تستخدم الشرطية بشرى كربوبي صافرتها وبطاقاتها على أرض الملعب لإدارة المباريات والحفاظ على النظام، لكن في وظيفتها اليومية، تعتمد على الأصفاد وليس البطاقات الصفراء أو الحمراء.
وأصبحت كربوبي أول امرأة تدير مباراة كحكم رئيسي في النسخة الـ34 ببطولة كأس أمم إفريقيا، المقامة في كوت ديفوار، عندما أدارت مباراة غينيا بيساو ونيجيريا في الجولة الثالثة من دور المجموعات، لتصبح ثاني امرأة تدير مباراة في تاريخ البطولة، بعد الرواندية سليمة موكاسانغا (كأس أمم إفريقيا 2021).
كربوبي إضافة إلى كونها حكمة دولية، فهي شرطية بمدينة مكناس، شمالي المغرب، وقالت عن ذلك في تصريحات لشبكة “بي بي سي”: “كوني شرطة، فهذا يعني لي تطبيق العدالة، كحكمة، أنا من يطبق القانون في الملعب، وهذا شغفي، وأرى أن التحكيم والشرطة مرتبطان ببعضهما البعض”.
وتعد أول حكمة عربية تدير مباراة في النهائيات الإفريقية للرجال، وتقول عن مشاركتها: “كانت المشاعر هائلة، إنه شرف لي ولعائلتي ولبلدي وللنساء الإفريقيات بشكل عام”.
وأضافت صاحبة الـ36 عامًا: “صحيح أنني ضابطة شرطة، وفي الملعب حكمة، ولكن في المنزل أنا أم لابنة”.
وفي بداياتها، أحبت كربوبي لعب كرة القدم، لكنها توقفت بسبب عدم وجود مسابقات منظمة لكرة السيدات في ذلك الوقت، لذلك قررت خوض مجال التحكيم وإدارة المباريات، ورأت الكثير من الفرص كحكمة.
واجهت كربوبي رفضًا من عائلتها في بداياتها، بحسب ما ذكرت في تصريحات سابقة عام 2021: “أنا من بلدة صغيرة محافظة، لذلك كان من الصعب على عائلتي أن تتقبل أنني أريد مواصلة مسيرتي في الرياضة”.
وكان إخوتها أكبر عقبة في حياتها، ذات مرة قاموا بتمزيق راية الحكم المساعد الخاص بها، تاركين الشابة كاربوبي تبكي، لكنها قامت بعد ذلك بخياطتها وواصلت التدريب، لكن في 2007، شاهدها والدها تدير مباراة لكرة السيدات، ومنذ ذلك الحين، حصلت على الدعم لمتابعة المسار الذي اختارته، وهي اليوم رائدة للحكمات العربيات في هذا المجال.
وإلى جانب كونها أول امرأة عربية تدير مباراة للرجال في 2020، تعد كربوبي أيضًا أول امرأة إفريقية تشرف على حكم الفيديو المساعد، وتمكنت من العمل كحكم فيديو مساعد في نهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية للرجال 2021.
وأدارت الحكمة المغربية أول مباراة دولية لها في كرة قدم السيدات في 2018 بكأس الأمم الإفريقية في غانا.
وتشدد كربوبي على أهمية العمل بجهد أكبر بالنسبة للحكمات، خاصةً من الناحية البدنية، للوصول إلى الجاهزية التي تمكنهن من إدارة مباريات الرجال، وأضافت: “بعد الناحية البدنية، يجب أن نملك الخبرة الفنية التي يمتلكها الرجال بالطبع، لأنه إذا ارتكب حكم أخطاء، سيقولون إنه مجرد إنسان، لكن المرأة تتعرض للانتقاد بشكل أكبر، لأنها أنثى”.
وترى الحكمة المغربية أن وظيفتها في الشرطة ومجال التحكيم يكملان بعضهما البعض: “التحكيم ساعدني كثيرًا لأكون ضابطة شرطة جيدة، وكوني ضابطة شرطة، ساعدني في الحصول على الشخصية القوية داخل الملعب كحكمة”.
وتطمح الأم إلى إدارة نهائيات كأس العالم للرجال يومًا ما، بعد ظهورها لأول مرة في مونديال السيدات العام الماضي.
(العربية نت)