صدّ الحارس إيميليانو مارتينيز ركلتي ترجيح، وأنقذ زميله النجم ليونيل ميسي من الإحراج، لتبلغ الأرجنتين، حاملة اللقب، نصف نهائي بطولة كوبا أميركا لكرة القدم، بفوزها على الإكوادور (4 – 2)، بعد تعادلهما (1 – 1) في الوقت الأصلي، يوم الخميس، في هيوستن بتكساس.
وافتتحت بطلة العالم التسجيل برأسية المدافع ليساندرو مارتينيز (في الدقيقة 35)، ثم عادل المهاجم البديل كيفن رودريغيز للإكوادور برأسه أيضًا في الرمق الأخير (90+1).
أهدر ميسي ركلة الترجيح الأولى نفّذها ساقطة على طريقة بانينكا، لتعود ذكريات اضاعته ركلة الترجيح الافتتاحية في نهائي نسخة 2016 أمام تشيلي في الولايات المتحدة أيضاً عندما خسرت الأرجنتين 2-4 بعد تعادل سلبي، لكن مارتينيز أنقذه بصدّه ركلتي ترجيح توالياً لأنخل مينا وألان ميندا.
وسجّل المدافع المخضرم نيكولاس أوتامندي ركلة الترجيح الأخيرة الحاسمة أمام نحو سبعين ألف متفرّج على ملعب انرجي.
وكان “ديبو” مارتينيز صدّ ثلاث ركلات ترجيح خلال الفوز على كولومبيا 3-2 في نصف نهائي نسخة 2021، أما الأشهر له فكانت في نهائي مونديال قطر 2022، عندما ابعد ركلة كينغسلي كومان بمواجهة فرنسا بعد التعادل 3-3 ليمنح بلاده اللقب العالمي الثالث.
“لست جاهزًا للعودة“
قال مارتينيز في تصريح تلفزيوني “قلت للشبان قبل حصّة الركلات اني لست جاهزاً للعودة إلى المنزل. يستحق هذا الفريق بلوغ النهائي”.
تابع “أشعر بارتباط كبير مع الناس، كانت عائلتي بالقرب مني وهذه لحظات خاصة”.
وتلتقي الأرجنتين، حاملة اللقب 15 مرّة قياسية، الثلاثاء في نصف النهائي مع الفائز بين فنزويلا وكندا في إيست راذرفورد، نيوجيرزي.
وشارك ميسي (37 عاماً)، أفضل لاعب في العالم ثماني مرات، أساسياً بعد أن حامت شكوك حول خوضه المباراة بسبب ألم في العضلة المقرّبة اليمنى.
ودفع المدرّب ليونيل سكالوني هذه المرّة بمتصدر ترتيب هدافي البطولة لاوتارو مارتينيس (4 أهداف) أساسياً إلى جانب ميسي، قبل أن يخرج في الدقيقة 65 لمصلحة الشاب خوليان ألفاريس.
وكانت الأرجنتين بطلة كأس العالم 2022 في قطر وإحدى المرشحات للظفر باللقب هذا العام، قد تصدّرت مجموعتها في الدور الأوّل، بعد فوزها على كندا 2-0، تشيلي 1-0 والبيرو 2-0 بتشكيلة احتياطية.
ولم يسبق للأرجنتين أن خسرت أمام الإكوادور منذ عام 2015 ضمن تصفيات كأس العالم، كما لم تخسر أمامها أبداً في تاريخ مواجهاتهما ضمن كوبا أميركا.
في المقابل، يُعدّ المركز الرابع أفضل ما حققته الإكوادور في تاريخ مشاركاتها، وذلك في عامي 1959 و1993. وبعد خسارتها افتتاحاً أمام فنزويلا 1-2، تأهلت الإكوادور بفوزها على جامايكا 3-1 وتعادلها دون أهداف مع المكسيك.
وفي باقي مباريات ربع النهائي، تلعب البرازيل التي اخفقت في تصدّر مجموعتها، في مباراة مرتقبة مع الأوروغواي حاملة اللقب 15 مرّة قياسية السبت في لاس فيغاس، نيفادا، فيما تلتقي كولومبيا مع بنما في غلندايل، أريزونا.
الإكوادور تهدر ركلة جزاء وركلتي ترجيح
وتحسّرت الإكوادور على النتيجة بعد أن صنعت فرصاً كافية لتحقيق الفوز وسيطرت على الاستحواذ مطلع المواجهة.
قادها المدرّب الإسباني فيليكس سانشيز، الذي خسر افتتاح مونديال 2022 أمام الإكوادور تحديداً (0-2) عندما كان يشرف على المنتخب القطري المضيف.
قال سانشيز “نحاول هضم الخسارة.. في المجمل، النتيجة إيجابية، واجهنا أصعب خصم وأظهرنا ان الفريق قادر على مقارعة الجميع. أنا راض عن هذه المجموعة من اللاعبين”.
حصل مويسيس كايسيدو على فرصة أولى، بعد رأسية من المخضرم إينير فالنسيا، لكن تسديدته الضعيفة تعامل معها جيداً مارتينيس.
ثم لعب كايسيدو تمريرة جميلة إلى المميّز خيريمي سارمينتو، بيد ان مارتينيس تصدّى لها سريعاً بقدم ممدودة، قبل أن يتابعها كندري بايس فوق العارضة.
استعادت الأرجنتين موقعها لكنها انتظرت حتى الدقيقة 28 لتحصل على أولى فرصها، عندما أهدر إنسو فرنانديز برأسه عرضية ناهويل مولينا من الجهة اليمنى.
بعدها بسبع دقائق، افتتح “ألبي سيليستي” التسجيل، من ركنية لميسي، نجم برشلونة الإسباني السابق المحترف راهناً مع إنتر ميامي الأميركي. حوّلها لاعب الوسط أليكسيس ماك أليستر إلى ليساندرو مارتينيس الذي تابعها قوية برأسه داخل المرمى، عجز الحارس ألكسندر دومينغيز عن ابعادها.
سنحت لنيكولاس غونساليس فرصة مضاعفة الأرقام، لكن تسديدته اليسارية ضلّت طريق المرمى، لتدخل الأرجنتين غرف الملابس متقدّمة بهدف.
حصلت الإكوادور على فرص ذهبية لمعادلة الأرقام، بعد لمس رودريغو دي بول الكرة داخل المنطقة، لكن ركلة جزاء إينير فالنسيا ارتدت من اسفل القائم (62).
وفي الوقت البدل عن ضائع، صدمت الإكوادور خصمتها، عندما تطاول كيفن رودريغيز لعرضية جون يبواه وزرعها داخل الشباك، حاصلاً على الضوء الأخضر من حكم الفيديو المساعد (في ايه آر) الذي تأكّد من عدم مشاركة خوردي كايسيدو في المحاولة.
بعدها بلحظات، حصل كايسيدو على فرصة مميزة لحسم المباراة، بيد انه اهدر من داخل المنطقة.
وانتهت دراما المباراة بركلات الترجيح، بعد إهدار ميسي، ثم صدّ مارتينيز (31 عامًا)، حارس أستون فيلا الإنجليزي، محاولتين، مانحًا الأرجنتين بطاقة المربّع الأخير في كوبا أمريكا.
(أ ف ب)