بعد مشاركته الصادمة في النسخة الماضية من بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم بالكاميرون، والتي أعقبها الخروج الموجع من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر، يتطلع المنتخب الجزائري لاستعادة توهجه مجددًا، خلال مشاركته في النسخة المقبلة من مسابقة أمم إفريقيا 2023 في كوت ديفوار.
ويطمح المنتخب الجزائري، بطل إفريقيا عامي 1990 و2019، للمنافسة بقوة على لقب البطولة القارية، التي تجرى فعالياتها في الفترة من 13 كانون الثاني/يناير حتى 11 شباط/فبراير 2024.
وأوقعت قرعة مرحلة المجموعات منتخب الجزائر في المجموعة الرابعة، برفقة منتخبات بوركينا فاسو وأنغولا وموريتانيا، حيث يرغب المنتخب الملقب بـ”محاربو الصحراء” في تكرار سيناريو تتويج الفريق بلقبه الإفريقي الأخير قبل 4 أعوام ونصف العام في مصر، حينما كان يطمح أيضًا لمحو صورته الباهتة في مشاركته بالنسخة السابقة، ليجد نفسه جالسًا على عرش كرة القدم الإفريقية في النهاية.
وقبل فوزه بأمم إفريقيا 2019، عانى منتخب الجزائر في مشاركته بالنسخة السابقة التي جرت بالغابون عام 2017، حيث ودع المسابقة مبكرًا من الدور الأول، عقب حصوله على نقطتين فقط، في مفاجأة مدوية لم يكن يتوقعها أكثر جماهيره تشاؤمًا آنذاك.
وتكرر الأمر ذاته في النسخة الماضية لأمم إفريقيا بالكاميرون، حيث خرج فريق المدرب الوطني جمال بلماضي بشكل صادم من مرحلة المجموعات، عقب تعادله مع سيراليون وخسارته من غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، ليصبح مطالبًا الآن بالكشف عن وجهه الحقيقي في نسخة كوت ديفوار 2023، لإعادة البسمة للجماهير الجزائرية، التي شعرت بخيبة أمل مضاعفة، عقب فشل الفريق في بلوغ مونديال 2022، والذي جاء بعد شهرين فقط من مشاركته الهزيلة في أمم إفريقيا الماضية.
وبينما يخوض منتخب الجزائر مواجهته الأولى مع نظيره الموريتاني في أمم إفريقيا، يلعب “محاربو الصحراء” مع منتخب بوركينا فاسو بالمسابقة للمرة الثالثة، بعدما لعبا في دور المجموعات بنسختي 1996 و1998.
وفازت الجزائر 2-1 في اللقاء الأول على بوركينا فاسو، التي سرعان ما ثأرت من تلك الخسارة، بانتصارها في المباراة الثانية التي جرت بينهما في المسابقة بالنتيجة ذاتها.
أما مواجهة الجزائر مع أنغولا، فستكون الثانية بينهما في البطولة، بعدما سبق أن التقيا في نسخة عام 2010، حيث تعادلا دون أهداف في مرحلة المجموعات.
ورغم الإخفاقات التي عانى منها منتخب الجزائر في الفترة الماضية، قرر اتحاد الكرة المحلي تجديد الثقة في بلماضي، الذي يتولى تدريب الفريق منذ عام 2018، ليبث الثقة من جديد في نفوس نجومه، ويكشر الفريق عن أنيابه مرةً أخرى بالتصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا 2023.
وسجل المنتخب الجزائري ظهوره الـ20 في أمم إفريقيا، بعدما تربع عن جدارة على قمة ترتيب المجموعة السادسة بالتصفيات، التي ضمت منتخبات تنزانيا وأوغندا والنيجر، حيث حصد 16 نقطة، ليجمع أكبر عدد من النقاط بين المنتخبات المشاركة في التصفيات.
وحقق منتخب الجزائر، الذي يحتل المركز الـ30 عالميًا والرابع إفريقيًا في التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم، 5 انتصارات وتعادلًا وحيدًا خلال مسيرته بالتصفيات، دون أن يتلقى أي خسارة، وأحرز لاعبوه 9 أهداف واستقبلت شباكه هدفين فقط، وتصدر محمد الأمين عمورة ترتيب هدافي الفريق بالتصفيات برصيد 3 أهداف.
واستعان بلماضي في قائمته المشاركة بالبطولة بكتيبة مدججة بالنجوم، لكنها لم تخل من المفاجآت أيضًا، حيث عرفت عودة المخضرم وهاب رايس مبولحي، حارس نادي شباب بلوزداد، وزين الدين بلعيد، مدافع نادي اتحاد الجزائر، ويوسف بلايلي، نجم نادي مولودية الجزائر، الذي يتصدر ترتيب هدافي الدوري المحلي، كما انضم للقائمة إسماعيل بن ناصر، لاعب خط وسط ميلان الإيطالي.
