سيكون ملعب “ويمبلي” مسرحًا لنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لموسم 2023-2024، وذلك حينما يلعب ريال مدريد الإسباني، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 14 مرة، مع بروسيا دورتموند الألماني، الذي فاز باللقب مرة واحدة عام 1997.
يعتمد كلا الفريقين على العديد من النجوم والأسلحة الهجومية لحسم المباراة لصالحه، لكن ثمة نجوم بارزين يجب إلقاء الضوء عليهم بمفردهم، وهو الأمر الذي يناسب كثيراً النجم البرازيلي فينسيوس جونيور.
وبات فينسيوس 23 عاماً واحداً من أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الحالي، وليس سراً ما يقدمه مع ريال مدريد خاصة منذ موسمه الرابع مع الفريق 2021-2022، حينما كان واحدا من أسباب فوز فريقه بلقب دوري الأبطال للمرة 14، ليس فقط بسبب تسجيله هدفاً في النهائي في شباك ليفربول الإنجليزي، ولكن لمساهمته الفعالة في مشوار الفريق للحصول على اللقب، كما أن ذلك الموسم يعد بمثابة الانفجار الحقيقي للاعب البرازيلي الموهوب.
وجاءت بداية مسيرة فينسيوس واعدة، ولعب لمدة 12 عاماً في فرق الناشئين والشباب بفلامنغو البرازيلي، قبل أن يصعد للفريق الأول ويخوض أول مباراة رسمية في 31 مايو (أيار) 2017 في الدوري البرازيلي أمام أتليتكو مينيرو، وانتظر ثلاثة أشهر ليسجل هدفه الأول مع الفريق حينما هز شباك ديبورتيفو بالاستينو التشيلي في بطولة كوبا “سود أمريكانا”.
وساهم تألق فينسيوس مع فلامنغو في جذب أنظار العديد من الأندية العالمية، لكن ريال مدريد نجح في ضمه من أجل اللعب للفريق الثاني في 2018.
وشهدت فترته الأولى مع ريال مدريد تألقاً لافتاً، وسجل هدفه الأول في شباك بلد الوليد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، وبعد ذلك سجل ثلاثة أهداف أخرى أنهى بها موسمه الأول في الريال.
وفي موسمه الثاني سجل فينسيوس خمسة أهداف في كل البطولات لريال مدريد، وفي موسمه الثالث سجل ستة أهداف، لكنه أصبح هدفاً لانتقادات الجماهير التي عابت عليه غياب الروح الجماعية وتفضيله المراوغة والاستعراض بالكرة دون النظر إلى الفائدة من الهجمات.
لكن مع قدوم المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، ظهر وجه مغاير تماماً لفينسيوس، الذي سجل 22 هدفاً في موسم 2021-2022 في كل البطولات، أربعة أهداف منها في دوري الأبطال، وبينهم هدفه الأغلى في شباك ليفربول بالنهائي الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس، كما حاز مع الفريق على لقب الدوري.
وفي الموسم التالي 2022-2023، سجل فينسيوس 23 هدفاً للريال في كل البطولات، لكن “الملكي” لم يحصل على ما هو أفضل من لقب كأس ملك إسبانيا، وخسر الدوري لصالح برشلونة وخرج من قبل نهائي دوري أبطال أوروبا على يد مانشستر سيتي الإنجليزي الذي توج باللقب فيما بعد.
وفي الموسم الحالي، تألق فينسيوس مع الريال، وسجل هدفين في شباك بايرن ميونخ وحارسه العملاق مانويل نوير في نصف النهائي، كما سجل ثلاثة أهداف أخرى في مشواره بالبطولة.
ولم يعد فينسيوس مجرد لاعب مفيد لريال مدريد، بل أصبح النجم الأول للفريق، وبات وجوده في الريال يرجح كفته في أكبر المواعيد، وأمام أي منافس، سواء في الدوري الإسباني أو على المستوى القاري.
(د ب أ)