يدرك النجم الإنجليزي فيل فودين، أن ما يقدمه في بطولة أمم أوروبا (يورو 2024) مع منتخب بلاده ليس هو نفسه الذي يقدمه مع مانشستر سيتي خلال بقية العام.
ومثل بقية لاعبي المنتخب الإنجليزي، مع استثناءات قليلة، يقدم الجناح البريطاني، كرة قدم غير جيدة.
ويتعين على كتيبة غاريث ساوثغيت أن يخرجوا من هذه الحالة أمام سويسرا يوم السبت المقبل في دور الثمانية إذا أرادوا إنهاء حالة الجفاف التي استمرت قرابة ستة عقود دون ألقاب.
وشارك فودين في المباريات التي خاضها منتخب بلاده بشكل شبه تام، إلا أنه لم يقدم أي شيء تقريبًا، حيث شارك نجم السيتي 337 دقيقة من أصل 390 دقيقة ممكنة. وهو ثامن أكثر لاعبي إنجلترا مشاركة في المباريات، ولم يقدم أي تمريرات حاسمة ولم يسجل أي أهداف ولم يلعب دورًا يذكر في الأداء الباهت لفريقه.
ولطالما وضع ساوثغيت ثقته في اللاعب، لكن نجم الوسط لم يتمكن من رد هذه الثقة، ويفكر في حجم المسؤولية التي يتحملها عن الوضع الذي يجد مدربه نفسه فيه.
وصرح اللاعب الشاب (24 عاما) “أشعر بالأسف على غاريث. في التدريبات يطلب منا أن نضغط وأن نتواجد في نصف ملعب (المنافس). أحيانًا يجب أن يأتي ذلك من داخل اللاعبين أنفسهم أيضًا. علينا أن نكون قادة؛ وأشعر أنه كان بإمكاننا في المباريات أن نتحد أكثر ونجد حلاً. لقد تحدثنا أكثر عن ذلك وإذا تكرر الأمر مرة أخرى يمكننا أن نجد حلاً ونعدل من ضغطنا”.
ولا يخفي لاعب السيتي حقيقة أن اللاعبين “يجب أن يتحملوا اللوم”، ويدعو إلى التحلي بشيء من صفات القيادة في غرفة خلع الملابس لإراحة المدرب، وقال “المدرب لديه حدود”.
والحقيقة أن المنتخب الإنجليزي في حالة من الركود، وفودين، الذي اختير كأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريمييرليغ)، يطالب باستحضار شخصية جون تيري أو ستيفن جيرارد أو فرانك لامبارد، أي شخص لديه شخصية ليوجه “ضربة على الطاولة”.
وربما هناك الكثير من الشباب بين أفضل اللاعبين في المنتخب الإنجليزي، الذين مازالوا بحاجة إلى أن النضج، ومع ذلك، يجب على شخص ما أن يتحدث بصوت عالٍ لتغيير الوضع المقلق.
وقال فودين “يجب أن يكون هناك بعض القادة الذين يجب أن يجتمعوا ويجدوا حلًا لسبب عدم نجاح الأمر”، لكن اللاعب لا يطلب من البقية فقط، كما أنه لا يخجل من النقد الذاتي، فهو يعلم جيدًا أنه في ألمانيا لم يقدم ما هو قادر عليه.
وتابع “لم أكن أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى آتي إلى هنا ولا أظهر ذلك. ولكنني في كل مباراة أتقدم شيئًا فشيئًا، وآمل أن أتمكن من تقديم عروض جيدة مع المنتخب، لطالما كان هذا هدفي، أن أظهر ذلك مع المنتخب الوطني. لقد تطورت بعد المباراة الأولى وتحسن أدائي كثيراً”.
وهناك فرصة أمام فودين في الدور ربع النهائي لإثبات أنه لم يأتِ إلى بطولة أوروبا للتنزه، ويمكنه التعويض أمام سويسرا والظهور في الوقت المناسب لإنقاذ منتخب الأسود الثلاثة الذي تنهال عليه الانتقادات.
وفي انتظار تحول بنسبة 180 درجة، يشعر أحد أفضل اللاعبين الإنجليز بالإحباط لعدم قدرته على إنقاذ مدربه وعدم ظهوره بأفضل حالاته، في الوقت الذي سجل فيه هذا الموسم مع السيتي 27 هدفاً وقدم 13 تمريرة حاسمة، وهي أرقام بعيدة كل البعد عن أرقامه السلبية في اليورو.
(وكالة الأنباء الأسبانية)