وأبقى مدرب الجزائر على ركائز الفريق، في صورة رياض محرز، قائد الفريق، وكذلك يوسف عطال ورامي بن سبعيني وعيسى ماندي ورامز زروقي وإسلام سليماني وبغداد بونجاح.
وفي المقابل، استبعد بلماضي، كل من مصطفى زغبة، حارس ضمك السعودي (المصاب)، وآدم زرقان، لاعب وسط شارلوروا البلجيكي، وسعيد بن رحمة، مهاجم وست هام يونايتد الإنجليزي، وبدر الدين بوعناني، مهاجم نيس الفرنسي.
وكشفت قائمة الفريق، المكونة من 25 لاعبًا، عن تواجد 10 لاعبين سيشاركون لأول مرة في أمم إفريقيا، وهم أنتوني ماندريا وأسامة بن بوط وكيفين جيتون وريان آيت نوري وياسر لعروسي وزين الدين بلعيد وحسام عوار وفارس شعيبي، فيما تواجد 14 منهم في أمم إفريقيا الماضية.
ويمتلك منتخب الجزائر، الذي تبلغ قيمته التسويقية حالياً 10ر180 مليون يورو، وفقًا لموقع (ترانسفير ماركت) الإلكتروني العالمي المتخصص في القيم التسويقية للاعبين كرة القدم في العالم، سجلًا حافلًا في مشاركاته السابقة بأمم إفريقيا، حيث خاض 77 مباراة، حقق خلالها 28 فوزًا و22 تعادلًا وتلقى 27 خسارةً، وأحرز لاعبوه 94 هدفًا، فيما منيت شباكه بـ89 هدفًا.
وبخلاف تتويجه بأمم إفريقيا مرتين، فقد أحرز منتخب الجزائر الوصافة عام 1980، والمركز الثالث عامي 1984 و1988، وحل رابعًا عامي 1982 و2010.
وعلى الصعيد التاريخي، فقد تأسس الاتحاد الجزائري لكرة القدم عام 1962، وانضم إلى “فيفا” عام 1963، ثم التحق بالاتحاد الإفريقي للعبة “كاف” في العام التالي.
وخاض منتخب الجزائر مباراته الدولية الأولى في يناير 1963 ضد نظيره البلغاري، حيث تغلب 2-1 على المنتخب الأوروبي، وجاءت أضخم انتصاراته على حساب منتخب اليمن الجنوبي، بعدما فاز عليه 15-1 في آب/أغسطس 1973، بينما تلقى أثقل هزيمة في مشواره الدولي أمام منتخب المجر، حينما خسر أمامه 2-6 في أغسطس 1967.
ويتصدر لخضر بللومي قائمة أكثر اللاعبين مشاركةً في اللقاءات الدولية مع منتخب الجزائر، حيث خاض 100 مباراة، في حين يتواجد إسلام سليماني في قمة ترتيب الهدافين التاريخيين للفريق برصيد 44 هدفًا.
وكان للمنتخب الجزائري تواجدًا مرموقًا في ساحة كرة القدم العالمية، حيث شارك في كأس العالم أعوام 1982 و1986 و2010 و2014، وخاض خلالها 13 مباراة، محققًا 3 انتصارات و3 تعادلات ونال 7 هزائم، وتمثلت أبرز إنجازاته بالعُرس العالمي الكبير، في بلوغ دور الـ16 بنسخة 2014 في البرازيل.
كما شارك منتخب الجزائر في منافسات كرة القدم بدورات الألعاب الأولمبية مرتين، حيث كانت الأولى بدورة موسكو عام 1980 وبلغ خلالها دور الثمانية، أما الأخرى، فكانت بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، حيث خرج من مرحلة المجموعات.
وحصل المنتخب الجزائري على العديد من الألقاب بعيدًا عن بطولة أمم إفريقيا، حيث فاز بكأس البطولة الأفرو آسيوية عام 1991، ونال ذهبية ألعاب البحر المتوسط 1975، وذهبية الألعاب الإفريقية 1978، وكأس العرب 2021.
ويستهل منتخب الجزائر مشواره في أمم إفريقيا المقبلة بملاقاة منتخب أنغولا في 15 يناير الجاري، قبل أن يواجه منتخبي بوركينا فاسو وموريتانيا يومي 20 و23 من الشهر ذاته، علمًا بأنه سيخوض لقاءاته الثلاثة بمدينة بواكي الإيفوارية.
(د ب أ)