بعد عامين من تأسيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1954، أقيمت النسخة الأولى من كأس آسيا في هونغ كونغ، مكافأةً لها على دورها في تأسيس الاتحاد القاري بمشاركة أربعة منتخبات.
خاضتها المضيفة من دون تصفيات وخسرت مباراتها الأولى أمام إسرائيل 2-3 أمام 30 ألف متفرج ووقّع صاحب الأرض آو تشي يين على الهدف الأوّل في تاريخ البطولة في الدقيقة 12.
وبنظام غريب، كانت مدّة المباريات 80 دقيقة، مع تمديد نصف ساعة بحال التعادل، لكن الاحتمال الأخير لم يُترجم بسبب الإضاءة الضعيفة.
رغم وصول كوريا الجنوبية متأخرة، قلبت تأخرها أمام المضيفة (2-2)، قبل أن تحسم اللقب الأوّل بمباراة مشوّقة أمام فيتنام الجنوبية 5-3.
بعد أربع سنوات على أرضهم في 1960، توّج الكوريون مجدداً بثلاثة انتصارات على إسرائيل، الصين تايبيه وفيتنام الجنوبية. أقيمت المباريات الست على ملعب هيوتشانغ في سيول الذي بُني خصيصاً للبطولة.
وبعد حلولها وصيفة مرتين، أحرزت إسرائيل لقب 1964 عندما استضافت النسخة الثالثة، متقدمة على الهند، كوريا الجنوبية وهونغ كونغ وأعقب ذلك فترة من الهيمنة الإيرانية.
مع زيادة المشاركين في 1968 إلى خمسة وتمديد وقت المباريات إلى تسعين دقيقة، أحرزت إيران بقيادة المدرب محمود بياتي لقبها الأول على استاد أمجدية بطهران.
كانت نسخة تايلاند 1972 نقطة تحوّل لأنها شهدت المشاركة العربية الأولى (العراق والكويت) كما شهدت نظاماً جديداً، إذ شاركت فيها ستة منتخبات وُزِّعت على مجموعتين، فأحرزت ايران لقبها الثاني، بعد فوزها على كوريا الجنوبية 2-1 بعد التمديد.
اجتمعت ست دول مرة أخرى في طهران عام 1976. تأهلت المضيفة بشكل مريح إلى الدور قبل النهائي، فتجاوزت الصين في مشاركتها الأولى، بعد التمديد 2-0.
شهد النهائي صراعاً كبيراً بحضور 100 ألف متفرّج في مدرجات استاد أريامير، أزادي حالياً، حيث أحرزت إيران ثالث ألقابها توالياً، بهدف علي بروين في الدقيقة 73 من النهائي ضد الكويت.
جلبت بداية الثمانينيات معها تغييراً آخر في المشهد العام، حيث فرضت منتخبات غرب آسيا سيطرة واضحة، افتتحتها الكويت بأول لقب عربي.
قطعت الكويت خطوة إلى الأمام على أرضها في 1980 بمشاركة عشرة منتخبات منها الإمارات التي انضمّت للقافلة.
ردّ “الأزرق” اعتباره أمام إيران بهدف فوز متأخر لفيصل الدخيل (85) في نصف النهائي (2-1)، قبل أن يتألق الدخيل بثنائية ويعوّض فريق المدرب البرتغالي كارلوس ألبرتو باريرا، خسارته أمام كوريا الجنوبية بثلاثية نظيفة في دور المجموعات، بفوز لافت بنتيجة مماثلة في النهائي أمام 25 ألف متفرّج على استاد صباح السالم.
وفي أول ظهور لها في سنغافورة 1984، حصدت السعودية لقبها الأوّل، في سلسلة بلغت فيها النهائي خمس مرات توالياً وتوّجت ثلاث مرات.
تخطى “الأخضر” إيران بركلات الترجيح، قبل التتويج على حساب الصين بهدفي شايع النفيسة وماجد عبد الله.
استضافت قطر نهائيات 1988 واحتفظت السعودية باللقب، بفوزها على كوريا الجنوبية بركلات الترجيح.
شاركت اليابان للمرة الأولى، وكانت بداية لسجل خارق أحرزت خلاله اللقب أربع مرات في تسع مشاركات.
كانت الدولة الواقعة في شرق آسيا متأخرة عن المراكز العليا في البطولة القارية، وحصلت على حق استضافة نهائيات 1992.
