عقب خسارته القاسية أمام مضيفه باير ليفركوزن في مباراته الأخيرة بالدوري الألماني، يتطلع بايرن ميونخ لمداواة جراحه المحلية، خلال لقائه مع مضيفه لاتسيو، يوم الأربعاء، في ذهاب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
كما يشهد الدور ذاته، يوم الأربعاء أيضًا، مواجهةً أخرى مهمةً بين باريس سان جيرمان وضيفه ريال سوسييداد، على ملعب “حديقة الأمراء” في العاصمة باريس.
وتسببت الهزيمة الموجعة التي تعرض لها بايرن ميونخ 0-3 أمام ليفركوزن، يوم السبت الماضي، في اتساع الفارق بين الفريق البافاري، صاحب المركز الثاني بترتيب “بوندسليغا”، وليفركوزن، الذي يتربع على القمة، إلى 5 نقاط، قبل 13 مرحلة على انتهاء المسابقة، التي توج بها فريق المدرب توماس توخيل بلقبها في المواسم الـ11 الأخيرة.
ويأمل بايرن في مصالحة محبيه واستعادة الثقة من جديد، كما يرغب أيضاً في مواصلة نتائجه الرائعة في النسخة الحالية بـ دوري أبطال أوروبا، التي شهدت تربعه على قمة ترتيب المجموعة الأولى في مرحلة المجموعات للمسابقة القارية، عقب تحقيقه 5 انتصارات، فيما تعادل في لقاء وحيد.
وصعد بايرن للأدوار الإقصائية في البطولة التي توج بها 6 مرات، بعدما حصل على 16 نقطة خلال مشواره في المجموعة، التي ضمت كلاً من كوبنهاغن الدنماركي وغلطة سراي التركي ومانشستر يونايتد الإنجليزي، حيث يعد هذا ثاني أعلى رصيد لأي فريق بالدور الأول للبطولة، بعد ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، اللذين حصدا العلامة الكاملة (18 نقطة).
وأثار السقوط أمام ليفركوزن الكثير من الانتقادات تجاه إدارة توخيل الفنية، غير أن إدارة بايرن تبدو متمسكة ببقاء المدرب الألماني، على الأقل حتى الصيف المقبل، وفقاً لتقارير إخبارية.
من جانبه، يسعى لاتسيو لاستغلال مؤازرة عاملي الأرض والجمهور له من أجل الخروج بنتيجة إيجابية وتسهيل مهمته في مباراة الإياب التي تجرى بين الفريقين على ملعب أليانز أرينا بمدينة ميونخ في الخامس من مارس (آذار) المقبل.
ورغم ابتعاده عن مراكز المقدمة في ترتيب الدوري الإيطالي هذا الموسم، حيث يحتل المركز الثامن برصيد 37 نقطة، جاءت نتائج لاتسيو جيدة للغاية خلال مرحلة المجموعات بدوري الأبطال.
وتأهل لاتسيو لدور الـ16 في البطولة القارية، عقب حلوله ثانياً في ترتيب المجموعة الخامسة، التي ضمت أتلتيكو مدريد الإسباني وفينورد روتردام الهولندي وسيلتك الإسكتلندي، برصيد 10 نقاط، بعدما حقق 3 انتصارات وتعادلاً وحيداً، فيما نال خسارتين.
واكتسب لاتسيو قوة دفع لا بأس بها، بعدما انتزع فوزاً ثميناً 3-1 من ملعب مضيفه كالياري في لقائه الأخير بالدوري المحلي، يوم السبت الماضي، ليعود إلى طريق الانتصارات، الذي غاب عنه في المسابقة خلال المرحلتين الماضيتين.
وشدد ماوريتسو ساري، المدير الفني للاتسيو، على صعوبة مواجهة بايرن، رغم الظروف الصعبة التي يعاني منها الفريق الألماني في الفترة الأخيرة، مؤكداً أنه يتعين على فريقه احترام منافسه.
وصرح ساري لشبكة (دازن) التلفزيونية “نخوض مواجهة صعبة ضد أحد أقوى الفرق في العالم حاليا، تبدو حظوظنا شبه مستحيلة في التأهل لدور الثمانية”.
