أمير عبدو.. العقل المدبر لمفاجئتين في أمم إفريقيا

قد لا يكون اسم أمير عبدو معروفاً في عالم التدريب، لكنه بات العقل المدبر لمفاجئتين لم تكونا في الحسبان بنهائيات بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، بعد أن قاد جزر القمر وموريتانيا إلى أدوار خروج المغلوب.

ولم تكن الدولتان الصغيرتان قريبتين حتى من تحقيق ذلك قبل تولي عبدو (51 عاماً) للمهمة، لكن قدرته على تشكيل وحدة متماسكة والاستفادة من اللاعبين المغتربين لتحسين حظوظهم جعل من المدرب الفرنسي المولد أشبه بأيقونة في كأس الأمم.

وفي المناسبتين، فاز المنتخبان تحت إمرته على عمالقة القارة للتقدم، إذ تغلبت جزر القمر 3-2 على غانا في النسخة التي أقيمت في الكاميرون قبل عامين، وفي النسخة الحالية المقامة في ساحل العاج فازت موريتانيا 1-0 على الجزائر، وفي الحالتين ودع الفريق الأكبر البطولة مبكراً.

وستكون مهمته التالية مع موريتانيا في دور الستة عشر من كأس الأمم أمام الرأس الأخضر في أبيدجان غداً الأحد، وهي المواجهة التي ينظر إليها باعتبارها فرصة للتقدم أكثر في البطولة.

وقال عبدو لمحطة (كنال بلوس) التلفزيونية الفرنسية بعد الفوز على الجزائر: “ما نشهده أمر غير عادي، قلت للاعبين إنهم كتبوا التاريخ لموريتانيا.

“فزنا على أمة عظيمة للغاية في كرة القدم، تمكنا من الفوز على الجزائر والتي تفوقنا بشدة على المستوى الفردي.

“لكن على المستوى الجماعي، أظهر الفريق رغبة كبيرة وكان منضبطاً للغاية. انتصارنا مستحق وسوف نستمتع به”.

وواحدة من أعظم صفات عبدو هي قدرته على أخذ مجموعة من اللاعبين المغمورين وصهرهم في بوتقة فريق واحد يمكنه على أقل تقدير أن يكون قادراً على المنافسة.

فعل ذلك مع جزر القمر في ظهوره الأول بكأس الأمم قبل عامين، حين كان ثالث أدنى فريق تصنيفاً من بين 24 منتخباً في البطولة، لكنه تأهل إلى دور الستة عشر قبل أن يخسر1-2 أمام الكاميرون البلد المضيف.

وقد نقل نفس الروح إلى موريتانيا، التي لم يسبق لها حتى التعادل في مباراة بكأس الأمم الأفريقية قبل الفوز على منتخب الجزائر بطل 2019 يوم الثلاثاء الماضي.

ولم تكن مسيرته التدريبية اعتيادية، إذ بدأ في تدريب الأطفال بعدما أنهت إصابتان في الرباط الصليبي للركبة مسيرته كلاعب مبكراً.

وارتقى بهدوء في مصاف كرة القدم الفرنسية للهواة بداية في أجين ثم في جولفيش قبل أن يتولى تدريب جزر القمر في 2014.

ومع جزر القمر، عمل ليس فقط على تدريب اللاعبين وإنما على تنظيم سفر الفريق وحتى ملابسه.

وأحيانا كان عليه أن ينفق من ماله الخاص لمساعدة الفريق وكان لا يزال يعمل بدوام جزئي حتى 2017 عندما حصل على عرض براتب شهري قدره 2000 دولار ليترك وظيفته في أجين.

(رويترز)