أوقف كريستوف غالتييه، مدرب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ونجله جون فالوفيك، يوم الجمعة، بتهم التمييز، بعدما سربت له رسائل إلكترونية قبل عامين ينتقد فيها لاعبي فريقه المسلمين والسود.
وبقي كريستوف وابنه في مقر الشرطة القضائية وأعلن عن موعد محاكمته في كانون الأول/ديسمبر، بسبب تصريحات تمييزية مزعومة أدلى بها عندما كان يدرب نيس، وفق ما أعلن مدعي عام المدينة كزافيه بونوم.
وفي نيسان/أبريل الماضي، انتشرت تسريبات بثتها إذاعة “مونت كارلو” الشهيرة أن غالتييه اشتكى من كثرة اللاعبين السود والمسلمين في فريقه، في نص رسالة إلكترونية مرسل إلى جوليان فورنييه، المدير الرياضي لنادي نيس الفرنسي حينها.
وأبان برنامج “لافتر فوت” على راديو “مونت كارلو” الفرنسي في شهر أبريل الماضي أن غالتييه عندما كان مدربا لنيس في موسم 2021-2022 اشتكى لفورنييه من كثرة اللاعبين السود والمسلمين في الفريق، وجاء في نص الرسالة الإلكترونية المزعومة من فورنييه إلى ديف بريلسفورد، مدير “إنيوس” الشركة المالكة لنادي نيس: “قال لي جون فالوفيك غالتييه وكيل والده أني بنيت فريقًا من الحثالة، ولصدمتي من هذه التعليقات طلبت منه التوضيح، فقال: لا يوجد هنا إلا السود ونصف الفريق يكون في المسجد في ظهر يوم الجمعة، لأطلب منه الخروج وأقول له أن هذه التعليقات كانت مسيئة لي”.
وأضافت الرسالة الإلكترونية: “بعد أن غادر الوكيل، جاءني غالتييه وأخبرته بما سمعت، ليقول لي يجب أن أعلم واقع المدينة التي نعيش فيها، وأنه لا يمكن أن يكون عندنا هذا العدد من اللاعبين السود والمسلمين في الفريق، وأضاف بأنه الليلة الماضية ذهب إلى مطعم والجميع أتوا إليه يقولون له نملك فريقًا جميعهم سود.. لم يكن هناك نقاش رياضي أبدًا مع كريستوف بل فقط عن المعتقدات الدينية ولون البشرة”.
وأكمل فورنييه في الإيميل: “الأسابيع التي سبقت شهر رمضان كانت فرصة ثمينة لغالتييه ليشتكي بشكل مستمر من اللاعبين المسلمين في الفريق وعددهم الكبير، وبعد ذلك بمدة، عندما بدأنا الاستعداد لموسم 2022 – 2023، سألته عن التغييرات التي يود أن يقوم بها في الفريق، وكان رده بأنه يسعى إلى تقليل عدد اللاعبين المسلمين إلى أقصى حد ممكن، وأن يستغني عن جان كلير توديبو ويوسف عطال وهشام بوداوي وأمين غويري وماريو ليمينا.. وبدأت باقتراح لاعبين مثل التركي أوزان كاباك، ليقول هو تركي ما يعني أنه مسلم، لذلك لا أريده”.
وزاد: “واكشتف غالتييه أن لاعبه بلال براهيمي يصوم في رمضان في أيام المباريات، ليراسلني بشكل يومي مبديًا استياءه من الأمر، ما وضعني في حالة من الغضب حينها تجاه المدرب.. ليقرر استبعاده في اليوم التالي عن لقاء رين، ما دعاني إلى إرسال رسالة له مفادها أتمنى أن استبعاد براهيمي لم يكن بسبب الصوم في رمضان، لأنه أمر يجب أن نتحدث عنه بشكل جاد وأيضًا بهدوء وروية، لذلك علينا أن نجتمع بشكل عاجل كي ننهى الموسم بشكل جيد كما تقول دائمًا”.
واختتم فورنييه في الإيميل: “اجتمعت معه في الخامس من أبريل، وقلت له أن يتوقف عن فعل جميع الأمور المعيبة، وأنه إن لم يستطع التوقف عنها، فليغادر النادي، صدم غالتييه من حديثي حينها.. بوب راتكليف كان دائمًا على اطلاع بجميع التفاصيل والمداولات مع غالتييه، كما اقترح بدوره أن يجتمع مع غالتييه لإيقاف هذه التصرفات التي تنافي قيم إنيوس”.
وبحسب مصادر فرنسية، فإنه تم تسليم تقارير أداء لاعبين مسلمين أثناء الصيام لغالتييه والتي كشفت عدم تأثر مستوياتهم خلال فترة التوقف عن الأكل والشرب.
وبحسب “نيس-ماتن” الفرنسية، طلب غالتييه من لاعبي فريقه في ذلك الموسم أن لا يصوموا في شهر رمضان وأن عددًا منهم انصاعوا لطلبه، بينما رفض آخرون ذلك.
وبوداوي أحد الذين رفضوا طلب المدرب، ويقال إن توديبو ضرب أحد الأقماع خلال التدريبات، معترضًا على طلب المدرب.
(العربية نت)