أكثر كارثة تتذكرها جماهير ليفربول هي كارثة ملعب هيلزبره، عندما قُتل 96 شخصا وأصيب المئات. مشجع من توتنهام حاول إحياء الماضي الأليم، فكانت النتيجة معاقبته. فماذا وقع تحديدا في هيلزبره؟
منعت السلطات مشجعا لنادي توتنهام هوتسبير من حضور مباريات كرة قدم لثلاث سنوات بعد قيامه بإيماءات تسخر من كارثة استاد هيلزبره (هيلسبره) خلال مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز في أبريل نيسان الماضي، بين ليفربول وتوتنهام، احتضنها ملعب أنفيلد.
وقالت النيابة العامة إن مشجع توتنهام، كيرون دارلو، البالغ من العمر 25 عاما قام بهذه الإيماءات في مباراة ليفربول أمام توتنهام في آنفيلد في30 أبريل نيسان وأبلغ متضررون الشرطة بأفعاله ليجري تحديده واعتقاله.
وقال آندرو بيدج المدعي العام المساعد لدائرة ميرسي تشيشير “اعترف دارلو بأنه قام بإيماءة تجاه جماهير ليفربول وأنها كانت إشارة إلى كارثة هيلسبره، وأن إيماءته تشير إلى أن المشجعين الذين ليس لديهم تذاكر، تسببوا في تلك المأساة”، وفق ما نقلته رويترز.
وتعدّ كارثة هيلزبره أسوأ كارثة في التاريخ الحديث لكرة القدم البريطانية، وقعت يوم يوم 15 أبريل/نيسان عام 1989، في ملعب هيلزبره، معقل نادي شيفيلد وينزداي، (أحد أندية الدرجة الثانية وتأهل للدرجة الأولى الموسم القادم) في دوري نصف النهائي من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، بين ليفربول ونوتنجهام فورست.
ولم يكن الملعب الذي اختاره الاتحاد الإنجليزي يسع سوى لحوالي 35 ألف متفرج، نصفها لجماهير ليفربول التي حضرت بكثافة، خصوصًا لطبيعة التنافس المحموم بينها وبينه نوتنهام فورست، ما أدى إلى تدافع شديد، خلّف مقتل 96 شخصا وإصابة المئات.
علاوة على الحضور الجماهيري الكبير غير المتناسب مع سعة الملعب، ساهمت السياجات الحديدية في مدرجات الجماهير في منع هؤلاء من إنقاذ أرواحهم، كما لم تكن عناصر الشرطة والإسعاف حاضرة بما يكفي، فضلا عن عدم فتح كل البوابات في وجه الجماهير، وكانت الحصيلة كارثية، وقتل مشجعون بينهم أطفال دهساً، ما أدى كذلك إلى وقف المباراة وهي في دقائقها الأولى.
وأقرت الشرطة لاحقًا بالتقصير في تنظيم المباراة، كما ألغي تقرير أول للكارثة كان قد حمل مشجعي ليفربول المسؤولية، بعدما تردد بداية أن الشغب وحضور جماهير دون تذاكر هو السبب، لكن تبين أنه لم يكن سبباً رئيساً. ومن بين تداعيات الكارثة، إلغاء السياجات في كرة القدم البريطانية، وضبط عدد الجماهير، خصوصا في الملاعب الصغيرة.
وعلاوة على الخسائر البشرية، فقد أثرت الكارثة بشكل كبير على ليفربول، ورغم نجاحه في ذلك الموسم في تحقيق الدوري وكأس الاتحاد، فإن مستواه انحدر بشكل كبير جدا في المواسم اللاحقة، وبقي لسنوات طويلة بعيدا عن تحقيق لقب الدوري المحلي.
وكان ليفربول قد دعا في أبريل نيسان الماضي إلى إنهاء “الهتافات الخسيسة” بشأن هيلسبره بعد أن ترددت خلال تعادل سلبي في الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي على ملعب ستامفورد بريدج.
(دويتشه فيله)