ينتظر محبو الساحرة المستديرة في “القارة السمراء” انطلاق نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في نسختها الـ34، التي تقام في كوت ديفوار خلال الفترة من 13 كانون الثاني/يناير حتى 11 شباط/فبراير 2024.
وبينما تدور المنافسات بين النجوم داخل المستطيل الأخضر، فإن هناك صراعًا آخر سيكون خارج الخطوط بين مدربي المنتخبات المشاركة في المسابقة القارية.
واستعانت المنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة بـ12 مديراً فنياً محلياً مقابل 12 مدرباً أجنبياً، بواقع 4 فرنسيين و3 برتغاليين وبلجيكيين، ومدرباً واحداً من إيرلندا والجزائر وإسرائيل.
وخلال النسخ الـ33 السابقة في أمم إفريقيا، توج المدربون المحليون بـ17 لقباً، مقابل 16 للمديرين الفنيين الأجانب.
ونلقي الضوء في السطور التالية على أبرز 8 مدربين يشاركون في النسخة الحالية من أمم إفريقيا.
-1 وليد الركراكي
يعد وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي على رأس المديرين الفنيين المشاركين في البطولة، حيث بات الاسم الأشهر بين مدربي القارة السمراء حالياً، لاسيما بعدما قاد “أسود الأطلس” للصعود للدور قبل النهائي في نهائيات كأس العالم في قطر 2022، ليصبح أول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز العالمي.
وعقب إنجازه مع المنتخب المغربي، اختير الركراكي (48 عاماً) كأفضل مدير فني في إفريقيا لعام 2023، ضمن جوائز الأفضل المقدمة من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الشهر الماضي.
ويتطلع الركراكي، الذي سبق أن قاد فريقه السابق الوداد البيضاوي المغربي للتتويج بدوري أبطال إفريقيا عام 2022، لقيادة منتخب المغرب للفوز بكأس الأمم الإفريقية للمرة الثانية في تاريخه، بعد لقبه الوحيد عام 1976 بإثيوبيا.
وخلال مسيرته كلاعب، كان الركراكي قريباً من قيادة المغرب للفوز باللقب القاري المرموق في نسخة البطولة عام 2004 بتونس، التي شهدت تأهل الفريق للمباراة النهائية، لكنه اكتفى بالحصول على المركز الثاني، عقب خسارته 1-2 أمام تونس.
وخاض الركراكي، الذي تولى تدريب منتخب المغرب في أغسطس (آب) 2022، خلفاً للبوسني وحيد خليلودزيتش، 18 مباراة مع “أسود الأطلس”، حقق خلالها 9 انتصارات و6 تعادلات، فيما نال 3 هزائم.
يذكر أن منتخب المغرب يلعب في المجموعة السادسة بمرحلة المجموعات في أمم إفريقيا 2023 برفقة منتخبات الكونغو الديمقراطية وزامبيا وتنزانيا.
-2 جمال بلماضي
يعود جمال بلماضي، المدير الفني لمنتخب الجزائر، للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية مع منتخب “محاربو الصحراء”، الذي سبق أن قاده للفوز بلقبه الثاني في تاريخه عام 2019 في مصر.
وتولى بلماضي (47 عاماً) تدريب منتخب الجزائر عام 2018، حيث أعاد البريق للفريق، الذي حافظ تحت قيادته على سجله خالياً من الهزائم في 35 مباراة متتالية، ما بين أكتوبر (تشرين الأول) 2018 ويناير (كانون الثاني) 2022، وكان على بعد مباراتين فقط من معادلة الرقم العالمي المسجل باسم منتخب إيطاليا.
ورغم الإنجازات التي حققها بلماضي مع المنتخب الجزائري، لكنه لم يتمكن من قيادة الفريق لبلوغ كأس العالم 2022 بقطر في سيناريو دراماتيكي ما زال عالقاً في أذهان محبي الكرة الجزائرية، حينما تلقى هدفاً في اللحظات الأخيرة من عمر مباراته ضد الكاميرون بإياب الدور النهائي للتصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال.
كما كان ظهور الفريق صادماً في مشاركته بالنسخة الماضية لأمم إفريقيا بالكاميرون 2021، عندما ودع المسابقة من مرحلة المجموعات، حاملاً في رصيده نقطة وحيدة.
