يبدو المنتخب الياباني مرشحًا قويًا لإحراز لقب النسخة 18 من كأس آسيا في كرة القدم التي تنطلق يوم الجمعة في قطر، قياسًا بعروض قويّة حققها العام الماضي، في حين تسعى كوريا الجنوبية القوية إلى إحراز لقب قاري طال انتظاره منذ 64 عامًا.
وستتنافس المنتخبات الـ24 المشاركة على مدى نحو خمسة أسابيع لإحراز اللقب المرموق على ملعب لوسيل الذي يتسع لـ88 ألف متفرج، وكان مسرحًا للمباراة المثيرة في نهائي مونديال قطر العام أواخر عام 2022 والتي شهدت تتويج الأرجنتين على فرنسا بركلات الترجيح.
وُزّعت المنتخبات على ست مجموعات، بحيث يتأهل أوّل وثاني كل مجموعة الى الدور الثاني، بالاضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث. وكانت البطولة مقرّرة اصلا صيف عام 2023 في الصين لكنها نُقلت إلى قطر بسبب القوانين الصارمة المتعلقة بجائحة كوفيد في الصين.
لقيت قطر الإشادة على تنظيمها لكأس العالم، لكن المنتخب فشل على أرض الملعب ومني بثلاث هزائم وسجل هدفًا وحيدًا في أسوأ نتيجة لأي مضيف لكأس العالم.
وتخوض قطر غمار البطولة بصفتها حاملة اللقب في النسخة الأخيرة عام 2019 في الإمارات، لكنها مطالبة بالارتقاء بمستواها في البطولة القارية وسط عدم يقين بشان مستواها الفني.
فقبل شهر من استضافة البطولة، ارتأى الاتحاد القطري إقالة المدرب البرتغالي الخبير كارلوس كيروش من منصبه وتعيين الإسباني “تينتين” ماركيس لوبيس بدلا منه، ما اعطى الاخير وقتاً قصيراً لإعداد فريقه بالطريقة المناسبة.
لكن الإسباني الذي يشرف على تدريب الوكرة في الدوري القطري أكد عدم اكتراثه بهذا الامر بقوله “أعرف اللاعبين، وأعرف عقليتي وأعرف.. فكرتي في اللعب”.
وتخوض قطر المباراة الافتتاحية ضد لبنان على ملعب لوسيل يوم الجمعة.
وتبدو اليابان وصيفة النسخة الأخيرة المدجّجة بلاعبين معظمهم يدافعون عن ألوان أندية في البطولات الخمس الكبرى الأوروبية، مرشّحة بقوّة لتعزيز رقمها القياسي من الألقاب (4 حاليًا).
وتُعتبر قطر فأل خير على المنتخب الياباني الذي حقق صولات وجولات في المونديال الأخير، بفوزين لافتين على ألمانيا وإسبانيا في دور المجموعات، قبل السقوط بصعوبة أمام كرواتيا بركلات الترجيح في ثمن النهائي.
وكان عام 2023 رائعًا بالنسبة الى كتيبة المدرب هاجيمي مورياسو، حيث تعرض المنتخب الياباني لخسارة وحيدة في 11 مباراة، وحققت فوزًا لافتًا على ألمانيا وديا 4-1.
واختار مورياسو جناح برايتون الإنجليزي المتألق كاورو ميتوما في صفوف تشكيلته الرسمية على الرغم من اصابة الاخير في كاحله.
في المقابل، لا يمكن الاستهانة بالمنتخبات الأربعة الاخرى التي شاركت في مونديال قطر وهي كوريا الجنوبية والسعودية وإيران وأستراليا.
فقد وضع مدرّب كوريا الجنوبية الألماني يورغن كلينسمان نصب عينيه إنهاء الصيام الطويل الملازم لفريقه في كأس آسيا منذ أكثر من 60 عامًا.
وتُعّد كوريا الجنوبية من ابرز المنتخبات القارية وقد وصلت إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم 2002 عندما استضافت البطولة مع اليابان، لكنها لم ترفع اللقب القاري منذ عام 1960.
وخسر “محاربو تايغوك” أمام أستراليا في نهائي كأس آسيا 2015، ثم خرجوا من الدور ربع النهائي أمام قطر بعدها بأربع سنوات في نسخة الامارات.
وقال كلينسمان “مضى 64 عامًا (على آخر لقب)، وهي فترة طويلة بالنسبة الى كوريا، لقد حان الوقت لنغيّر هذا الأمر”.
وأضاف “علينا أن نبحث عن الهدف الأسمى، وإذا لم نصل إليه فهذا خطأ المدرب، لا مشكلة”.
وتتركّز الأنظار على المنتخب السعودي الذي يشرف على تدريبه الإيطالي روبرتو مانشيني.
ويواجه الفريق الفلسطيني مهمة شاقة للخروج من مجموعة تضم إيران والإمارات وهونغ كونغ، مع تركيز لاعبيه على الحرب الدائرة في غزة بعد ان فقد بعض اللاعبين أقاربهم.
وقال التونسي مكرم دبوب مدرب منتخب فلسطين “الجميع يتابع الأخبار، قبل وبعد التدريب، سواء كان ذلك في الحافلة أو في الفندق”.