يخوض ليفربول وأرسنال ومانشستر سيتي مواجهات متفاوتة القوة في الجولة 31 لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
وتواصلت لعبة “الكراسي الموسيقية” في صراع المنافسة على لقب البطولة العريقة التي دخلت منافساتها مرحلة الحسم مع تبقي 9 لقاءات فقط لكل فريق، حيث يتربع ليفربول على القمة حالياً برصيد 67 نقطة، بفارق نقطتين أمام أقرب ملاحقيه أرسنال، فيما يتواجد مانشستر سيتي في المركز الثالث برصيد 64 نقطة.
ويلتقي ليفربول مع ضيفه شيفيلد يونايتد، يوم الخميس، فيما يلعب أرسنال مع ضيفه لوتون تاون، بعد غد الأربعاء، ويواجه مانشستر سيتي ضيفه أستون فيلا، في اليوم ذاته.
وتبدو الفرصة مواتية أمام ليفربول، الساعي لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ 3 مواسم، لتعزيز موقعه على الصدارة، حينما يستضيف شيفيلد يونايتد، متذيل الترتيب برصيد 15 نقطة.
ويخوض ليفربول المباراة بمعنويات مرتفعة، عقب فوزه الثمين والمستحق 2-1 على ضيفه برايتون الأحد، في الجولة الماضية، لينهي لعنة الفريق الملقب بـ(طيور النورس)، الذي عجز رفاق النجم الدولي المصري محمد صلاح عن الفوز عليه في لقاءات الناديين الأربعة الماضية.
وبدا واضحاً سعي ليفربول الأكيد للظفر بلقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم، بعدما قلب تأخره بهدف مبكر أمام برايتون إلى فوز بفضل تألق محمد صلاح، الذي ساهم في الهدف الأول الذي سجله زميله الكولومبي لويس دياز، قبل أن يضيف الهدف الثاني، الذي منح الفريق الأحمر النقاط الثلاث.
وأشاد كلوب برباطة جأش محمد صلاح، الذي أضاع أكثر من فرصة أمام برايتون، قبل تسجيله هدف الفوز في الشوط الثاني، حيث قال “تخيل أن صلاح كان سيهدر كل الفرص التي أتيحت له في مسيرته الرياضية؟ سيكون ذلك جنوناً، لذا فلا بأس تماماً”.
وأضاف كلوب في تصريحاته التي نقلتها صحيفة إندبندينت البريطانية “نحن في حاجة لمواصلة محاولاته على مرمى المنافس. كان مو، مثل باقي زملائه الآخرين، في عجلة من أمره لإنهاء الفرص التي سنحت له وبذل أقصى الجهد”.
وتابع “ولكن أن تبقى محتفظاً بهدوئك بعد ذلك في اللحظة الحاسمة مع أكبر عدد من الفرص التي تهيأت لنا في أفضل أداء قدمناه، فهذا يصنع هدافاً حقيقياً، لذلك فنحن سعداء بكل شيء”.
ويأمل صلاح في الدخول بقوة في صراع المنافسة على لقب هداف البطولة هذا الموسم، أملاً في التتويج به للمرة الرابعة في مسيرته، حيث يتقاسم حالياً المركز الثاني بالقائمة مع دومينيك سولانكي، مهاجم بورنموث، بفارق هدفين فقط خلف النرويجي إرلينغ هالاند، نجم مانشستر سيتي (المتصدر).
وما يضاعف من فرص صلاح لزيادة غلته التهديفية هذا الموسم أمام شيفيلد، هو سوء مستوى دفاع المنافس، الذي تلقى 77 هدفاً في 29 مباراة لعبها بالبطولة حتى الآن هذا الموسم، ليصبح الأكثر استقبالاً للأهداف بين فرق المسابقة خلال الموسم الحالي.
ويبحث صلاح عن زيارة شباك شيفيلد في المباراة السادسة التي يخوضها ضده، بعدما سبق له أن أحرز هدفاً وحيداً في اللقاءات الخمسة الماضية التي جرت بين الفريقين، وذلك خلال موسم 2019-2020.
أما شيفيلد، فيطمع في الخروج بنتيجة إيجابية من ملعب آنفيلد رغم صعوبة المهمة، لإنعاش آماله في البقاء بالمسابقة التي لم يحقق أي انتصار بها منذ تغلبه 3-1 على مضيفه لوتون تاون في العاشر من فبراير (شباط) الماضي.
من ناحيته، يأمل آرسنال في العودة إلى طريق الفوز مجدداً، بعدما توقفت سلسلة انتصاراته بتعادله دون أهداف مع مضيفه مانشستر سيتي في المرحلة الماضية، وذلك خلال لقائه مع ضيفه لوتون تاون، صاحب المركز الثامن عشر (الثالث من القاع) برصيد 22 نقطة.
وأهدر آرسنال أول نقطتين في مشواره بالدوري الإنجليزي خلال عام 2024 بتعادله مع سيتي، والذي جاء عقب تحقيقه 8 انتصارات متتالية في المسابقة، التي يحلم بالفوز بها للمرة الأولى منذ موسم 2003-2004.
ورغم التعادل مع مانشستر سيتي، فقد بدا الإسباني ميكيل أرتيتا، المدير الفني لآرسنال، راضياً عن النتيجة، حيث قال عقب اللقاء لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) “لقد كانت مباراة قوية وتنافسية للغاية، وقطعنا خطوة كبيرة بهذه النتيجة”.
أوضح أرتيتا “قدمنا أداءً فردياً وجماعياً مميزاً، واتسمنا بالشراسة في بعض الأحيان، وحرمنا مانشستر سيتي من تسجيل الأهداف على ملعبه لأول مرة منذ عام 2021”.
