يتطلّع منتخب كرواتيا، بقيادة نجمه المخضرم لوكا مودريتش، إلى إحراز أوّل لقب في تاريخه، عندما يخوض يوم الأحد في روتردام نهائي دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم ضد إسبانيا “المتجدّدة”.
ويحفظ ابن السابعة والثلاثين لاعبي منتخب إسبانيا عن ظهر قلب، بعد حمله ألوان عملاق العاصمة ريال مدريد منذ 2012، لكن قبل ذلك، يتفرّغ مودريتش لقيادة بلد الأربعة ملايين نسمة نحو مجد أول بطولة، عندما يواجه إسبانيا على ملعب “دي كويب” في روتردام.
ولطالما حقق المنتخب البلقاني نتائج فاقت التوقعات على الساحة العالمية، بدءا من حلوله ثالثًا في مونديال فرنسا 1998.
وبلغ نهائي مونديال روسيا 2018، حيث خسر مجددًا أمام فرنسا، ثم حلّ ثالثًا في مونديال قطر الأخير، بعد أن أقصى البرازيل المرشحة بركلات الترجيح.
وقال مدرّب كرواتيا، زلاتكو داليتش: “أصبحنا مجددًا قوة كبيرة في كرة القدم، مؤكّدين أنه رغم كل مشكلاتنا، نملك الجودة والشخصية”.
وتابع مدرب الهلال السعودي السابق: “يجب أن نبقى هادئين وأذكياء ولا نتسرّع ونسعى للذهب.. هذه أمنيتي الكبرى… برونزية وفضية وذهبية”.
وبعد مسيرة دولية طويلة، بدأها في 2006 حمل خلالها ألوان “فاتريني” 165 مرة، آخرها أمام هولندا يوم الخميس في نصف النهائي، يأمل مودريتش في إكمال سجله الناصع مع ريال مدريد، بلقب ختامي مع بلاده.
وترجم ركلة جزاء أمام هولندا وأقصاها (4 – 2) في الوقت الإضافي، في مباراة تفوّق فيها على فرنكي دي يونغ، لاعب الغريم برشلونة.
وينتظره هذه المرّة لاعب وسط إسبانيا رودري، المنتشي من تسجيله هدف الفوز لمانشستر سيتي الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا.
ويُعدّ لاعب الوسط الدفاعي من أبرز مكوّنات التشكيلة الإسبانية، بقيادة المدرب الجديد لويس دي لا فوينتي، القادم بدلًا من المقال بعد المونديال لويس إنريكي.
وبهدف المخضرم البديل خوسيلو أمام إيطاليا، بلغت إسبانيا النهائي، آملةً في وضع حد للصيام عن الألقاب زاد عن عقد من الزمن، وذلك بعد رفعها كأس أوروبا 2012 إثر سلسلة رائعة، بدأت في كأس أوروبا 2008 وتواصلت مع كأس العالم 2010.
ومع لويس انريكي، خسرت إسبانيا نهائي النسخة الثانية من البطولة التي حلّت بدلًا من المباريات الودية، أمام فرنسا (1 – 2) في 2021، علمًا ان النسخة الأولى توّجت بها البرتغال على حساب هولندا (1 – 0).
وجاءت المواجهة الأخيرة بين كرواتيا وإسبانيا في غاية التشويق، حسمتها “لا روخا” (5 – 3) بعد تمديد الوقت في دور الـ16 من كأس أوروبا الأخيرة.
ورغم أن التاريخ يصبّ في مصلحة إسبانيا والكم الكبير من لاعبي النخبة في صفوفها، إلا أنها لن تقلّل أبدًا من احترام الكروات، بحسب خوسيلو، الذي قال: “لوكا مودريتش هو مثال آخر عن الرياضي (المثالي)، ما يزال بعمره يملك العطش لإحراز الألقاب.. لا يتعب أبدًا”.
وتابع أحد مفاجآت تشكيلة إسبانيا في المباريات الأخيرة وصاحب ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات: “هو قدوة لكل الأطفال ومثال آخر أن التقدّم في العمر لا يعني شيئا”.
وأشارت عدة تقارير إلى إمكانية إعلان مودريتش اعتزاله دوليًا بعد دوري الأمم، لكنه قال: “أعشق دومًا اللعب مع المنتخب الوطني، وذلك ليس لأنها قد تكون مسابقتي الأخيرة أو مباراتي الأخيرة”.
وتابع لاعب توتنهام الإنجليزي السابق: “كل مباراة، وكل تمرين هو سعادة لي.. طالما بمقدوري المساعدة، لا سبب لغيابي عن هذا المكان”.
وستكون هذه البطولة بمثابة تحضير مثالي لكأس أوروبا 2024، علمًا أن مودريتش أثبت أن لياقته حاضرة رغم تقدّم السنين، فقد شارك في 119 دقيقة ضد هولندا في نصف النهائي.
وقال مدرّبه داليتش: “لوكا فريد من نوعه، لا يتكرّر في العالم أجمع، هو أيقونة أينما ذهب”.
وتابع: “بعد استبداله، نال ترحيبًا من الملعب بأكمله”.
وفازت كرواتيا بعد التمديد، كما فعلت ضد البرازيل واليابان في مونديال قطر، وإنجلترا وروسيا والدنمارك في مونديال 2018.
أما إسبانيا، فقد خاضت الكثير من الأوقات الإضافية في السنوات الأخيرة، بيد أن خوسيلو أنقذها من ذلك أمام الطليان.
وأمل دي لا فوينتي في أن يستعيد لاعبو لياقتهم نظرًا لحصولهم على يوم راحة أقل من كرواتيا: “الوقت الإضافي يرهقك، لكن مع الفوز تتعافى بطريقة أسهل”.
وأضاف مدرب الفئات العمرية السابق: “خاضت هذه المجموعة من اللاعبين مباريات كثيرة، لكني متفائل جدًا”.
وفي مباراة تحديد المركز الثالث، تلعب إيطاليا مع هولندا، يوم الأحد، في أنسخيده الهولندية.
(أ ف ب)