واستدرك المدرب الإيطالي المخضرم “رغم ذلك، فإن هناك العديد من الأندية التي تحلم بأن تكون في موقفنا الحالي. استعدنا الكثير من الثقة هذا الأسبوع ونطمح للبناء على ذلك”.
وستكون هذه هي المواجهة الثانية بين بايرن ولاتسيو في غضون 3 أعوام، بعدما سبق أن التقيا في الدور ذاته للبطولة بموسم 2020- 2021، حيث صعد بايرن لدور الثمانية على حساب نظيره الإيطالي، بعدما تغلب عليه 4-1 ذهاباً في إيطاليا، و2-1 في مباراة الإياب بألمانيا.
ويخوض باريس سان جيرمان، الذي مازال يحلم بالتتويج بدوري الأبطال للمرة الأولى، مواجهة محفوفة بالمخاطر، حينما يستضيف ريال سوسييداد، حيث ستكون هذه هي المباراة الأولى التي تجرى بين الفريقين في البطولات القارية.
ويبحث سان جيرمان عن مواصلة نتائجه الجيدة تحت قيادة مديره الفني الإسباني لويس إنريكي، بعدما حقق 8 انتصارات وتعادلاً وحيداً خلال لقاءاته التسعة الأخيرة في مختلف المسابقات المحلية.
وكان الفوز 3- 1 على ليل في باريس يوم السبت الماضي بالدوري الفرنسي، آخر انتصارات سان جيرمان قبل لقائه الأوروبي المهم، ليعزز موقعه في صدارة ترتيب البطولة المحلية، التي توج بها 9 مرات في المواسم الـ11 الأخيرة.
ويطمع سان جيرمان في الظهور بصورة أفضل عما كان عليه في دور المجموعات بدوري الأبطال، حيث صعد لمرحلة خروج المغلوب بشق الأنفس وانتظر حتى الجولة الأخيرة لحسم تأهله، بعدما كان قريبا من وداع المسابقة مبكراً.
وتواجد سان جيرمان في المركز الثاني بالمجموعة السادسة، التي ضمت بوروسيا دورتموند الألماني وميلان الإيطالي ونيوكاسل يونايتد الإنجليزي، برصيد 8 نقاط، عب تحقيقه فوزين وتعادلين وخسارتين، متفوقاً بفارق المواجهات المباشرة على ميلان، صاحب المركز الثالث، الذي تساوى معه في نفس الرصيد من النقاط.
ولن تكون مهمة سان جيرمان سهلة أمام سوسييداد بقيادة مديره الفني المحلي إيمانول ألجواسيل، صاحب المركز السابع في ترتيب الدوري الإسباني حالياً.
ويحلم سوسييداد بمواصلة مفاجآته في دوري الأبطال أمام فريق العاصمة الفرنسية، لاسيما بعدما بلغ دور الـ16 بفضل تصدره ترتيب المجموعة الرابعة، التي ضمت أندية عريقة بحجم إنتر ميلان الإيطالي، الفائز باللقب القاري 3 مرات ووصيف النسخة الماضية للمسابقة، وبنفيكا البرتغالي، الذي توج بالمسابقة مرتين في ستينيات القرن الماضي، وريد بول سالزبورغ النمساوي.
وحصل سوسييداد على 12 نقطة خلال مشواره بالمجموعة، حيث حقق 3 انتصارات و3 تعادلات في مبارياته الست التي لعبها، حيث يعتبر ضمن 6 أندية حافظت على سجلها خالية من الهزائم في دور المجموعات.
ورغم ذلك، يعاني سوسييداد من النتائج المهتزة على الصعيد المحلي في الفترة الأخيرة، حيث فشل في تحقيق أي انتصار خلال لقاءاته الأربعة الأخيرة سواء بالدوري الإسباني أو كأس الملك.
وأثار الفريق الباسكي قلق جماهيره في البروفة الأخيرة قبل مواجهة سان جيرمان، عقب خسارته 0-1 أمام ضيفه أوساسونا يوم السبت الماضي بالدوري الإسباني، لكنه يمتلك الكثير من الدوافع لتحقيق نتيجة إيجابية أمام سان جيرمان.
(د ب أ)