وأشار “لقد واجهنا اختباراً صعباً للغاية، وسعينا لتحقيق الفوز، ولكن طالما لم ننجح في الانتصار، فمن المهم ألا نخسر”.
ومازالت جماهير الفريقين تتذكر مواجهتهما بنهائي كأس رابطة الاندية المحترفة موسم 1987-1988، حينما حقق لوتون تاون المفاجأة وتوج باللقب على حساب آرسنال، بعدما تغلب عليه 3-2 في المباراة النهائية.
ويحلم لوتون بتحقيق مفاجأة مماثلة، حينما يواجه فريق (المدفعجية) على ملعب الإمارات في العاصمة البريطانية لندن، للتمسك بحظوظه في تجنب العودة مجددا لدوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب).
وكانت مباراة الفريقين بالدور الأول، التي انتهت بفوز آرسنال 4-3 مليئة بالإثارة والمتعة، بعدما حسمها الفريق اللندني لمصلحته في اللحظات الأخيرة.
ويلعب مانشستر سيتي مواجهة محفوفة بالمخاطر أمام ضيفه أستون فيلا، الذي يتواجد في المركز الرابع برصيد 59 نقطة، ويهدف لخطف مقعد ببطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
وعقب تعادله في مباراتيه الأخيرتين أمام ليفربول وآرسنال، أصبح يتعين على مانشستر سيتي، الذي حقق 3 انتصارات في مبارياته الست الأخيرة بالمسابقة، عدم فقدان المزيد من النقاط بالمسابقة، التي توج بها في المواسم الثلاثة الأخيرة.
وتمسك الإسباني بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، بآماله في الاحتفاظ باللقب للموسم الرابع على التوالي، حيث قال عقب التعادل مع آرسنال “مازالت تتبقى 9 مباريات، وسنرى ما سيحدث”.
وشدد غوارديولا “لقد كانت مباراة صعبة والمساحات قليلة جدا، ولهذا السبب فإن أرسنال تصدر الدوري، والآن ليفربول في قمة الترتيب، لكن آرسنال يقدم أداءً مميزاً في آخر موسمين”.
وظهر نجوم مانشستر سيتي بشكل باهت خلال مواجهة آرسنال، خاصة هالاند، الذي عجز عن هز الشباك للمباراة الثانية على التوالي في البطولة.
في المقابل، يسعى أستون فيلا لتكرار تفوقه على سيتي، بعدما تغلب عليه 1-0 في مباراتهما بالدور الأول، ليلحق بالفريق السماوي خسارته الثالثة والأخيرة في البطولة خلال الموسم الحالي.
واستعاد أستون فيلا بعضاً من اتزانه، عقب تغلبه 2-0 على ضيفه وولفرهامبتون، يوم السبت الماضي، حيث جاء هذا الانتصار بعد خسارته أمام توتنهام وتعادله مع ويستهام يونايتد في المباراتين السابقتين.
ويدرك لاعبو أستون فيلا أن إهدار أي نقاط في لقاءات الفريق المتبقية من المسابقة، ربما تعصف بآماله في الاستمرار بالمركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال الموسم المقبل، حيث يبتعد بفارق 3 نقاط فقط أمام توتنهام هوتسبير، صاحب المركز الخامس، الذي مازال يمتلك مباراة مؤجلة.
وتشهد الجولة أيضاً مواجهة من العيار الثقيل بين تشيلسي وضيفه مانشستر يونايتد، يوم الخميس المقبل، على ملعب ستامفورد بريدج في لندن.
ويقدم الفريقان مستوى مخيباً لآمال جماهيرهما في البطولة هذا الموسم، حيث يحتل مانشستر يونايتد المركز السادس بـ48 نقطة، فيما يحل تشيلسي في المركز الحادي عشر برصيد 40 نقطة، مع امتلاكه لقاءين مؤجلين.
وأخفق الفريقان في تحقيق الفوز خلال المرحلة الماضية، حيث فرط يونايتد في تقدمه ليتعادل 1-1 مع مضيفه برينتفورد في الثواني الأخيرة، كما سقط تشيلسي في فخ التعادل 2-2 مع ضيفه بيرنلي (المتواضع).
وبينما انتصر يونايتد في آخر مواجهتين أمام تشيلسي، والتي كان آخرها الفوز 2-1 في مباراتهما بالدور الأول للمسابقة، يتطلع النادي اللندني لتحقيق فوزه الأول على الفريق الملقب بـ(الشياطين الحمر) منذ أكثر من 6 أعوام ببطولة الدوري.
ويعود آخر فوز لتشيلسي على مانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي إلى الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، حينما تغلب 2-0 على منافسه في لندن، لتشهد المباريات الـ12 التي أقيمت بينهما في البطولة تحقيق الفريق الأحمر 5 انتصارات، فيما فرض التعادل نفسه على 7 لقاءات.
وتفتتح مباريات الجولة غداً الثلاثاء بلقاء نيوكاسل يونايتد، الذي يحتل المركز الثامن بـ43 نقطة، مع ضيفه إيفرتون، صاحب المركز السادس عشر بـ25 نقطة، الذي بات مهدداً بخصم المزيد من النقاط في رصيده بسبب انتهاكه قوانين اللعب المالي النظيف لموسم 2022-2023.
وكان إيفرتون تم خصم 6 نقاط من رصيده لخرقه قواعد الربحية والاستدامة في الدوري الإنجليزي لموسم 2021-2022.
كما يلتقي نوتينغهام فورست مع ضيفه فولهام، غدا أيضا، بينما يلعب بيرنلي مع وولفرهامبتون، وبورنموث مع كريستال بالاس، وويستهام مع توتنهام، في اليوم ذاته، في حين يلاقي برينتفورد ضيفه برايتون بعد غد.
(د ب أ)