عندما اعتلى ليونيل ميسي خشبة مسرح “دو شاتليه” في العاصمة الفرنسية باريس لتسلم الكرة الذهبية للمرة الثامنة لأفضل لاعب في العالم في تشرين الأول/أكتوبر، ساد شعور بأن حقبة تقترب من نهايتها.
وحقق اللاعب البالغ من العمر 36 عاماً هذا الإنجاز بعد تفوقه بفارق ضئيل على منافسين أصغر سناً مثل إرلينغ هالاند وكيليان مبابي، ويرى كثيرون أن تلك كانت فرصة الأرجنتيني الأخيرة للحصول على الجائزة.
واحتدم الجدل خلال آخر 15 عاماً بشأن اللاعب الأفضل بين ميسي وكريستيانو رونالدو حيث تناوبا على الفوز بالكرة الذهبية، فيما كسر لوكا مودريتش وكريم بنزيما فقط احتكار الثنائي للجائزة المرموقة منذ عام 2008.
الآن، مع مغامرة هذا الثنائي في مسابقات أصغر للدوري ومع اقتراب نهاية مشوارهما الرائع، قد يكون عام 2024 أخيراً هو العام الذي نشهد فيه تتويج ملك جديد على عرش كرة القدم.
وكان هالاند، البالغ من العمر 23 عاماً، أحد المرشحين بقوة للحصول على الكرة الذهبية الأولى له في 2023 بعد تسجيله 52 هدفاً في 53 مباراة في جميع المسابقات الموسم الماضي قاد من خلالها مانشستر سيتي إلى تحقيق الثلاثية المتمثلة في دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي.
كما قدم الفرنسي مبابي، البالغ من العمر 24 عاماً، حجة قوية على استحقاقه للجائزة بعد أن أصبح أول لاعب منذ 1966 يسجل ثلاثية في نهائي كأس العالم أثناء محاولته غير الموفقة في الفوز ببطولتين متتاليتين.
لكن مسيرة الأرجنتين السحرية في قطر ساعدت ميسي على التفوق على النرويجي والفرنسي ليتوج بالجائزة، مما أدى إلى تأجيل مسألة الخليفة الجديد لكرة القدم لمدة عام آخر.
ثنائي ريال مدريد
ومن بين اللاعبين المتألقين حالياً لاعب وسط منتخب إنجلترا جود بلينغهام (20 عاماً) الذي حصل للتو على جائزتي الفتى الذهبي وكوبا لعام 2023 بعد بداية مذهلة لمسيرته مع ريال مدريد.
ومع تسجيله 15 هدفاً في 16 مباراة لناديه الجديد، فقد تفوق على رصيده الشخصي الموسم الماضي البالغ 14 هدفاً في 42 مباراة مع بوروسيا دورتموند وتجاوز إنجازات عظماء ريال مدريد كريستيانو رونالدو وألفريدو دي ستيفانو، اللذين سجلا 13 هدفاً في أول 15 مباراة لهما بالقميص الأبيض.
وبرز زميله في ريال مدريد، فينيسيوس جونيور، البالغ من العمر 23 عاماً، والذي ساعد الفريق الإسباني على الفوز بدوري أبطال أوروبا 2022 بتسجيل هدف الفوز في المباراة النهائية أمام ليفربول، وكشف عن نفسه كلاعب من طراز عالمي رفيع في الموسمين الماضيين.
والجناح هو الوريث الشرعي للعرش البرازيلي الآن بعد أن انتقل نيمار (31 عاماً) أيضاً إلى السعودية بعد فشله في قيادة باريس سان جيرمان إلى لقب دوري أبطال أوروبا بعيد المنال.
ويعد الأرجنتيني خوليان ألفاريز (23 عاماً) بالفعل لاعباً محورياً في مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا، بينما يتألق اللاعب الإسباني الواعد الأمين جمال (16 عاماً) في برشلونة.
ومع اقتراب أفضل جزء من الموسم، إلى جانب بطولة أوروبا وكوبا أمريكا العام المقبل، أصبح المسرح مهيئاً لأولئك الذين يشعرون بأنهم يستحقون المطالبة بعرش الكرة العالمية.
(رويترز)