صحيح أن مانشستر سيتي أضاف يوم الأربعاء لقبًا آخر إلى الثلاثية الرائعة التي حققها الموسم الماضي، لكن فريق المدرب الإسباني بيب جوارديولا لم يكن على الإطلاق بالمظهر المعتاد عليه، مع ظهور فجوات كبيرة نتيجة التعديلات التي طرأت على التشكيلة.
وحقق مان سيتي لقب السوبر الأوروبي في اليونان بفوزه على إشبيلية، بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (1-1).
بدأ إشبيلية موسمه المحلي الأسبوع الماضي بالخسارة على أرضه أمام فالنسيا (1-2)، بعدما أنهى دوري الموسم الماضي في المركز الثاني عشر.
لكن كان بإمكان النادي الأندلسي أن يحرم سيتي من الفوز باللقب في أول مشاركة له في هذه المباراة، لو أحسن المغربي يوسف النصيري استغلال الفرص التي أتيحت له، لاسيما انفراده بالحارس البرازيلي إيدرسون مرتين.
وكان النصيري نفسه صاحب هدف السبق في المباراة بكرة رأسية رائعة خلال الشوط الأول من اللقاء، قبل أن يدرك سيتي التعادل في الثاني بفضل رأسية الشاب كول بالمر.
وبدا سيتي متأثرًا تمامًا بافتقاده إلى سحر لاعبي الوسط البلجيكي كيفن دي بروين والبرتغالي برناردو سيلفا اللذين غابا عن اللقاء لإصابة الأول ومرض الثاني.
وسيضطر سيتي إلى التأقلم مع فكرة غياب دي بروين الذي سيبتعد عن الملاعب لمدة 4 أشهر بسبب إصابة في أوتار الركبة تعرض لها خلال الفوز على بيرنلي (3-0) في المرحلة الأولى من الدوري الممتاز.
وما يزيد من صعوبة موقف مان سيتي ومدربهم غوارديولا أنهم خسروا جهود لاعب الوسط الألماني إلكاي غوندوغان والجناح الجزائري رياض محرز لانتقالهما إلى برشلونة والأهلي السعودي تواليًا.
رحيل محرز إلى السعودية، فتح الباب أمام الشاب بالمر لترك بصمته مع السيتزنز.
وفاز مهاجم المنتخب الإنجليزي تحت 21 سنة بجائزة أفضل لاعب في مباراة الأربعاء بفضل إدراكه التعادل برأسية جميلة بعد عرضية رائعة من رودري.
لكن حتى جوارديولا نفسه ليس مقتنعًا بأن بالمر سيكون ضمن تشكيلة الفريق من الآن وحتى إغلاق باب الانتقالات الصيفية في الأول من أيلول/سبتمبر.
وارتبط اسم بالمر بانتقال محتمل إلى وست هام كجزء من صفقة التعاقد مع البرازيلي لوكاس باكيتا المرشح انضمامه إلى السيتزنز.
جدول مرهق
رغم الحرارة المرتفعة في العاصمة اليونانية، لم يجر غوارديولا سوى تبديل وحيد في مباراة أمس حين زج بالأرجنتيني جوليان ألفاريز في وقت متأخر بدلاً من بالمر.
وبالإضافة إلى مهمة الدفاع عن ألقابه في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس إنجلترا، سيكون سيتي أمام مشقة خوض كأس الرابطة الإنجليزية، إلى جانب محاولة الفوز بكأس العالم للأندية.
وتحسّر غوارديولا لعدم حصول فريقه على الوقت الكافي للاستعداد للموسم الجديد، مسلّطاً الضوء على كثرة الإصابات التي يعاني منها اللاعبون في أوروبا بأكملها رغم أن الموسم لا يزال في بداياته.
وخسر ريال مدريد جهود حارسه البلجيكي تيبو كورتوا ومدافعه البرازيلي إيدر ميليتاو حتى نهاية الموسم على الأرجح بعد تعرضهما لإصابة في الرباط الصليبي للركبة.
كما خسر آرسنال مدافعه الجديد الهولندي يوريين تيمبر، وأستون فيلا الثنائي تايرون مينجز والأرجنتيني إيمي بوينديا لإصابات مماثلة.
واضطر مهاجم تشيلسي الجديد الفرنسي كريستوفر نكونكو إلى إجراء عملية جراحية في الركبة، بعد إصابة تعرض لها نتيجة العشب السيئ خلال مباراة ودية استعدادية في شيكاغو.
وقال غوارديولا قبل مباراة السوبر “انظروا إلى جميع إصابات الرباط الصليبي التي حدثت في جميع البطولات الكبرى منذ بداية الموسم. اللاعبون لا يرتاحون جسديًا أو ذهنيًا”.
ولطالما فضل غوارديولا العمل مع مجموعة صغيرة من اللاعبين لتعزيز روح الفريق والتماسك.
ويهدف سيتي أن يصبح أول فريق يفوز بلقب الدوري الإنجليزي 4 مرات متتالية، لكن من دون تعزيز صفوفه بالمزيد من اللاعبين قد يجد نفسه مرهقًا مع تقدم الموسم، مما يمنح الفرق المنافسة فرصة اللحاق به وإزاحته عن العرش.
(أ ف ب)