أنجز مدرب إشبيلية الإسباني، خوسيه لويس منديليبار مهمته “على أكمل وجه” مع فريقه، بقيادته إلى إنقاذ موسمه من خلال تأمين بقائه في الليغا، والتتويج بلقب مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” لكرة القدم.
وقال منديليبار في تصريحات للصحفيين عقب التتويج باللقب القاري على حساب روما الإيطالي 4-1 بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1): “لقد جئنا من أجل ما جئنا من أجله وأعتقد أن المهمة أنجزت بشكل جيد”.
لم يكن أشد المتفائلين يتوقع النجاح اللافت للمدرب الباسكي مع الفريق الأندلسي الاختصاصي في المسابقة القارية الثانية، التي عزز رقمه القياسي في عدد مرات التتويج بلقبها (7)، لكنه خالف التوقعات وضمن لفريقه التواجد في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل من خلال التتويج القاري.
وكان تفكير النادي الأندلسي في التواجد في المسابقة القارية العريقة منعدماً قبل شهرين، وكان همه الوحيد هو الابتعاد عن مراكز الهبوط، وهو الذي هبط إلى الدرجة الثانية للمرة الأخيرة في عام 2000، وعاد في العام التالي، وبقي في الدوري منذ ذلك الحين.
كانت آخر مرة أنهى فيها الموسم خارج المراكز السبعة الأولى في عام 2013 عندما احتل المركز التاسع، ولم ينهه في النصف الثاني من جدول الترتيب منذ عودته إلى دوري الدرجة الأولى.
أثار تعيين منديليبار حتى نهاية الموسم انتقادات أبرزها من المدير الرياضي السابق للنادي الأندلسي أوسكار أرياس عندما قال لراديو “ماركا”: “منديليبار ليس المدرب المناسب لفريق مثل إشبيلية. لا يعرف اللاعبون كيفية خوض هذا النوع من المباريات، ولديهم الكثير من الشكوك، وهو وضع حساس”.
تعاقد إشبيلية مع المدرب الباسكي قبل شهرين عندما كان يكافح من أجل البقاء في الدرجة الأولى، وتحديداً في أواخر آذار/مارس الماضي، فبات المدرب الثالث للنادي هذا الموسم بعد أن أقال جولين لوبيتيجي في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ثم خليفته الأرجنتيني خورخي سامباولي.
“لا أكترث“
كانت سيرته الذاتية تتضمن فترة ناجحة مع فريق إيبار في الدوري بين عامي 2015 و2021، على الرغم من أن فترته الثانية معه موسم 2020-2021 انتهت بهبوطه إلى الدرجة الثانية.
كما أن المدرب البالغ من العمر 62 عامًا لم يوفق خلال قيادته ديبورتيفو ألافيس العام الماضي، وأقيل من منصبه بعد أربعة أشهر فقط على رأس إدارته الفنية.
استلم منديليبار تدريب الفريق الأندلسي عندما كان الأخير يحتل المركز الرابع عشر، بفارق نقطتين فقط عن مراكز الهبوط. وقتها كانت غلّة إشبيلية سبعة انتصارات ومثلها تعادلات مقابل 12 هزيمة في الدوري.
أعطى التعاقد مع منديليبار ثماره بسرعة حيث حقق الفريق تحت إمرته 8 انتصارات و6 تعادلات وخسارتين كانتا أمام ضيفيه جيرونا 0-2 وريال مدريد 1-2 في الليجا، في 16 مباراة في مختلف المسابقات.
أبرز الانتصارات كانت ضد العملاقين الإنجليزي مانشستر يونايتد والإيطالي يوفنتوس في ربع ونصف نهائي المسابقة القارية الرديفة توالياً، قبل أن يحرم المدرب البرتغالي لروما جوزيه مورينيو من العلامة الكاملة في 6 مباريات نهائية في المسابقات القارية.
كما أمَّن منديليبار بقاء إشبيلية في الدرجة الأولى حيث يحتل راهنا المركز الحادي عشر برصيد 49 نقطة.
وقال منديليبار عن لقب الدوري الأوروبي: “سنستمتع بهذا التتويج لأنه كان باهظ الثمن وفي الوقت الحالي لا أعرف ما إذا كنت سأجدد عقدي أم لا، وأنا لا أكترث لذلك”.
وأضاف في معرض رده عن سؤال بخصوص مشواره الناجح مع إشبيلية “جعلت الحياة سهلةً. منذ البداية أخبرت اللاعبين بأنهم جيدون جدًا”.
وختم قائلاً: “لم يكونوا على ما يرام عاطفياً وكانت مهمتي هي تغيير ذلك وأكدوا لي في النهاية أنهم جيدون جدا”.
(أ ف ب)