لم يتوقع كثيرون أن يحقق اليابانيون مركزاً متقدماً بعد أن تذيلوا مجموعتهم في قطر، لذلك كانت مفاجأة تأهلهم إلى الدور قبل النهائي حيث تغلّبوا على الصين 3-2.
وفي نهائي هيروشيما أمام ستين الف متفرّج، كان السعوديون على بعد 90 دقيقة فقط من لقب ثالث توالياً، لكن الساموراي الأزرق بقيادة الهولندي هانز أوفت خرج فائزاً بهدف تاكويا تاكاجي رغم محاولات سعيد العويران.
بعد بلوغهم الدور الثاني في مونديال 1994، نجح السعوديون باستعادة التفوّق في الإمارات عام 1996 بمشاركة 12 منتخباً.
تفوّق المنتخب السعودي، محرزاً لقبه الثالث والأخير، بقيادة البرتغالي نيلو فينغادا، على المُضيف بركلات الترجيح، بعد اقصاء الصين 4-3 وإيران بركلات الترجيح.
قد يكون تتويج اليابان في 1992 مفاجئاً، لكنه مهّد لفترة تفوّق يكمن أساسها في ظهور الاحتراف في الدولة الشرق آسيوية.
بعد ظهورها لأوّل مرة في المونديال عام 1998 وبلوغ منتخب تحت 20 سنة نهائي مونديال 1999، رسّخت اليابان بقيادة الفرنسي فيليب تروسييه، مكانتها القارية.
في طريقها إلى لقب نسخة لبنان 2000، حققت انتصارات عريضة، في طريقها للفوز على السعودية 1-0 في نهائي بيروت، عندما أهدر حمزة إدريس ركلة جزاء مبكرة.
كرّر اليابانيون الإنجاز في الصين عام 2004، بقيادة البرازيلي زيكو، في نسخة شهدت مشاركة 16 منتخباً. حصدوا اللقب الثالث بفوز على الصين المضيفة 3-1 في بكين.
وصف زيكو النهائي “كانت أجواؤه مشحونة بالتوتر على نحو لم أرَ مثيلا له في حياتي كمدرب فني”.
حظيت البحرين بجيل مميز وكادت تصل النهائي قبل أن تخسر بصعوبة بالغة أمام اليابان 3-4 بعد التمديد، بعدما كانت متقدمة 3-2 حتى الدقيقة الأخيرة. في 2007، تشاركت أربع دول الاستضافة هي تايلاند وفيتنام وماليزيا وإندونيسيا.
انتهى التحدي الياباني عند الدور قبل النهائي، بعدما ردّ السعوديون اعتبارهم 3-2، لكن العراق كتب قصصاً خيالية بعد تغلّبه على أستراليا القوية في دور المجموعات، تخلّص فريق المدرب البرازيلي جورفان فييرا من فيتنام وكوريا الجنوبية، قبل أن يمنح القنّاص يونس محمود “أسود الرافدين” لقبهم الأول أمام السعودية في نهائي جاكرتا.
تابعت اليابان تألقها وأصبحت أول متوّج أربع مرات بعد حصدها نسخة قطر 2011 لكن هذه المرة كان مشوارها صعباً أمام قطر (3-2) في ربع النهائي، اليابان بركلات الترجيح (2-2) ثم أستراليا بعد التمديد (1-0) على استاد خليفة.
مع استضافة أستراليا للنهائيات للمرة الأولى في 2015، وبعد أقل من عقد من الزمن على الانضمام لعضوية الاتحاد الآسيوي، كان من المقدّر أن تبقى الكأس في النصف الشرقي من القارة.
ومع اقصاء اليابان من ربع النهائي على يد الإمارات، خاضت أستراليا النهائي في نهاية المطاف أمام منافستها كوريا الجنوبية، التي كانت تسعى بدورها لإنهاء الجفاف الذي امتد منذ عام 1960.
لم يكن هدف سون هيونغ-مين كافياً، إذ فرض وقتاً إضافياً منح أصحاب الأرض لقبهم الأول أمام 75 ألف متفرّج في سيدني.
وأصبحت قطر تاسع بطل، بإحرازها لقب 2019 في الإمارات، ضمن استعدادها لاستضافة مونديال 2022.
تغلّب فريق المدرب الإسباني فيليكس سانشيس على العراق وكوريا الجنوبية ثم الإمارات 4-0 في نصف النهائي.
وحرم المنتخب القطري اليابان من لقب خامس بفوزه عليه بنتيجة صريحة 3-1 في أبوظبي، بقيادة المعز علي هدّاف وأفضل لاعب في البطولة.
(أ ف ب)