يريد المنتخب الألماني لكرة القدم أن يثبت أن الفوز الذي حققه على نظيره الفرنسي بهدفين نظيفين لم يكن ضربة حظ، ولكنه عودة حقيقية إلى عظمته، وذلك عندما يواجه المنتخب الهولندي في مباراة ودية يوم الثلاثاء المقبل، استعدادًا لبطولة أمم أوروبا، التي تقام في ألمانيا في الصيف.
ويبدو أن المدير الفني للمنتخب الألماني جوليان ناغلسمان، قام بكل شيء بشكل صحيح بعدما أجرى تغييراً شاملاً للاعبين ومنح لاعبيه أدواراً واضحة حيث قدم المنتخب الألماني عرضاً جيداً أمس السبت في ليون.
وساعد الهدف القياسي على مستوى منتخب ألمانيا، الذي سجله فلوريان فريتز بعد مرور سبع ثوانٍ فقط على تهدئة أي مخاوف، وبعد الصمود أمام فترة من الضغط المتواصل من المنتخب الفرنسي بقيادة كيليان مبابي، والمرشح لنيل اللقب، سيطر المنتخب الألماني على الشوط الثاني بقيادة لاعب خط الوسط العائد توني كروس، وسجل المنتخب الألماني الهدف الثاني عن طريق كاي هافيرتز.
وجاء هذا الانتصار في الوقت المناسب، في أول مباراة بالعام الجديد، ولكن يجب التأكيد عليه أمام المنتخب الهولندي في فرانكفورت، لنسيان الأعوام الصعبة الماضية التي شهدت خروج “الماكينات” من نسختين لكأس العالم من دور المجموعات وتحقيق ثلاث انتصارات فقط في 11 مباراة في عام 2023، وإنتاج المزيد من الإثارة لليورو.
وذكرت النسخة الإلكترونية لصحيفة سود دويتشه تسايتونغ اليوم الأحد في مقال تحت عنوان: “انتصار ليوليان ناغلسمان”، أن الفريق الألماني لم يظهر كأنه فريق يعاني من فشل مستمر مؤخراً، ولكن عوضاً عن ذلك أظهر الفريق أنه يمتلك الكثير من المهارة في صفوفه وفي نفس الوقت لديه الصلابة التنافسية اللازمة”.
واحتفلت صحيفة “بيلد” بما وصفته ” بداية رائعة لعام بطولة أمم أوروبا” وأثنى المدير الفني لمنتخب فرنسا ديدييه ديشامب، على الفريق الفائز، وقال: “شرسون للغاية وتركيزهم كان كبيراً”.
ورفع ناغلسمان شعار “نحن من يهاجم” للمباراتين، وهذا ما فعله الفريق الذي شارك فيه للمرة الأولى ماكسيميليان ميتليشتات، الظهير الأيسر، وزميلاه بفريق شتوتغارت دينيس أونديف وفالديمار أنتون، بسعادة وبهجة لم يتم رؤيتها منذ فترة طويلة.
وقال المدير الرياضي للمنتخب الألماني رودي فولر : “كان أفضل أداء قدمناه في السنوت الأخيرة. كان شعوراً جيداً”.
وقال ناغلسمان :”تحية كبيرة للفريق. أنا راضٍ للغاية، أيضاً بالأداء الذي قدمه الفريق. كانت مباراة عظيمة”.
وقال لاعب ريال مدريد توني كروس، الفائز بكأس العالم 2014، والذي عاد للمنتخب الألماني بعد تقريباً ثلاثة أعوام من اعتزاله اللعب الدولي :”اتخذنا خطوة جيدة وهامة للأمام”.
وأضاف :”أدركنا جميعاً أن المباريات الدولية هي الفرصة الأخيرة للقيام بذلك قبل بطولة أمم أوروبا. نجح الأمر اليوم. تم تغيير بعض الأشياء، لذا كان السؤال هو ما إذا كان يمكن أن تؤتي ثمارها بهذه السرعة. لقد خضنا أسبوعاً جيداً من التدريب وتمكنا من نقل ذلك إلى المباراة”.
وسيطر كروس على خط وسط وكأنه لم يكن غائباً من قبل، واستطاع جوشوا كيميتش غلق المساحات أمام مبابي، بعد أن تم نقله من منتصف الملعب إلى الظهير الأيمن، وكان الدفاع منظماً من قبل أنطونيو روديغر وجوناثان تاه وتمكنا من الخروج بشباك نظيفة للمرة الأولى منذ 12 شهراً.
وفي الهجوم شكل الثنائي الشاب فريتز وجمال موسيالا تهديداً مستمراً حيث ظهرا بمستوى يليق بتوصيف ناغلسمان بأنهما “سحرة”.
وستتضح قيمة الانتصار يوم الثلاثاء أمام المنتخب الهولندي، الذي فاز يوم الجمعة الماضي برباعية نظيفة على المنتخب الإسكتلندي، الذي يواجهه المنتخب الألماني في المباراة الافتتاحية ليورو 2024 يوم 14 يونيو (حزيران) المقبل.
وذكرت مجلة “كيكر” الألمانية أن الفريق “لا يرتقي بشكل فوري من حالة الأزمة إلى أن يكون مرشحاً ولكن سوياً مع مدربه أرسل الإشارة التي كان ينتظرها أكثر من 80 مليون مدرب وطني قبل المباراة الودية أمام المنتخب الهولندي.
(د ب أ)