أوروبا 2024.. “ماكينة” الأرقام القياسية تدور مجددًا

يتطلّع مهاجم وقائد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في مسيرته الاحترافية، وقيادة “سيليساو” القارة العجوز إلى تعزيز غلته في تاريخ مشاركاته في كأس أوروبا، عندما يستهل المشوار، يوم الثلاثاء، بمواجهة جمهورية التشيك في لايبزيغ، في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة ضمن كأس أوروبا في ألمانيا.

يقول المهاجم المخضرم البالغ من العمر 39 عامًا والذي يدافع عن ألوان النصر السعودي إن منتخب بلاده “يستحق” الفوز بلقب دولي كبير آخر، كي يضيفه إلى لقبه اليتيم في الكأس القارية والذي حققه عام 2016 في فرنسا.

من المقرّر أن يبدأ رونالدو أساسياً أمام جمهورية التشيك على ملعب ريد بول أرينا الخاص بفريق لايبزيغ ويحقق رقمًا قياسيًا بالمشاركة السادسة في العرس القاري.

حجز المنتخب الذي يشرف على تدريبه ابن الجارة إسبانيا روبرتو مارتينيس بطاقته إلى النهائيات بالعلامة الكاملة في 10 مباريات في المجموعة العاشرة، ومن المفترض أن يتأهل بسهولة عن المجموعة السادسة التي تضم أيضاً تركيا وجورجيا اللتين تلتقيان غداً الثلاثاء أيضاً على ملعب سيغنال إيدونا بارك في دورتموند.

وقال رونالدو للصحافيين لدى وصوله إلى ألمانيا: “أعتقد أن هذا الجيل يستحق الفوز بمسابقة بهذا الحجم”، واضعاً نصب عينيه كأس هنري ديلوني.

فاز مهاجم ريال مدريد الإسباني السابق باللقب مع البرتغال في عام 2016 لكنه خرج مصابًا مبكراً وتحديداً في الدقيقة 25 أمام فرنسا في المباراة النهائية التي حسمت بعد التمديد بهدف للبديل إيدر في الدقيقة 109.

ولفت رونالدو الأنظار بشدة في المباراة الإعدادية الأخيرة لمنتخب بلاده ضد جمهورية إيرلندا (3-0) الثلاثاء بتسجيله هدفين رفع بهما رصيده في صدارة لائحة الهدافين الدوليين إلى 130 بينها 14 في كأس أوروبا حيث يتصدر أيضاً قائمة الهدافين التاريخيين بفارق خمسة أهداف عن صانع ألعاب فرنسا السابق ميشال بلاتيني.

ظهر رونالدو لأوّل مرة في الكأس القارية عام 2004 عندما استضافت بلاده النسخة، وسجّل باكورة أهدافه في مرمى اليونان، البطلة المفاجأة، في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع من المباراة الافتتاحية التي خسرتها البرتغال 1-2 ودخل رونالدو بديلاً مطلع الشوط الثاني، وأضاف هدفاً ثانياً في مرمى هولندا (2-1) في نصف النهائي، قبل ان تسقط البرتغال مجدداً أمام اليونان في النهائي 0-1.

سجّل رونالدو بعدها في النسخ الأربع التالية: هدف واحد عام 2008 و3 عام 2012 ومثلهما عام 2016 قبل أن يضيف 5 اهداف في النسخة الأخيرة.

خاض المهاجم حتى الآن 25 مباراة في النهائيات، وغاب عن مباراة واحدة فقط في مشاركاته الخمس السابقة. وإذا سجّل رونالدو هدفًا في نسخة ألمانيا، سيصبح أكبر لاعب سنًا يهز الشباك في كاس أوروبا على الإطلاق، مع الرقم القياسي الحالي الذي يحمله النمسوي إيفيتسا فاستيتش في عام 2008، عندما سجل بعمر 38 عامًا و257 يومًا.

وقال رونالدو: “أنا أستمتع بكرة القدم، الأرقام القياسية هي نتيجة لذلك، وبالنسبة لي فهي ليست هدفًا، لأنني أعتقد أن ذلك يأتي بشكل طبيعي”.

