عموته يعيد سيناريو الركراكي

بينما كان منتخب الأردن يستعد لخوض منافسات كأس آسيا لكرة القدم في قطر، لم يكن أشد الناس تفاؤلًا يتوقع وصول فريق المدرب الحسين عموتة إلى المباراة النهائية وتحقيق هذا الإنجاز التاريخي، خاصةً بعد النتائج السلبية للفريق قبل انطلاق البطولة.

وتأهل الأردن لنهائي كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه بالفوز 2-0 على كوريا الجنوبية في الدور قبل النهائي الثلاثاء.

وبمدرب مغربي، استلهم الأردن الأمل من المسيرة الخيالية للمنتخب الملقب “أسود الأطلس” في كأس العالم 2022، حين تأهل للدور قبل النهائي، كأول منتخب أفريقي وعربي يصل لهذا الدور في النهائيات، ليحقق المنتخب المعروف باسم “النشامى” نجاحاً مذهلا في النسخة الحالية من كأس آسيا.

وعلى النقيض تمامًا من فشل المنتخبات العربية في كأس أمم إفريقيا المقامة في ساحل العاج في التوقيت ذاته، استمر منتخبا الأردن وقطر في كأس آسيا حتى قبل النهائي.

ولدى الدولة المستضيفة فرصة لجعله نهائياً عربياً خالصاً للمرة الثالثة في تاريخ البطولة بعد نسختي 1996 و2007.

مطالبات بالإقالة

خاض الأردن منافسات كأس آسيا ولدى جماهيره توقعات بالخروج المبكر من البطولة بعد عدة نتائج سلبية، إذ تعادل 1-1 مع طاجيكستان وخسر 0-2 على ملعبه أمام السعودية ضمن تصفيات كأس العالم، ثم الهزيمة 1-2 أمام لبنان، قبل أن يسقط بنتيجة كبيرة 1-6 أمام اليابان في مباراة ودية سبقها فوز ودي 2-1 على قطر.

وتعالت صيحات عدد من المتابعين والنقاد بضرورة إقالة المدرب عموتة على خلفية الهزيمة الثقيلة ضد اليابان، قبل أن يظهر الفريق بوجه مغاير في البطولة القارية.

وتأهل منتخب “النشامى” إلى الدور الثاني بعدما احتل المركز الثالث برصيد أربع نقاط من انتصار وتعادل في المجموعة الخامسة التي ضمت البحرين، وكوريا الجنوبية، وماليزيا.

تحول مذهل

وبعد الفوز في مباراة واحدة بدور المجموعات بنتيجة 4-0 على ماليزيا، تحول أداء الأردن بدءاً من مراحل خروج المغلوب، رغم أنه اصطدم بالعراق الذي رشحه البعض للذهاب بعيداً بعد تأهله كمتصدر للمجموعة وفوزه على اليابان.

لكن فريق المدرب عموتة تجاوز العقبة الأولى بفوز مثير 3-2 في اللحظات الأخيرة.

وارتفعت التوقعات بعد الفوز على العراق بشأن إمكانية الذهاب بعيداً في البطولة، إذ كان الهدف حينها تخطي عقبة طاجيكستان مفاجأة البطولة، وهو ما حدث بالفعل لتنتهي العقدة ويتأهل الأردن لقبل النهائي للمرة الأولى.

وتوقفت مسيرة الأردن عند دور الثمانية مرتين عامي 2004 و2011 مع المدربين المصري محمود الجوهري والعراقي عدنان حمد على الترتيب.

لكن كسر عقدة بلوغ قبل النهائي جاء بعد 20 عاماً من المشاركة الأولى في البطولة عام 2004 مع الجوهري.

ومع الوصول للتحدي الأصعب بمواجهة كوريا الجنوبية في تكرار لمباراتهما قبل أكثر من أسبوعين بدور المجموعات حين انتزع فريق المدرب يورجن كليسنمان التعادل بصعوبة لتنتهي المباراة 2-2، كانت الآمال قد بلغت عنان السماء بإمكانية الاستمرار في قطر حتى نهاية المشوار.

وفاز الأردن 2-0 على كوريا الجنوبية الثلاثاء ليتأهل للنهائي للمرة الأولى وينتظر الفائز من لقاء قطر وإيران لمواجهته في ملعب لوسيل الذي احتضن نهائي كأس العالم 2022 بين الأرجنتين وفرنسا.

وقال عموتة عقب الفوز والتأهل التاريخي للنهائي: “أنا أسعد مدرب في القارة وربما في العالم. يوم تاريخي بالنسبة لنا”.

وتبقت خطوة واحدة للأردن من أجل الصعود لقمة منصة التتويج، ورغم أن التوقعات لم تكن كبيرة لهذا المنتخب تحت قيادة عموتة، لكنه ضَمن البقاء حتى اليوم الأخير في البطولة وربما يظفر باللقب للمرة الأولى.

(رويترز)