وجد يورغن كلوب، مدرب ليفربول، نسخته المفضلة في خط الهجوم، حيث يقود النجم المصري محمد صلاح “ثنائية فعالة” جديدة مع خليفة روبيرتو فيرمينيو، الذي غادر صفوف الريدز في الصيف المنصرم.
عندما مرر داروين نونيز الكرة عبر منطقة الجزاء لمحمد صلاح، ليسجل هدف التعادل لليفربول أمام برايتون، نهاية الأسبوع الماضي، أصبح أول لاعب للريدز في عصر الدوري الإنجليزي الممتاز يقدم سبع تمريرات حاسمة متتالية لزميل واحد في جميع المسابقات.
وكانت تلك التمريرة الحاسمة الخامسة التي يقدمها نونيز لصلاح في الدوري وحده، وهو أكبر عدد من التمريرات الحاسمة المتتالية يرسلها لاعب لزميل واحد في تاريخ المسابقة.
والعلاقة متبادلة بين “الثنائي المصري-الأورغوياني”، فقبل الرحلة إلى توتنهام في نهاية الشهر الماضي، كان صلاح ونونييز يصنعان الفرص لبعضهما البعض كل 29 دقيقة وسطيًا، عندما يتشاركان أرضية الملعب.
وذكر موقع “Liverpool.com” (غير رسمي للنادي) أنه قد يكون من المفاجئ أن نعلم، في ضوء هذه الإحصائيات، أن ثنائية أخرى في ليفربول هي في الواقع أكثر إنتاجية من ثنائية صلاح ونونيز، ولكنها ببساطة لم تحظ باهتمام كبير حتى هذه اللحظة.
ومنذ بداية العام التقويمي، تبادل صلاح ونونييز 77 تمريرة، وصنعا 15 فرصة لبعضهما البعض، جاء منها ثلاثة أهداف.
لكن في نفس الفترة، تبادل كودي غاكبو، الذي انضم إلى “أنفيلد” في كانون الثاني/يناير قادمًا من آيندهوفن مقابل 53 مليون دولار (44 مليون جنيه إسترليني/ 51 مليون يورو)، 105 تمريرات مع صلاح، وجمعهتما 26 فرصة وأربعة أهداف، بحسب ما ذكرت صحيفة “ذا أثليتيك”.
وبينما كان جاكبو متمركزًا في بعض الأحيان في الجناح الأيسر، فقد ظهر في الغالب في دور رأس الحربة الوهمي، باعتباره الوريث لمركز روبرتو فيرمينو، الذي غادر النادي في الصيف المنصرم مع نهاية عقده.
وتُظهر إحصاءات تاريخية في ليفربول أن النتائج تكون خارقة للعادة عندما يجتمع لاعب في مركز رأس الحربة مع جناح يسجل الأهداف، فمنذ عام 1964، فقط كيني دالغليش وإيان راش (48 هدفًا) وكيفن كيجان وجون توشاك (45 هدفًا) تعاونوا في تسجيل أهداف أكثر للريدز من فيرمينو وصلاح (36 هدفًا).
ولكن حتى خارج “أنفيلد”، يمكنك النظر إلى مثال هاري كين وسون هيونغ مين، خاصة تحت قيادة جوزيه مورينيو، عندما كان كين غالبًا ما يلعب كرقم 10 أكثر من كونه مهاجمًا صريحًا، وكان سون عادةً هو من يركض من الخلف، في الوقت الذي يرسل فيه الإنجليزي تمريرات طولية إلى الكوري الجنوبي تفكك دفاع الخصم.
وفي الفترة الممتدة بين وصول سون إلى توتنهام في عام 2015 ورحيل كين إلى بايرن ميونخ الصيف المنصرم، سجل الثنائي 47 هدفًا، أكثر من أي ثنائي آخر في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وجاء 21 منها في موسمي 2020/21 و2021/22.
وهناك أيضًا كريم بنزيما وفينيسيوس جونيور، اللذين كانا فعالين بشكل مدمر تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، قبل أن يقرر الأول الانضمام إلى نادي الاتحاد السعودي في حزيران/يونيو الماضي.
وفي ذروة عطاء “الثنائي الفرنسي-البرازيلي” في موسم 2021/22، الذي فاز فيه ريال مدريد بالدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، بتغلبه على ليفربول في النهائي، سجل بنزيما وفينيسيوس مجتمعين 66 هدفًا، بينما قدما أيضًا مجتمعين 35 تمريرة حاسمة.
وبرع الفرنسي في التراجع إلى الخلف، ليشكل حلقة الوصل بين خط الوسط والهجوم، بينما وجد البرازيلي “السريع” لمسته التهديفية.
وأمام غاكبو وصلاح طريق طويل قبل أن يصلا إلى هذا النوع من الثنائيات، لكن يجب أن يتمكنا من إحياء شراكتهما التي ما تزال ناشئة، في وقت لاحق من هذا الشهر، عندما يعود الهولندي البالغ من العمر 24 عامًا من الإصابة.
وغاب غاكبو عن آخر مباراتين لليفربول، والمباريات الدولية لمنتخب هولندا، لكن يورغن كلوب قال قبل فترة التوقف الدولي الجارية أن هناك “فرصة جيدة” لعودته حين يستأنف الدوري المحلي.
وبينما يتطلع الجميع إلى ثنائية صلاح ونونيز لتحقيق نتائج مذهلة، قد يكون صلاح وغاكبو في الواقع هما من يبرزان كثنائي هجوم قد يكون الأكثر فعالية في كرة القدم العالمية، فالعلامات المبكرة موجودة بالفعل.