الأخيرة لحسم صعوده لدور الثمانية للنسخة الثالثة على التوالي في البطولة.
وبدأ منتخب البرازيل مسيرته في المجموعة الرابعة بالتعادل دون أهداف مع كوستاريكا، قبل أن يتغلب 4-1 على باراغواي بالجولة الثانية، لكنه سقط في فخ التعادل 1-1 أمام كولومبيا في آخر لقاءاته بدور المجموعات، ليكتفي بالحصول على وصافة المجموعة برصيد 5 نقاط.
وكانت بداية المنتخب البرازيلي إيجابية أمام كولومبيا، حيث افتتح التسجيل بواسطة رافينيا عبر ركلة حرة مباشرة نفذها بطريقة رائعة في الدقيقة 12، لكن منتخب كولومبيا أدرك التعادل في الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول من خلال دانييل مونوز.
ورغم السيطرة الميدانية لمنتخب البرازيل في المباراة خلال الشوط الثاني، فإنه عجز عن التسجيل مجدداً في شباك كولومبيا، بينما زعم دوريفال جونيور، مدرب منتخب (راقصو السامبا) أن “البرازيل تضررت بشدة” لعدم احتساب حكم المباراة ركلة جزاء لفينيسيوس جونيور خلال الشوط الأول.
ولا تبدو نتائج منتخب البرازيل جيدة تحت قيادة دوريفال، الذي تولى مسؤولية الفريق في يناير (كانون الثاني) الماضي، وذلك رغم عدم تلقيه أي خسارة حتى الآن.
ويتعين على منتخب البرازيل، الساعي للظهور في الدور قبل النهائي للبطولة للنسخة الثالثة على التوالي، إعادة اكتشاف خطاه سريعا، خاصة بعدما تعادل في 4 مباريات خلال 7 لقاءات خاضها مع دوريفال بجميع البطولات.
وعقب خسارة نهائي النسخة الماضية للبطولة (كوبا أمريكا 2021)، تتطلع البرازيل لتحقيق تقدم أفضل هذا العام والفوز بلقبها العاشر في المسابقة، لكن ينبغي عليها في البداية اختبار قوتها أمام منتخب أوروغواي المتألق.
وكان المنتخب البرازيلي حقق 9 انتصارات خلال آخر 13 مباراة جمعته مع منتخب أوروغواي، وسجل هدفين على الأقل في 8 مواجهات خلال تلك السلسلة، قبل اللقاء المنتظر بينهما.
وسيضطر منتخب البرازيل إلى “تعلم اللعب” دون فينيسيوس جونيور وفقاً لدوريفال، حيث يغيب مهاجم ريال مدريد الإسباني عن المواجهة بسبب إيقافه مباراة واحدة، لحصوله على الإنذار الثاني في لقاء كولومبيا.
وربما يفتح غياب فينيسيوس الباب أمام اللاعب الصاعد إندريك(17 عاماً) للدفع به أساسياً في المباراة، مما يسمح لرودريغو بالانتقال إلى كلا الجانبين بينما يتنافس رافينيا وسافيو وغابرييل مارتينيلي وبيبي على المقعد الأخير في خط هجوم الفريق.
يذكر أن الفائز من اللقاء سوف يلتقي في الدور قبل النهائي مع الفائز من مباراة كولومبيا وبنما.
(د ب أ)