يشهد الدوري المصري الممتاز لكرة القدم الموسم المقبل سابقةً هي الأولى من نوعها، تتمثل بتنافس نادي زد، المملوك لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، مع نادي الجونة، الذي يملكه شقيقه سميح ساويرس، بعد صعود الفريقين إلى دوري الأضواء.
وعاد الجونة إلى الدوري الممتاز بعد هبوطه الموسم الماضي لدوري الدرجة الثانية، أما زد، فصعد إلى دوري الأضواء للمرة الأولى بعد تغيير اسمه من نادي إف سي مصر إلى زد.
ووجود ناديين يملكهما اثنان من الأشقاء في الدوري نفسه لم يحدث من قبل في مصر، لا سيما أن فكرة الأندية الخاصة لم تكن منتشرة في البلاد، “لكن قانون الرياضة في مصر وقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لا تمنع هذا الأمر”، بحسب المحلل الرياضي أحمد فوزي العريان.
ويترقب البعض الإنفاق الذي سيقوم به نادي زد لتعزيز صفوفه بلاعبين جدد، بعد صعوده إلى الدوري الممتاز، إلا أن نجم الأهلي السابق ومدير الكرة بالنادي وليد صلاح الدين أكد أن مشروع النادي يتركز على الاهتمام بقاعدة الناشئين.
وفي تصريحات لسبكة (بي بي سي)، أبرز وليد صلاح الدين أن “الهدف هو تأسيس قطاع ناشئين قوي لكي يشارك لاعبوه مع الفريق الأول وأيضًا فتح باب الاحتراف أمامهم في الخارج، لكي يكون هناك الكثير من اللاعبين أمثال النجم محمد صلاح”.
كما أكد على القول: “نحن لن ندفع مبالغ طائلة أو ندخل في بورصة شراء اللاعبين بمبالغ باهظة، بل سيكون هناك سقف للإنفاق، سنتعاقد مع لاعبين لديهم خبرة في الدوري الممتاز للعب إلى جوار ناشئي النادي، فالهدف هو البقاء في الدوري المصري الممتاز”.
كيف سيؤثر هذا على المنافسة في الدوري المصري الممتاز؟
ويحتاج الدوري المصري لمزيد من الأندية التي يمكنها المنافسة على اللقب في ظل هيمنة النادي الأهلي والزمالك، فلم يتوج أي نادٍ سواهما باللقب منذ فوز الإسماعيلي بالبطولة موسم 2001-2002، لذا فإن وجود أندية قادرة على الاستثمار يمثل عاملًا إيجابيًا.
ولكن هناك تساؤلات حول إمكانية أن تؤثر ملكية ناديي زد والجونة لنجيب وسميح ساويرس، بشكل سلبي على المنافسة في الدوري المصري الممتاز في ظل المخاوف من إمكانية وجود تلاعب في النتائج أو احتكار اللاعبين بين الناديين.
ويقول المحامي الرياضي الدولي محمد متولي متحدثًا لشبكة (بي بي سي) عن القوانين المتعلقة بهذا الأمر: “هناك لوائح وقواعد لمنع فرد أو كيان واحد من ملكية فرق متعددة في نفس الدوري وذلك من أجل الحفاظ على النزاهة ومنع أي تأثير أو تلاعب غير مبرر في المنافسة، وأيضًا التصدي لاحتكار انتقالات اللاعبين”.
وأضاف: “لتطبيق هذه القاعدة على زد والجونة يختلف الحديث نظرًا لاختلاف الشخص المالك واختلاف الشركة المالكة لكل ناد منهما، لذا لا يوجد ما يمنع في القانون ملكية شخصين مختلفين لناديين في نفس البطولة رغم أنهما من نفس العائلة”، أما عن “المخاوف من إمكانية حدوث تلاعب أو احتكار للانتقالات في الدوري، فإنه في حال وجود ضرر، بمقدور الأندية التقدم بشكوى إلى الاتحادات المحلية أو الدولية مع تقديم أدلة تفيد بحدوث تضارب في المصالح أو تلاعب سواء في الدوري أو في سوق الانتقالات”.
وبات الاستثمار في كرة القدم بالعالم محط اهتمام كبير مما جذب استثمارات عربية لشراء أندية أوروبية، من أبرزها الاستثمار الإماراتي في نادي مانشستر سيتي الإنجليزي.
ويختلف الوضع كثيرًا في الدوري المصري الممتاز، فلماذا يسعى مستثمرون لشراء أندية في مصر؟.
طرحنا هذا السؤال على نجيب ساويرس، مالك نادي زد، لكنه رفض التعليق، بيد أن هناك من يرى أن الأمر بمثابة تسويق للعلامة التجارية للمستثمرين.
وأبرز المحلل الرياضي أحمد يماني أهمية الاستثمار في كرة القدم من أجل تحسين مستوى البطولة وزيادة المنافسة، شريطة “وجود ضوابط وقوانين تشمل العدالة للأندية كافة”.
وأشار يماني إلى أن الدوري المصري الممتاز حاليًا به “أندية جماهيرية وأخرى استثمارية، لذا لا يوجد تكافؤ، فالأندية الجماهيرية هدفها الوحيد هو البقاء في البطولة ولكنها تضطر لترك لاعبيها للأندية الاستثمارية لعدم قدرتها على المنافسة ماديًا”، لكن وجود أندية بمقدورها المنافسة على البطولات يحتاج إلى مشروع طويل الأمد يركز على عدة عوامل، منها “الرقابة الكاملة على الإنفاق والدخل، والعمل على تحقيق عائد مادي ومعنوي يتمثل في حصد البطولات بالإضافة إلى زيادة القاعدة الجماهيرية للنادي لكي يتحول إلى ناد جماهيري استثماري”، بحسب أحمد يماني.
وقال المحلل الرياضي أحمد فوزي العريان إن الفترة الأخيرة “تشهد شراء رجال أعمال لأندية خاصة، لكنها لا تقوم بالاستثمار بشكل فعلي في كرة القدم المصرية، فهذه الأندية لا تشيد الكثير من المنشآت الرياضية ولا توفر قطاع ناشئين قوي يمد الكرة المصرية بالمواهب، أتمنى أن يختلف الوضع مع أندية مثل زد والجونة”.
(بي بي سي)