واضاف “أنا سعيد بحصولي على فرصة المشاركة في كأس أوروبا للمرة السادسة، والأمر يتعلق بالاستمتاع بها بأفضل طريقة، واللعب بشكل جيد، والتأكد من قدرة المنتخب على الفوز، ومحاولة تقديم كل ما لدي والاستمتاع بذلك”.

يعتقد الكثيرون أن وقت رونالدو انتهى أخيرًا على الساحة الدولية عندما تم استبعاده من التشكيلة الأساسية في المبارتين الأخيرتين في كأس العالم 2022 في قطر (ضد سويسرا في ثمن النهائي والمغرب في ربع النهائي) بعد فشله في التسجيل من اللعب المفتوح في دور المجموعات (سجل هدفاً واحداً من ركلة جزاء في المباراة الأولى ضد غانا 3-2.

ومع ذلك، ظل مارتينيس متمسكًا بالفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات. خاض رونالدو تسع مباريات في التصفيات، وسجل ثمانية أهداف.

وعلى الرغم من مسيرته الدولية الطويلة والمتميزة، قال رونالدو إنه لا يزال يعاني من التوتر بعد خوضه 207 مباراة دولية مع منتخب بلاده وهو رقم قياسي.

أوضح أن “هناك دائمًا هذا الوخز في المعدة، خاصة في اليوم السابق للمباراة، لكن هذا طبيعي، هذا جزء من ذلك وأنا سعيد لأنني أشعر به، لأنه عندما لا أشعر به، فمن الأفضل أن أستسلم وأتوقف”.

وأضاف “مازلت أشعر بحافز كبير، إنها بطولة مختلفة ونحن جميعا مستعدون”.

طموح رونالدو هو الوقود الذي يحفز زملاءه في المنتخب على التطوّر. قال مدافع مانشستر يونايتد الانكليزي ديوغو دالو في مؤتمر صحافي السبت: “معرفتي بكريستيانو هي أنه يفكر دائمًا بأهداف أكبر، وسنواكبه”.

وأضاف “إنه الشخص الذي فاز بأكبر عدد من الألقاب بيننا.. إذا أدركنا جميعا أنه يتعين علينا أن نسير خطوة بخطوة، فيمكننا الذهاب بعيدا وأنا واثق من ذلك”.

وفي حين أن البرتغال من بين المرشحين للفوز بالكأس، فإن جمهورية التشيك لم تتجاوز الدور ربع النهائي منذ 20 عامًا.

وعلى غرار البرتغال، رفع التشيك الكأس مرة واحدة وكانت في عام 1976 باسم تشيكوسلوفاكيا. يجب على خط الدفاع المكون من ثلاثة لاعبين مع ظهيرين بقيادة لاعب سلافيا براغ توماش هوليش أن يجد طريقة لإيقاف رونالدو إذا أراد منتخب بلاده أن يبدأ بقوة.

لكن قلة من المنتخبات تمكنت من تحقيق ذلك منذ أن اعتلى تعويذة البرتغال المسرح قبل عقدين من الزمن.

أحد التحديات القليلة المتبقية أمام رونالدو في البطولة هو تسجيل ثلاثية، آخرها حققها الإسباني دافيد فيا في عام 2008.

وفي المجموعة ذاتها، تستهل جورجيا بقيادة نجمها ونابولي الإيطالي خفيتشا كفاراتسخيليا مشاركتها الأولى في النهائيات بمواجهة تركيا.

وحجزت جورجيا التي لم يسبق لها أن شاركت في كأس أوروبا أو كأس العالم على الإطلاق منذ أن حصلت على استقلالها عن الاتحاد السوفياتي في عام 1991، عن طريق الملحق بفوزها على لوكسمبورغ (2-0) في نصف النهائي واليونان 4-2 بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي والاضافي 0-0).

ولن تكون مهمة رجال المدرب الفرنسي ويلي سانيول سهلة أمام الأتراك بقيادة المدرب الإيطالي فينتشنتسو مونتيلا والذين أبلوا البلاء الحسن في التصفيات بصدارة المجموعة الرابعة أمام كرواتيا ثالثة مونديال 2022.

وتشارك تركيا في العرس القاري للمرة السادسة وتبقى أفضل نتائجها نصف النهائي في 2008 وربع النهائي في 2000.

(أ ف ب)