بعد إنجازه التاريخي في كأس العالم بقطر 2022، يقود وليد الركراكي أحلام منتخب المغرب في مشاركته الـ19 بكأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2023، التي ستقام خلال الفترة بين 13 كانون الثاني/يناير إلى 11 شباط/فبراير 2024.
وتقام النسخة الـ34 من المونديال الإفريقي في كوت ديفوار، ويطمح الركراكي (48 عاماً) لمنح اللقب الثاني لبلاده بعد التتويج بكأس النسخة العاشرة التي استضافتها إثيوبيا في عام 1976.
ويستعد منتخب “أسود أطلس” ومدربه لاختبارات متوازنة في المجموعة السادسة لكأس أمم إفريقيا 2023 التي تضم أيضاً منتخبات الكونغو الديمقراطية وزامبيا وتنزانيا.
تولى الركراكي المسؤولية في أغسطس (آب) 2022 بعد إقالة البوسني وحيد خليلودزيتش، وكان اختيار محل انتقاد كبير من وسائل الإعلام والصحف المغربية رغم دوره البارز في تتويج فريق الوداد البيضاوي بلقبي الدوري المغربي ودوري أبطال إفريقيا في نفس العام.
تهكم الكثيرون على وليد الركراكي وشبهوه بـ”رأس ثمرة الأفوكادو” لكونه حليق الرأس لكن المدرب المغربي رد على المشككين في قدراته وقاد المغرب لاحتلال المركز الرابع في كأس العالم 2022 ليكون أول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.
في مونديال قطر، أبهر الركراكي الجميع بعروض رائعة في الدور الأول أمام بلجيكا وكرواتيا وصيف مونديال روسيا 2018 ثم أطاح بإسبانيا والبرتغال في الأدوار الإقصائية قبل أن تنتهي مغامرته بالخسارة أمام فرنسا، حامل اللقب في ذلك الوقت، بالدور قبل النهائي قبل الخسارة أمام كرواتيا في مباراة الميدالية البرونزية.
ولم ينس الركراكي حملات السخرية منه حيث أمسك ثمرة الأفوكادو وبداخلها كرة قدم وهو يشير لرأسه ليرد على المشككين في قدراته.
حل الركراكي ثالثاً في اختيارات الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لجائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2022 بعد الأرجنتيني ليونيل سكالوني الفائز بلقب مونديال قطر ووصيفه ديدييه ديشان، مدرب فرنسا.
واصل المدير الفني لمنتخب المغرب توهجه طوال العام الماضي ووصل إجمالي مشواره مع منتخب “أسود الأطلس” إلى 18 مباراة حقق خلالها 10 انتصارات مقابل 3 تعادلات و3 هزائم وسجل الفريق 24 هدفاً مقابل 9 في مرماه، ليفوز بجائزة أفضل مدرب في القارة السمراء بالحفل السنوي لجوائز الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”.
واللافت أن الركراكي بدأ مسيرته مع عالم التدريب في أواخر عام 2012 في الجهاز الفني لمنتخب المغرب حيث عمل مساعداً لمواطنه رشيد الطاوسي في 14 مباراة.
وبعدها انتقل الركراكي لقيادة فريق الفتح الرباطي وبقى بين صفوفه 5 مواسم ونصف الموسم فاز خلالها بلقبي الدوري في موسم 2015-2016، وكأس العرش المغربي في موسم 2013-2014.
خرج المدرب المغربي خارج حدود بلاده ليقود فريق الدحيل القطري لما يقرب من 9 أشهر على مدار عام 2020، وفاز معه بلقب دوري نجوم قطر في موسم 2019-2020، قبل أن يعود مجدداً إلى المغرب ليتولى تدريب الوداد البيضاوي ويفوز معه بالدوري المحلي ودوري أبطال أفريقيا في موسم 2021-2022.
وكان للركراكي نصيب من الجوائز الفردية طوال مشواره التدريبي حيث فاز بجائزة أفضل مدرب في الدوري المغربي 4 مرات في أعوام 2014 و2015 و2016 و2022 بخلاف جائزة أفضل مدرب أفريقي في 2023 ووسام العرش الملكي في 2022 تقديراً لإنجازه في مونديال قطر.
وفي مسيرته كلاعب قضى معظمها مع عدد من الأندية الفرنسية المتوسطة مثل راسينغ باريس وتولوز وأجاكسيو وديغون وجرينوبل بخلاف موسمين ونصف الموسم مع راسينغ سانتاندير الإسباني بخلاف تجربة وحيدة داخل حدود بلاده بقميص فريق المغرب التطواني.
(د ب أ)