يستعد فريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم لمواجهة المزيد من التحديات خلال الموسم الجديد، الذي ينطلق بعد أيام قليلة، أملًا في تكرار إنجازه التاريخي، الذي حققه في الموسم الماضي.
وحقق فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا إنجازًا تاريخيًا، بعدما توج بالثلاثية (الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا) في موسم 2022-2023.
وبعد سلسلة من المحاولات غير الناجحة من أجل الحصول على لقب دوري الأبطال، وضع مانشستر سيتي حدًا لسوء الحظ الذي لازمه في السنوات الأخيرة، عقب تتويجه باللقب القاري المرموق للمرة الأولى في تاريخه الموسم الماضي، كما حقق الفريق “السماوي” لقبه الخامس بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال المواسم الستة الأخيرة.
وتأتي استعدادات مانشستر سيتي للموسم الجديد هادئة إلى حد كبير، على عكس تحضيراته للموسم الماضي، التي أبرم خلالها عددًا من الصفقات المدوية في الصيف الفائت، كان أبرزها التعاقد مع المهاجم النرويجي الشاب إيرلينغ هالاند، نجم بوروسيا دورتموند الألماني، الذي لعب دورًا بارزًا في تحقيق الفريق إنجازه التاريخي، خاصةً بعد تصدره ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال.
ومن المنتظر أن يترك رحيل الألماني إيلكاي غوندوغان والجزائري رياض محرز عن صفوف سيتي في الصيف الحالي فراغًا بلا شك، وتظل التكهنات قائمة حول مستقبل العديد من أعضاء الفريق الآخرين، وفقًا لوكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).
ورغم ذلك، فإن مانشستر سيتي يبدو محتفظًا بتماسكه، بالنظر إلى المجموعة التي ما زال يمتلكها حاليًا من النجوم في مختلف الخطوط، مثل هالاند وصانع الألعاب البلجيكي كيفن دي بروين والجناح الإنجليزي جاك غريليش، ويظل أحد أقوى الفرق التي تم تكوينها في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعزز مانشستر سيتي صفوفه بالتعاقد مع لاعب الوسط الكرواتي ماتيو كوفاسيتش، وربما سيعقبها تعاقدات أخرى منتظرة في الطريق.
ومع وجود غوارديولا على رأس القيادة الفنية في الفريق، سيكون مانشستر سيتي أيضًا محتفظًا بنفس القدر من التركيز والتحفز، مثلما كان دائمًا في اللحظات الحاسمة.
واتسمت انطلاقة مانشستر سيتي بالبطء في الموسم الماضي، قبل أن ينتفض بعد فترة الراحة في منتصف الموسم خلال إقامة كأس العالم بقطر، ووصل إلى القمة في النصف الثاني من الموسم بفضل حنكة غوارديولا، وهو ما يجعل التفكير بتراجع أدائه خلال الموسم المقبل غير وارد.
وسيكون التحدي بالنسبة للمنافسين هو اللحاق بهم، ويأتي ليفربول، بقيادة مديره الفني الألماني يورغن كلوب، كأبرز المرشحين لمنافسة مانشستر سيتي على الألقاب المحلية في الموسم الجديد، بعدما سبق أن خطف لقب الدوري الإنجليزي من فريق غوارديولا موسم 2019-2020.
وبعدما كان على مشارف التتويج بالرباعية خلال موسم 2021-2022، ظهر ليفربول بشكل باهت للغاية في الموسم الماضي، لكنه يتطلع لاستعادة بريقه مجددًا في الموسم المقبل، لا سيما بعد تعاقده مع الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر والمجري دومينيك سوبوسلاي هذا الصيف.
ويشكل أرسنال خطرًا آخر على طموحات سيتي، خاصةً بعد ظهوره القوي في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، ورغم أن الفريق اللندني فقد صدارته لجدول الترتيب في المراحل الأخيرة، إلا أن مشروع مدربه الإسباني ميكيل أرتيتا بدأ مبكرًا للغاية عن الجدول الزمني المحدد.
وأبرم أرسنال صفقةً من العيار الثقيل، بالتعاقد مع ديكلان رايس، ومع قدوم كاي هافرتز وجورين تيمبر أيضًا، فإنه من المنتظر أن نشهد مزيدًا من التطور في قدرات فريق (المدفعجية).
ويمكن لماسون ماونت وأندريه أونانا مساعدة مانشستر يونايتد على التقدم، في ظل رغبة الفريق في البناء على الظهور الجيد الذي قدمه تحت قيادة مدربه الهولندي إريك تين هاغ، الذي قضى موسمه الأول مع النادي الملقب بـ “الشياطين الحمر”.
ويبدو الدنماركي راسموس هويلوند مستعدًا لتقديم المزيد من التعزيزات إذا تم إكمال صفقة انتقاله من أتالانتا الإيطالي، لكن عدم اليقين بشأن ملكية النادي ما يزال مستمرًا.
ومن جانبه، يسعى نيوكاسل، الذي كان يصارع لتفادي الهبوط في السنوات الأخيرة، لترسيخ مكانته بين فرق المقدمة في الدوري الإنجليزي، بعدما أنهى الموسم الماضي في المركز الرابع المؤهل لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم الجديد، لكن هناك العديد من الفرق الأخرى، مثل توتنهام هوتسبير وتشيلسي، تحاول العودة للمسار الصحيح في الموسم المقبل.
وتولى الأسترالي أنجي بوستيكوجلو القيادة الفنية لتوتنهام، في حين تعاقد تشيلسي مع المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، حيث سيكون هدفهما الأول هو إعادة الكبرياء لكلا الفريقين، بعد المستوى المخيب الذي ظهرا به في الموسم المنقضي.
وفي المقابل، سيكون الهدف الأساسي لفريق لوتون تاون، أحدث الفرق الصاعدة للدوري الإنجليزي الممتاز، هو البقاء في المسابقة العريقة وتجنب العودة لدوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب)، بعدما صعد لدوري الأضواء والشهرة عبر بوابة مباريات الملحق الموسم الماضي.
وربما يبدو فريقا بيرنلي، بقيادة المدرب البلجيكي فينسينت كومباني، وشيفيلد يونايتد، الصاعدان الآخران للبطولة، وجهين مألوفين بشكل أكثر لجماهير الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكانت معركة الهبوط في الموسم الماضي صعبة، في ظل التهديد الذي لازم أكثر من فريق بالمسابقة مثل وولفرهامبتون وويست هام يونايتد وكريستال بالاس، الذين من المتوقع ألا يكرروا تلك التجربة في النسخة المقبلة، كما تتطلع العديد من الأندية الأخرى، أمثال نوتنغهام فورست وبورنموث وإيفرتون، على وجه الخصوص، لبذل أقصى الجهد من أجل تفادي صراع الهبوط في الموسم المقبل.
(د ب أ)