خذل عدد من النجوم الآمال والتوقعات بأداء باهت وبصمة غائبة مع منتخبات بلادهم في النسخة 34 من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2023، التي تقام في كوت ديفوار خلال الفترة من 13 كانون الثاني/يناير الجاري إلى 11 شباط/فبراير المقبل.
بانتهاء منافسات الدور الأول، لم يكن لمحمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر بصمة، باستثناء هدف وحيد من ركلة جزاء، منح منتخب بلاده التعادل مع موزمبيق بنتيجة 2-2 في الجولة الأولى.
وأكد صلاح في مؤتمر صحافي أن مستواه في أول مباراتين أمام موزمبيق وغانا لم يكن جيداً قبل أن يتعرض لإصابة عضلية أجبرته على العودة مجدداً إلى إنجلترا لاستكمال علاجه داخل جدران النادي الإنجليزي تحت إشراف أطباء ليفربول.
بخلاف تواضع المستوى الفني لصلاح فإن النجم المصري أثيرت ضجة واسعة حوله بسبب قرار مغادرة المعسكر وتضارب البيانات الصادرة عن اتحاد الكرة المصري مع تصريحات الألماني يورغن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول.
ففي البداية قيل إن إصابة صلاح التي تعرض لها في مباراة الجولة الثانية أمام غانا ستبعده عن مباراتي الرأس الأخضر في الجولة الثالثة ثم لقاء دور الـ16.
إلا أن يورغن كلوب مدرب ليفربول استبق الأحداث وأعلن عن عودة صلاح إلى إنجلترا لاستكمال علاجه ولم يغلق الباب أمام إمكانية عودته إلى كوت ديفوار مجدداً حال تأهل مصر للمباراة النهائية، وذلك قبل أن يعلن اتحاد الكرة المصري أن الفحص الثاني أظهر أن إصابة قائد المنتخب تحتاج فترة أطول للعلاج.
واقتحم رامي عباس وكيل أعمال محمد صلاح الجدل المثار مشيراً إلى أن الإصابة ربما تبعد اللاعب فترة تتراوح ما بين 3 إلى 4 أسابيع ما يعني غيابه عن البطولة لنهايتها وتبخر آماله في الفوز باللقب القاري بعد خسارة النهائي مرتين في 2017 و2022.
وتواجد صلاح لدعم زملائه من المدرجات أمام الرأس الأخضر وسافر إلى إنجلترا ورد قبل ساعات برسالة على منتقديه يقول فيها أنهم مهما حاولوا التشكيك فيه لن يتأثر حبه لمصر وأهلها.
وكان الوضع أكثر قسوة مع النجم الجزائري رياض محرز لاعب أهلي جدة السعودي بعد خروج منتخب بلاده من الدور الأول للنسخة الثانية على التوالي مما أدى لإقالة المدير الفني جمال بلماضي.
لم يقدم محرز المستوى المأمول في أول مباراتين للجزائر في المجموعة الرابعة أمام أنغولا وبوركينا فاسو لتطالب فئة كبيرة من الجماهير ووسائل الإعلام بإبعاده عن التشكيل الأساسي.
ورغم دفاع بلماضي عن لاعب مانشستر سيتي السابق إلا أن المدير الفني السابق لمنتخب الجزائر استبعد محرز من التشكيل الأساسي في المباراة الثالثة أمام موريتانيا ودفع به بديلاً في الشوط الثاني ولكنه لم يقدم البصمة المطلوبة بل انتزعت موريتانيا فوزاً تاريخياً تأهلت به للدور الثاني لأول مرة في تاريخها.
ووسط ثورة الغضب العارمة أكد محرز لوسائل الإعلام الجزائرية عقب الإخفاق أنه لا ينوي الاعتزال دولياً بل الاستمرار مع مدرب جديد وقوام جديد ليساعد العناصر الشابة على تجاوز الضغوط.
وبأداء فني فقير للغاية للمنتخب التونسي تحت قيادة المدرب جلال قادري في المجموعة الخامسة اختفى تماماً يوسف المساكني قائد الفريق وهداف الجيل الحالي.
اكتفى منتخب تونس بتسجيل هدف وحيد في ثلاث مباريات وتعادلين مقابل خسارة أمام منتخب ناميبيا صعدت بها للدور الثاني لأول مرة في تاريخه.
أما المساكني فقد ودع مع زملائه في منتخب تونس بطل أفريقيا في عام 2004 المونديال الأفريقي من الدور الأول لأول مرة منذ نسخة 2013 التي أقيمت في جنوب أفريقيا.
أما النجم الغاني أندريه آيو، يبقى القطعة الوحيدة الباقية من الجيل الذهبي لمنتخب “النجوم السوداء” الذي شارك في كأس العالم 2006 و2010 و2014.
لكن آيو كان المستفيد الوحيد من كبوة خروج المنتخب الغاني من الدور الأول حيث رفع رصيده إلى 38 مباراة في كأس أمم أفريقيا، ليحقق رقماً قياسياً لكونه أكثر لاعب مشاركة في هذه البطولة بالتساوي مع ريجوبير سونغ لاعب منتخب الكاميرون والمدرب الحالي لمنتخب “الأسود غير المروضة”.
كما أصبح أيو ثالث لاعب يظهر فى 8 نسخ لكأس الأمم بمشاركته بديلا في مباراة الجولة الأولى أمام الرأس الأخضر ليعادل الرقم المسجل أيضاً باسم سونغ، وأحمد حسن قائد منتخب مصر السابق.
ووسط هذه الإنجازات الفردية لم يكن لأندريه آيو بصمة مؤثرة لصالح غانا بل تسبب بهفوة في ركلة جزاء ضد منتخب بلاده في لقاء الجولة الأخيرة أمام موزمبيق ليمنح المنافس فرصة في تقليص الفارق إلى2-1 في الدقائق الأخيرة قبل أن يسجل هدف التعادل في توقيت قاتل ليطيح بمنتخب غانا من الدور الأول بعدما كان وضع قدمه الأولى في دور الـ16.
(د ب أ)