ورغم ذلك، قرر الاتحاد الجزائري لكرة القدم تجديد الثقة في بلماضي، الذي مازالت الفرصة سانحة أمامه لمصالحة الجماهير الجزائرية خلال مشاركته في النسخة الحالية من أمم إفريقيا.
وقاد بلماضي منتخب الجزائر في 59 مباراة، حقق خلالها 39 انتصارا و15 تعادلاً، وتلقى 5 هزائم.
ويلعب منتخب الجزائر، الذي توج بأمم إفريقيا عام 1990 أيضاً، في المجموعة الرابعة بالبطولة برفقة منتخبات بوركينا فاسو وموريتانيا وأنغولا.
-3 أليو سيسيه
يعتبر أليو سيسه، المدير الفني لمنتخب السنغال، أحد أشهر مدربي القارة الإفريقية حالياً، حيث فتحت إقالة المدرب أمارا تراوري عام 2015 الطريق أمامه ليتولى مسؤولية منتخب بلاده.
ومنذ ذلك الحين، منح سيسيه (47 عاماً) للفريق هويته الحقيقية رغم أنه لم يكن يتمتع بخبرة تدريبية جيدة على مستوى البطولات الكبيرة مثل كأس العالم.
وكان سيسيه قائداً للمنتخب السنغالي عندما بلغ الفريق دور الثمانية في كأس العالم 2002 لكنه حقق القدر الأكبر من شهرته بعد توليه تدريب الفريق.
وتوج سيسيه، الذي ولد في السنغال وانتقل للعاصمة الفرنسية باريس، وهو ما يزال في التاسعة من عمره، جهوده الكبيرة مع الفريق من خلال قيادة منتخب “أسود التيرانغا” للفوز بالنسخة الماضية لكأس أمم إفريقيا بالكاميرون للمرة الأولى في تاريخ الفريق، لينهي سوء الحظ الذي لازمه بعدما خسرت السنغال نهائي النسخة السابقة التي جرت بمصر عام 2019 أمام الجزائر، والتي جاءت عقب خروج الفريق من الدور الأول بمونديال روسيا 2018.
وبعد أشهر قليلة من فوزه مع السنغال بأمم إفريقيا، قاد سيسيه فريقه لبلوغ دور الـ16 لكأس العالم في المونديال الماضي بقطر، مكرراً إنجاز الجيل الذهبي عام 2002.
كما قاد سيسيه، الذي توج بجائزة أفضل مدرب إفريقي لعام 2022، منتخب السنغال أيضاً للفوز بكأس الأمم الإفريقية للمحليين في فبراير (شباط) 2023 بالجزائر.
يشار إلى أن سيسيه، الذي يعد أكثر مدربي القارة السمراء احتفاظاً بمنصبه، خاض 125 مباراة مع منتخب السنغال، حقق خلالها 74 فوزاً و30 تعادلاً، ونال 21 خسارة.
ويلعب منتخب السنغال في المجموعة الثالثة بأمم إفريقيا 2023 برفقة منتخبات الكاميرون وغينيا وغامبيا.
-4 جلال القادري
يحمل جلال القادري آمال جماهير كرة القدم التونسية في قيادة منتخب “نسور قرطاج” للمضي قدماً في أمم إفريقيا 2023، وقيادة الفريق لتحقيق لقبه الثاني في البطولة بعد نسخة عام 2004.
ورغم الخبرة الكبيرة التي يمتلكها القادري (51 عاماً)، الذي بدأ مسيرته التدريبية عام 2001، إلا أن توليه قيادة المنتخب التونسي كان بمثابة مفاجأة للكثيرين.
وأشرف القادري على تدريب العديد من الفرق التونسية من بينها الاتحاد المنستيري والبنزرتي وشبيبة القيروان ومستقبل القصرين والملعب التونسي، كما قاد عدداً من الفرق الخليجية بالسعودية والإمارات، وانضم للطاقم التدريبي المساعد للمنتخب التونسي للمرة الأولى عام 2013 مع المدير الفني آنذاك نبيل معلول، قبل أن يرحل عن الفريق في أكتوبر (تشرين الأول) من نفس العام، لكنه عاد لـ”نسور قرطاج” مجدداً عام 2021، عندما عمل مساعداً للمدير الفني المنذر الكبير.
