يرى مدرب المنتخب الإسباني، لويس دي لا فوينتي، أن فريقه يملك “المواد الخام” اللازمة لمحاولة الفوز بكأس أوروبا لكرة القدم، المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، معتبرًا أن الأبطال السابقين “مرشحون” للتنافس على المجد القاري.
وفي مقابلة أجراها ابن الـ62 عاماً مع وكالة “فرانس برس” قبل الخسارة الودية أمام كولومبيا 0-1 الجمعة في لندن، تطرق دي لا فوينتي أيضاً إلى التوقيفات التي حصلت هذا الأسبوع في إطار مكافحة الفساد في الاتحاد الإسباني للعبة.
وأقال الاتحاد الإسباني العديد من المديرين المرتبطين بتحقيقات فساد، وفق ما أعلن الخميس في بيان قال فيه إنه “فتح إجراءات تأديبية” ضد مدير الخدمات القانونية بيدرو غونزاليس سيغورا ومدير الموارد البشرية خوسيه خافيير خيمينيز وأقالهما، وكلاهما تم اعتقالهما الأربعاء عقب مداهمة الشرطة مقر الاتحاد ومواقع عدة في إطار تحقيق في مزاعم فساد وجرائم متنوعة، وفق ما علمت وكالة “فرانس برس” من مصادر قضائية.
وأجريت هذه المداهمات خلال تواجد دي لا فوينتي ولاعبيه في مقر الاتحاد في لاس روساس حيث كان يعسكر “لا روخا” قبل السفر إلى لندن لمواجهة كولومبيا ودياً الجمعة.
وبالنسبة لدي لا فوينتي “ليس من الجيد لكرة القدم الإسبانية أن يحوَّل الاهتمام الى هذا التركيز الآخر”، وفق ما أفاد عما يحصل في الاتحاد المحلي، مضيفاً: نحن نركز على كرة القدم، لكننا لسنا غافلين عن كل ما يحدث. مسؤوليتنا أيضاً هي التركيز على العمل الذي نقوم به، لأن لدينا التزاما كبيرا، مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع، تجاه البلد بأكمله، وتجاه كرة القدم الإسبانية لاستعادة هيبة الاتحاد الإسباني.
وعاد الرجل الذي قاد إسبانيا للفوز ببطولة أوروبا تحت 19 وتحت 21 عاماً والميدالية الفضية الأولمبية في طوكيو عام 2021 قبل أن يتولى تدريب المنتخب الأول في 2022 وقيادته للفوز بدوري الأمم الأوروبية في يونيو 2023، للتركيز على المهمة التي تنتظره ورجاله في ألمانيا الصيف المقبل.
وتُعَد إسبانيا واحدة من أفضل ستة منتخبات في البطولة القارية المكونة من 24 منتخباً، ويرى لويس أننا “من بين المتنافسين الذين سيقاتلون من أجل اللقب.. علينا أن نحاول الارتقاء إلى مستوى التوقعات وهذه التوقعات هي أننا سنتنافس من أجل الفوز”.
وأضاف: الفوز على هذا المستوى أمر صعب للغاية لأن هناك فرقاً أخرى مستعدة جيداً وتمتلك لاعبين جيدين جداً. لدينا مجموعة صعبة جداً بوجود كرواتيا وإيطاليا. ولا يجب أن ننسى ألبانيا التي تصدرت مجموعتها في التصفيات، مع مدرب رائع جداً وهو البرازيلي سيلفينيو ولاعبين جيدين جداً حتى لو كانوا غير معروفين لعامة الناس.
وفي كأس أوروبا الماضية التي أقيمت صيف 2021 عوضاً عن 2020 بسبب تداعيات فيروس كورونا، فازت إسبانيا على كرواتيا في ثمن النهائي، لكنها خسرت في نصف النهائي أمام إيطاليا التي فازت لاحقاً باللقب.
وأتبع: قد تتنافس كرواتيا وإيطاليا على اللقب، ثم لديك فرنسا والبرتغال وإنجلترا وألمانيا.
وقام دي لا فوينتي بإدخال تعديلات جذرية على المنتخب الإسباني منذ وصوله، ففي التشكيلة الأساسية الجمعة ضد كولومبيا، كان أيميريك لابورت الوحيد الذي لعب أساسياً في آخر مباراة لإسبانيا في بطولة كبرى، أي في الخسارة أمام المغرب في ثمن نهائي مونديال قطر نهاية 2022.
ويرى لا فيوينتي أن منتخب إسبانيا يملك “المواد الخام” اللازمة لتكوين فريق رائع، أما ما يحتاجه فأجاب: الوقت.
وضد كولومبيا، أشرك دي لا فوينتي في الشوط الثاني لامين يمال (16 عاماً) وباو كوبارسي (17 عاماً) ونيكو ويليامز (21) الذي شارك كبديل في الدقيقة 75 ضد المغرب خلال مونديال قطر قبل استبداله في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني ببابلو سارابيا الذي أهدر ركلته الترجيحية.
الاعتماد على الشبان نابع من مسيرة دي لا فوينتي القادم من خلفية التأسيس الكروي من القواعد، وهو يقول بهذا الصد: التزامنا تجاه الأشخاص الذين نثق بهم في نظام الشباب، ليس مجرد صورة، بل هو قناعة.
وأضاف: الشباب الذين يتم تدريبهم، مع الموهبة، التحضير، الإمكانات، يحتاجون إلى فرص. لا يتعين عليك النظر إلى العمر. وهناك لاعبون شباب لديهم إمكانات ويظهِرون كل يوم أحد في الدوريات في أنديتهم أنهم مستعدون للمنافسة على أعلى مستوى.
(أ ف ب)