رفض لويس روبياليس، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، يوم الجمعة، الاستقالة من منصبه، عقب تقبيل اللاعبة جيني إيرموسو في الفم، خلال احتفالات التتويج بكأس العالم للسيدات، ما أثار غضبًا في الوسط الرياضي.
وفي بيان مشترك، أرسله اتحاد لاعبات كرة القدم المحترفات في إسبانيا، قالت 23 لاعبة، تألفت منها تشكيلة إسبانيا الفائزة بكأس العالم، بينهن إيرموسو، وكذلك 32 لاعبة أخرى، إنهن لن يخضن مباريات دولية طالما استمر روبياليس في منصبه رئيسًا للاتحاد.
وفي نفس البيان، نفت إيرموسو صحة ما قاله روبياليس إن القبلة كانت بالتراضي.
وكتبت: “لا أتسامح مع التشكيك في كلامي، بالأخص إذا تم اختراع كلمات لم أقلها”.
ولا يمكن للحكومة إقالة روبياليس، الذي يترأس الاتحاد الإسباني وهو هيئة مستقلة، لكن فيكتور فرانكوس، رئيس مجلس الرياضة الذي تديره الدولة، قال إن الحكومة ستلجأ لمحكمة رياضية سعيًا لإيقافه.
وقال فرانكوس: “نريد أن يكون كل هذا بمثابة حملة في الكرة الإسبانية”.
وكان من المتوقع أن يستقيل روبياليس خلال اجتماع طارئ للاتحاد عقد يوم الجمعة، لكنه تمسك بمنصبه، وقال إن “النسويين المزيفين يحاولون القضاء علي”، واصفًا القبلة بأنها كانت “عفوية ومتبادلة ومبهجة وحدثت بالتراضي”.
وأضاف: “هل ستخرجني قبلة بسيطة بالتراضي من هنا؟.. لن أستقيل، سأقاتل حتى النهاية”، وسط تصفيق حاضرين، أغلبهم من الذكور.
وانتشرت الإدانات خلال الأسبوع بعد الواقعة التي حدثت أثناء مراسم تسليم الميداليات الذهبية للاعبات إسبانيا، عقب الفوز بهدف نظيف على إنجلترا في النهائي في سيدني، يوم الأحد الماضي، حين أمسك روبياليس برأس إيرموسو وقبلها في فمها.
ولاقت كلمته إدانةً فوريةً من يولاندا دياث، القائمة بأعمال وزير العمل، التي وصفت تعليقاته بأنها “غير مقبولة”.
وكتبت عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “يجب أن تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة، الإفلات من العقاب بعد هذه التصرفات الذكورية انتهى، لا يمكن أن يبقى روبياليس في منصبه”.
وقالت القائمة بأعمال وزير المساواة، إيريني مونتيرو، إن على المدعي العام ومجلس الرياضة الذي تديره الدولة التحرك لحماية إيرموسو.
ودفع التصرف الاتحاد الدولي للعبة “فيفا” لبدء إجراءات انضباطية ضده، فيما قالت إيرموسو، في بيان، إن مثل هذه التصرفات “لا يجب أن تمر دون عقاب”، ولم يخفف اعتذار روبياليس في فيديو، يوم الاثنين الماضي، حجم الضجة.
وقالت الحكومة الإسبانية إنها ستحيل الواقعة إلى محكمة رياضية، وإذا ثبت أن القبلة كانت عنوةً، فربما يحاكم بموجب قانون العنف الجنسي، الذي قدمه الاشتراكيون العام الماضي.
وتتألف المحكمة من سبعة أعضاء، يعينهم مجلس الرياضة الذي تديره الدولة، بينهم ثلاث سيدات.
وقال فرانكوس إن بمقدور مجلس الرياضة إيقاف روبياليس خلال التحقيقات إذا وافقت المحكمة.
وقال روبياليس (46 عامًا)، في خطابه، إن إيرموسو هي من بدأت التواصل الجسدي، وإنه سألها إن كان يمكنه منحها “قبلةً صغيرةً”، وقالت “حسنًا”.
ولم يبث التلفزيون الإسباني مراسم توزيع الميداليات كاملة.
وقالت أليكسيا بوتياس، زميلتها، عبر منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي، بعد اجتماع الاتحاد، يوم الجمعة؛ “هذا أمر غير مقبول.. لقد حسم الأمر.. نحن معك يا زميلتي جيني إيرموسو”.
كما شملت الاحتجاجات لاعبين، حيث قال بورخا إغليسياس، لاعب ريال بيتيس، الذي لم يلعب دوليًا منذ 2022، عبر منصة (إكس)، إنه لن يشارك مع المنتخب، “لحين تغير الأمور، وعندما لا تمر مثل هذه الأفعال دون عقاب”.
وخلال الفعاليات، التي أقيمت يوم الأحد الماضي، رصدت الكاميرات روبياليس يحتفل بصورة غير لائقة، واقفًا إلى جوار الملكة ليتيسيا، وهو ما اعتذر عنه يوم الجمعة.
وقال الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، في بيان، إنه خاطب الاتحاد الأوروبي للعبة “يويفا”، حيث يتولى روبياليس منصب نائب الرئيس، لمطالبته ببدء إجراءات تأديبية.
وقال رئيس الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، ديفيد أغانزو: “أشعر بالحرج من العار الذي تعانيه كرة القدم الإسبانية من استمرار رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم في التشبث بمنصبه”.
وأوضح مصدر بالاتحاد أن روبياليس اجتمع بأعضاء مؤثرين بالاتحاد قبل الاجتماع الطارئ، وأخطرهم أنه لا ينوي الاستقالة.
وكان رئيس اللجنة الوطنية لكرة القدم للسيدات، رافائيل ديل آمو، الوحيد الذي اعترض، وقال إنه سيستقيل من مناصبه، ومن بينها نائب رئيس الاتحاد.
(د ب أ)