ولعبت الأقدار دوراً كبيراً في تولي القادري، منصب المدير الفني لمنتخب تونس، فخلال مشاركة الفريق بالنسخة الماضية لأمم إفريقيا بالكاميرون، داهم فيروس كورونا ما يقرب من 10 أفراد من الطاقم الفني، حيث كان من بينهم المنذر الكبير، ليجد القادري نفسه هو المسؤول الأول عن الفريق خلال مواجهته مع منتخب نيجيريا بدور الـ16 للمسابقة القارية، التي فاز بها نسور قرطاج بهدف نظيف.
وتولى القادري تدريب منتخب تونس في فبراير (شباط) 2022، حيث قاد الفريق لبلوغ كأس العالم بقطر، وحقق مع الفريق فوزاً تاريخياً 1-0 على نظيره الفرنسي بمرحلة المجموعات للمونديال، لكنه لم يكن كافياً لعبور الفريق لدور الـ16 بالبطولة.
ولعب منتخب تونس 22 مباراة تحت قيادة القادري، حقق خلالها 13 فوزاً و4 تعادلات، فيما نال 5 هزائم.
-5 روي فيتوريا
بعد تجربة المنتخب المصري مع المدرب كارلوس كيروش في نسخة أمم إفريقيا الماضية بالكاميرون، التي حصل خلالها الفريق على المركز الثاني، واصل (الفراعنة) الاعتماد على المدرسة البرتغالية بعدما تم الاستعانة بالمدرب روي فيتوريا.
وتولى فيتوريا تدريب المنتخب المصري في يوليو (تموز) 2022، خلفاً للمدرب المحلي إيهاب جلال، حيث فاز مع الفريق بجميع مبارياته الست الرسمية بمختلف المسابقات التي خاضها تحت قيادته، وهو ما ساهم في تقدم الفريق التصنيف العالمي للمنتخبات الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وارتفع سقف طموحات الجماهير المصرية في قدرة المنتخب المصري على الظفر بلقب كأس الأمم الإفريقية للمرة الثامنة في تاريخه وتعزيز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات فوزاً بالبطولة، في ظل تحسن أداء ونتائج الفريق مع فيتوريا.
ويمتلك فيتوريا مسيرة تدريبية مميزة، حيث توج بالدوري البرتغالي وكأس البرتغال والسوبر المحلي مع بنفيكا، كما فاز بلقب الدوري والسوبر السعودي مع النصر، ونال جائزة أفضل مدرب بالدوري البرتغالي أكثر من مرة.
وأوقعت قرعة مرحلة المجموعات منتخب مصر في المجموعة الثانية بأمم إفريقيا 2023، برفقة منتخبات الرأس الأخضر وموزمبيق وغانا.
يذكر أن فيتوريا قاد منتخب مصر في 13 مباراة على الصعيدين الرسمي والودي، حقق خلالها 11 فوزاً، مقابل تعادل وحيد وخسارة وحيدة.
-6 هوغو بروس
عقب قيادته منتخب الكاميرون للتتويج بلقبه الخامس والأخير في أمم إفريقيا عام 2017 بالغابون، يسعى المدرب البلجيكي المخضرم في ملامسة كأس البطولة مجدداً، حينما يتولى تدريب منتخب جنوب إفريقيا في نسخة المسابقة القارية المقبلة في كوت ديفوار.
ويرغب بروس (71 عاماً)، الذي يعد أكبر مدير فني سناً في أمم إفريقيا 2023، في قيادة منتخب “الأولاد” للحصول على لقبه الأفريقي الثاني، بعدما حصل على البطولة مرة وحيدة عندما استضافها على ملاعبه عام 1996.
وفاز بروس، الذي بدأ مشواره التدريبي عام 1988، بأكثر من لقب في الدوري البلجيكي مع فريقي كلوب بروج وأندرلخت، كما حصل على جائزة أفضل مدرب بالمسابقة مرة وحيدة.
