2023.. السعودية تسير بخطى متقدمة لتحقيق حلم التفوق الكروي

شهد 2023، المفعم بالأحداث الكروية المهمة في السعودية، تعزيزًا هائلًا لمكانة دوري المحترفين في البلاد، بضم نجوم أجانب في صفقات باهظة الثمن، إضافةً إلى عرض جريء لاستضافة كأس العالم 2034، وتنظيم بطولة كأس العالم للأندية تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم.

ولن تمضي سوى أسابيع قليلة من عام 2024 قبل أن يجدد ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو تنافسهما الشهير في الرياض.

ولم ينضم ميسي نجم الأرجنتين الفائز بكأس العالم إلى دوري المحترفين السعودي هذا العام، لكن فريقه إنتر ميامي سيواجه النصر الذي يضم رونالدو فيما يسمى بكأس موسم الرياض في الأول من فبراير (شباط).

وتفتقر تلك المباراة إلى نفس قوة 35 مواجهة سابقة بين أسطورتي كرة القدم، لكنها ستضع السعودية مرة أخرى في دائرة الضوء حيث تُوسع المملكة حزمة الأحداث الرياضية التي تستضيفها والعامرة بالفعل ببطولات الغولف ومنافسات الملاكمة والتنس وفورمولا 1 للسيارات.

وعندما اشترى صندوق الاستثمارات العامة السعودي نادي نيوكاسل المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في 2021 بعد إجراءات مطولة صاحبتها انتقادات، أكد ذلك نية البلاد في اتباع خطى الإمارات وقطر.

ويعد تطوير الدوري المحلي لكرة القدم، والذي يمكن أن يصبح أحد أفضل 10 بطولات دوري في العالم، أمراً بالغ الأهمية وهي تنفق ببذخ في محاولة جعل ذلك حقيقة.

وسيطر صندوق الاستثمارات العامة على أربعة من أكبر الأندية السعودية في يونيو (حزيران) الماضي، وهم النصر والاتحاد والأهلي والهلال، ثم أنفق مبالغ ضخمة على التعاقد مع نيمار وكريم بنزيما ورياض محرز وساديو ماني ونجولو كانتي على سبيل المثال لا الحصر.

ومع بدء فترة انتقالات يناير (كانون الثاني) قد يتساءل مشجعو الأندية الكبرى في أوروبا عن اللاعب التالي الذي سيرحل إلى الملاعب السعودية.

وقد يقول المتشائمون إن “مثل هذا النمو السريع للبطولة من دوري محلي متواضع إلى آخر قادر على إحداث اضطراب بالنظام القديم لكرة القدم محكوم عليه بالفشل”، في تلميح إلى الدوري الصيني الذي لمع لفترة وجيزة قبل أن يتلاشى.

لكن النهج السعودي، الذي أقره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يبدو مصمَما للمدى الطويل، حتى لو تباطأ الإنفاق الأولي لضم لاعبين جدد.

وقال مايكل إيمينالو مدير عمليات كرة القدم في رابطة الدوري السعودي للمحترفين “آمل ألا تكون (فترة انتقالات يناير) مزدحمة للغاية، لأنني أعتقد أن العمل الذي تم إنجازه كان مثيراً للاهتمام وقوياً للغاية.

“أعتقد أن معظم الأندية لديها ما تحتاجه”.

وسيكون اللاعبون المميزون الذين ما زالوا في ذروة مستواهم هم الأهداف الرئيسية المقبلة لاهتمامات الفرق السعودية، أمثال محمد صلاح لاعب ليفربول وكيليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان.

وقال دان بلوملي خبير تمويل كرة القدم في جامعة شيفيلد هالام “أعتقد أننا سنرى بعض التسارع خلال فترتي (الانتقالات) المقبلتين، لكن بعد ذلك سنرى نوعاً من التقليص التدريجي وستصبح استراتيجية طويلة المدى.

“لا يزال الطريق طويلاً أمام الهدف ولكن الاستراتيجية موجودة ولديهم بعض الأشخاص الأذكياء حقاً الذين يملكون الخبرة في العمل على الأمر.

“من الواضح أن المال لن يمثل مشكلة. أعتقد شخصياً أن الزخم سيستمر على المدى الطويل”.

وقبل أكثر من عام بقليل، تغلبت السعودية على الأرجنتين، التي فازت بلقب كأس العالم في النهاية، ما أطلق احتفالات ضخمة في المملكة.

وبينما يرتقي الدوري السعودي للمحترفين إلى قمة كرة القدم العالمية، يعتبر الاستثمار السعودي في أندية ومؤسسات رائدة على مستوى العالم هو هدف آخر.

كما أن إحياء مشروع دوري السوبر الأوروبي بعد قرار محكمة العدل الأوروبية هذا الشهر لن يمر دون أن تلاحظه السعودية التي قد تعتبر تمويل طموحات دوري السوبر الأوروبي وسيلة أخرى لنشر نفوذها.

ومع عرض السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 وهو العرض الوحيد الذي تم تقديمه، يبدو من شبه المؤكد أن يتم التصديق عليه من قبل “فيفا” في العام المقبل وهو ما يُظهر أن النشاط الرياضي في السعودية ليس مجرد فقاعة.

(رويترز)