تحليل تكتيكي حول الإضافة التي سيقدمها أمرابط في مانشستر يونايتد

بينما ينضم اللاعب سفيان أمرابط إلى مانشستر يونايتد، أصبح اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا في قمة عطاءه، ويدخل فريق “الشياطين الحمر” بعد أفضل موسم له حتى الآن مع فيورنتينا ومنتخب المغرب.

ويمتلك سفيان أمرابط كل شيء تقريبًا للاعب مثالي في مركز الرقم 6، وهو يفعل ذلك بكل هدوء وبطريقة طبيعية لا تظهر كم الجهد الذي يبذله.

واستعرض موقع مانشستر يونايتد بعض الحقائق والأرقام عما يمكن أن يقدمه أمرابط لـ”الشياطين الحمر” وكذلك نظرة خططية عن كيف يمكن للمدرب تين هاغ أن يستفيد من لاعبه الجديد.

كان أمرابط أحد أبرز نجوم بطولة كأس العالم 2022 في قطر، إن لم يكن أبرزهم، وقدمه مستواه لجمهور أوسع عبر العالم، حيث رأى المشجعون لاعبًا مستعدًا للركض عبر الجدران لصالح منتخب المغرب، مما ساعدهم في الوصول إلى الدور نصف النهائي حيث، كان يتحرك في الملعب بدرجة كبيرة أفقدت أقوى المنافسين توازنهم أمامه في خط الوسط.

وتعد لقطة تدخله القوي على كيليان مبابي، لاعب منتخب فرنسا، أبرز ما قدمه خلال تلك البطولة.

لقد غطى أكبر مساحة من أرض الملعب في البطولة لا تصدق، حيث قطع مسافة بلغت 81.4 كيلومترًا (ما يزيد قليلاً عن 50 ميلاً).

ولعب سبع مباريات كاملة مع “أسود الأطلس” حتى مباراة تحديد المركز الثالث أمام كرواتيا بنتيجة 2-1، ولم يتوقف سفيان عن الركض، وتغطية كل مساحة ممكنة، ويغلق الطريق أمام كل تمريرة.

وتظهر أرقامه فاعليته الدفاعية بإجمالي 22 تدخلًا واعتراضًا للاعب خط الوسط، بالإضافة إلى 10 تشتيتات للكرة.

وجعلته تلك الأرقام يحتل المركز الخامس في البطولة في التدخلات والاعتراضات المشتركة.

فقط الفرنسي أوريليان تشواميني، والأرجنتيني إنزو فيرنانديز (كلاهما 25)، وثنائي كرواتيا لوكا مودريتش (27) وماتيو كوفاسيتش (28) تمكنوا من التفوق على المغربي.

ولا يمكن أن نغفل أنه فعل كل هذا على الرغم من معاناته من إصابة في منتصف البطولة، ووضع نفسه في جدول علاج طبيعي مرهق ولعب تحت تأثير حقن مسكنة للألم للعب ضد إسبانيا في الدور ربع النهائي.

وكانت خطة منتخب المغرب تعتمد عليه، حيث قاد أمرابط خط الوسط، الذي نجح في تضييق المساحات وتقريب خطوط اللعب وجعل المنتخب المغربي منافسًا صعبًا وندًا لكل الفرق وحقق الإعجاز المونديالي.

محرك فيورنتينا النابض

أظهر أمرابط جودته في الدوري الإيطالي، في فيورنتينا وهيلاس فيرونا من قبله، وتعامله مع الكرة هي أبرز ما يميزه.

ومع اللعب مع مدرب مثل فيورنتينا فينشينزو إيتاليانو، يحب السيطرة والاستحواذ، حيث كان متوسط استحواذ الفيولا في كل مباراة في الدوري الإيطالي الموسم الماضي (54.4٪) في المركز الثاني بعد نابولي الفائز باللقب.

وأسلوب اللعب هذا يضع أمرابط رفقة الكرة كثيرًا وقد حقق 73.9 لمسة للكرة في كل 90 دقيقة، وهو المركز الخامس بين لاعبي خط الوسط خلال الموسم المنصرم.

وبالنسبة لناديه، يلعب أمرابط في أعمق نقطة في خط الوسط، ويتلقى الكرة باستمرار من زملائه في خط الوسط لبناء الهجوم، سواء من نصف الملعب أو بالتراجع للعمق أكثر ليمرر الكرات الطويلة إلى الأمام.

وفي طريق فيورنتينا إلى نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، أكمل أكبر عدد من التمريرات (845) أكثر من أي لاعب، وثالث أكبر عدد من التمريرات المفتاحية (18) وحمل الكرة لمسافة هائلة بلغت 2326 ياردة.

وتأثرت مشاركاته في الدوري بوصول الفيولا إلى نهائيات الكأس مرتين، مما دفع المدرب إلى إراحة نجمه بانتظام في نهاية الموسم، ولكن على الرغم من ذلك، حظى بمتوسط 7.93 تمريرة أمامية لكل 90 دقيقة في الدوري الإيطالي، وهو معدل يتفوق على مارتن أوديغارد لاعب أرسنال (7.67)، ولا يتوفق عليه سوى رودري لاعب مانشستر سيتي (8.05)، وكذلك النجم كيفن دي بروين (9.14).

وقدرة أمرابط على استلام الكرة تحت الضغط والدوران ستفتح له المجال دائمًا، إنها مهارة يجب أن تجعله يتألق في يونايتد.

حل لمشاكل خط الوسط مع صفات أمرابط المذكورة سابقًا وكذلك التقدم وبناء اللعب.

وبينما يحتاج يونايتد إلى لاعب يمكنه تغطية كاسيميرو، الذي غاب عن جزء كبير من المباريات بسبب الإيقاف، وتواجد أمرابط سوف يمكن مانشستر يونايتد من سد أي مشكلات في ذلك المركز، سواء تواجد اللاعبان سويًا أو كل منهما على حدا.

ثنائية أمرابط وكاسيميرو

أبرز مميزات أمرابط هو أنه يمتلك مجموعة المهارات المطلوبة، ليس فقط ليحل محل كاسيميرو، بل للعب بجواره.

واجه فريق تين هاغ بعض المشكلات في خط الوسط هذا الموسم، خاصةً في سهولة الاختراق من العمق إذا لم يكن كاسيميرو في مستواه المعهود.

وسوف يكون مشاركة الثنائي سفيان وكاسيميرو سويًا في خط الوسط، خاصةً في المباريات الكبرى والتي يمكن أن يلعب الفريق خلالها بتشكيل يضم كاسيميرو – أمرابط (4-2-3-1)

كاسيميرو – أمرابط – فيرنانديز (4-3-3)

أمرابط وحيدًا كلاعب ارتكاز في خط الوسط

عمر أصغر من كاسيميرو وفي أوج مسيرته المهنية وبلياقة بدنية رائعة، يمكن لسفيان أن يشغل مركز اللاعب رقم 6 وحيدًا، ويمكن للفريق حينها أن يلعب بتشكيل يضم أمرابط وماونت وفيرنانديز بخطة (4-3-3)، أو أمرابط وإريكسن وفيرنانديز بخطة (4-3-3)، أو أمرابط وماونت (4-2-3-1).