وتولى بروس تدريب منتخب جنوب إفريقيا في مايو (أيار) 2021، حيث أعاده للمشاركة مجدداً في أمم إفريقيا، بعدما غاب عن النسخة الماضية في الكاميرون، وقاد الفريق في 23 مباراة، حقق خلالها 12 فوزاً و7 تعادلات وتلقى 4 هزائم.
ويلعب منتخب جنوب إفريقيا في المجموعة الخامسة برفقة منتخبات تونس ومالي وناميبيا
-7 سيباستيان ديسابر
بعدما سبق أن قاد منتخب أوغندا لبلوغ دور الـ16 في أمم إفريقيا 2019 بمصر، يخوض المدير الفني الفرنسي الشاب تجربته الجديدة في البطولة القارية، حيث يتولى تدريب منتخب الكونغو الديمقراطية.
ويطمع ديسابر (47 عاماً) في قيادة الكونغو الديمقراطية نحو التتويج بأمم إفريقيا للمرة الثالثة، بعدما سبق أن فازت بالبطولة عامي 1968 و1974، رغم صعوبة المهمة التي تنتظرها في أمم إفريقيا 2023.
وبدأت مسيرة ديسابر التدريبية عام 2006، حيث سبق له تدريب العديد من الأندية والمنتخبات الإفريقية مثل أسيك ميموزا الإيفواري والقطن الكاميروني وريكرياتيفو دي ليبولو الأنغولي بالإضافة لمنتخب أوغندا، كما عمل في المنطقة العربية، حيث تولى تدريب الترجي التونسي والدحيل القطري وبيراميدز والإسماعيلي المصريين والوداد البيضاوي المغربي وشبيبة الساورة الجزائري.
ويلعب منتخب الكونغو الديمقراطية في المجموعة السادسة برفقة منتخبات المغرب وتنزانيا وزامبيا.
وخاض ديسابر 12 مباراة مع منتخب الكونغو الديمقراطية، الذي تولى تدريبه في أغسطس (آب) 2022، حيث حقق معه 6 انتصارات و3 تعادلات ونال 3 هزائم.
-8 ريجوبير سونغ
يسعى المدير الفني لمنتخب الكاميرون، لصناعة التاريخ في كأس الأمم الإفريقية المقبلة، حيث يرغب في أن يكون ثالث شخص يتوج باللقب المرموق كلاعب ومدرب.
وعلى مدار النسخ الماضية، كان الراحلان المصري محمود الجوهري والنيجيري ستيفن كيشي هما الوحيدان اللذان توجا بأمم إفريقيا كلاعب ومدير فني.
وحصل سونغ على كأس أمم إفريقيا مع منتخب “الأسود غير المروضة”، حيث كان صاحب ركلة الترجيح الحاسمة التي منحت الفريق لقب البطولة عام 2000 على حساب نيجيريا في النهائي، قبل أن يتوج بالنسخة التالية أيضاً عام 2002 على حساب السنغال بركلات الترجيح في المباراة النهائية.
وفي ولايته الثانية مع المنتخب الكاميروني، الذي سبق أن عمل مديراً فنياً له بصورة مؤقتة ما بين عامي 2017 و2018، كان سونغ عند حسن الظن به، بعدما قاد الفريق لبلوغ نهائيات كأس العالم بقطر، بعد شهرين فقط من خيبة الأمل التي أصابت محبي الفريق عقب خروجه من قبل نهائي النسخة الماضية لأمم إفريقيا التي أقيمت بملاعبه.
وفي فبراير (شباط) 2022، قرر النجم الكاميروني السابق صامويل إيتو، الذي يشغل منصب رئيس اتحاد كرة القدم في بلاده، الاستعانة بسونغ ليتولى تدريب الفريق خلفاً للبرتغالي المقال أنطونيو كونسيكاو، علماً بأنه سبق له العمل كمدير فني لمنتخب الكاميرون الأولمبي تحت 23 سنة ما بين عامي 2018 و2022.
وقاد سونغ المنتخب الكاميروني في 18 مباراة، حيث حقق 5 انتصارات و6 تعادلات، في حين تلقى 7 هزائم.
ويلعب منتخب الكاميرون، الذي يمتلك 5 ألقاب في أمم إفريقيا، في المجموعة الثالثة برفقة منتخبات السنغال وغينيا وغامبيا.
(د ب أ)