بعد مساعدة باريس سان جيرمان على الفوز بلقبه الحادي عشر في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، فإن لدى الأرجنتيني ليونيل ميسي بعض الأفكار التي يجب أن يرتبها ويختار الأفضل من بينها بشأن مستقبله.
ومع اقتراب انتهاء عقده مع النادي الباريسي في يونيو/حزيران، وفي ظل أن علاقته بالنادي على وشك الانهيار، هناك الكثير من التكهنات حول المكان الذي سيلعب فيه الأرجنتيني كرة القدم الموسم المقبل.
وفي مقابلة حديثة مع مذيعة قناة “CNN” أماندا ديفيز، قال ميسي إنه سيواصل اللعب طالما بقي مستمتعًا بذلك، وفي سن الـ35، لديه بالتأكيد بضع سنوات أخرى ليقدمها.
وقبل أقل من ستة أشهر حصل “ليو” على جائزة الكرة الذهبية في كأس العالم – الجائزة الممنوحة لأفضل لاعب في البطولة – وسجل 16 هدفًا وقدم 16 تمريرة حاسمة في هذا الموسم في الدوري الفرنسي.
ووسط شائعات عن صفقة مربحة إلى الشرق الأوسط وتقارير تربطه بالعودة إلى الفريق المحبب لقلبه، برشلونة، استكشفت شبكة “CNN” الاتجاهات المختلفة التي يمكن أن يلجأ إليها مع اقترابه من نهاية مسيرته.
العودة إلى برشلونة؟
نادي برشلونة الإسباني، هو حيث تحول ميسي من طفل في المدرسة إلى أسطورة كروية.
وظهر ليو للمرة الأولى بقميص الفريق الأول في برشلونة حين كان يبلغ من العمر 17 عاما ولعب بعد ذلك 778 للبلوغرانا.
وقد نجح بتحطيم الرقم القياسي للهداف التاريخي للنادي وفاز بـ 35 لقبًا خلال الفترة التي قضاها في كامب نو – بما في ذلك 10 ألقاب في الدوري الإسباني وأربع بطولات دوري أبطال أوروبا.
وكان رحيله العاطفي مدفوعاً بالحالة المالية السيئة للنادي في عام 2021 وكان ميسي يذرف دموعه وهو يقول وداعاً في مؤتمره الصحفي الأخير.
تحت قيادة المدرب الجديد وأسطورة النادي تشافي، فاز برشلونة مؤخرا بأول لقب له في الدوري الإسباني منذ أربع سنوات هذا العام، حيث بدأ النادي في الظهور بمظهر أكثر تنافسية.
وقال تشافي لصحيفة “سبورت” الكتالونية: “بالنسبة لي لا شك أن عودة ميسي إن تمت ستساعدنا على الصعيد الكروي”.
وأضاف المدرب الإسباني في المقابلة نفسها والتي أشار فيها إلى أنه لا يزال على تواصل مع اللاعب الأرجنتيني: “لقد أخبرت الرئيس بذلك، لا شكوك لدي، لا شكوك على الإطلاق بأنه سيساعد لأنه لا يزال لاعبا حاسما ولا يزال يمتلك النهم للفوز، ولا تزال لديه عقلية انتصارية، ولا يزال قائدا، ولأنه لاعب مختلف”.
وأردف تشافي: “على هذا النحو، وبسبب الطريقة التي أريد أن ألعب بها، والطريقة التي يريد طاقم العمل اللعب بها أيضًا، لا شك بالنسبة لي أنه سيساعدنا كثيرًا، لكن كل هذا يتوقف عليه. في النهاية، فالشخص الذي سيتخذ القرار في هذا الوقت هو ليو. ليس هناك شك”.
ولم يقم برشلونة بأي محاولة لإخفاء مشاعره تجاه ميسي، لكن الأمر سيتطلب الكثير من العمل وراء الكواليس لجعل حلم التوقيع مع ليو حقيقة.
الانتقال إلى السعودية
تبدو المملكة العربية السعودية عازمة على جذب أكبر اللاعبين في العالم وهي تحاول بناء سمعتها وتحسين جودة الدوري السعودي للمحترفين.
وقد أصبح الدوري السعودي بسرعة أحد أكبر المنافسين للدوري الأمريكي الممتاز لكرة القدم، كالوجهة الأكثر جذبا للاعبين الكبار الراغبين بإنهاء مسيرتهم الكروية.
وفي وقت سابق هذا العام، انتقل الغريم التقليدي التاريخي لميسي، كريستيانو رونالدو، إلى نادي النصر السعودي مقابل مبلغ ضخم من المال، ما قد يفسح المجال أمام العديد من اللاعبين الكبار للحاق به إلى المملكة.
لا شك في أن تقديم حزمة مالية ضخمة لميسي هو الأمر الأكثر ترجيحا، كما أن لدى اللاعب بالفعل علاقة عمل جيدة مع السعودية، بعد تعيينه سفيرا للسياحة في المملكة.
ونقلا عن مصدر لم تسمه، نشرت وكالة “أ ف ب” تقريرا في وقت سابق من العام الحالي يشير إلى أن صفقة انتقال ميسي إلى السعودية الموسم المقبل “تمت بالفعل”.
لكن فريق ميسي نفى شبكة “CNN” حقيقة هذه التقارير، وأشار إلى أن اللاعب الفائز بالكرة الذهبية 7 مرات لم يُحدد وجهته المستقبلية بعد، ولن يفعل ذلك قبل نهاية الموسم الحالي.
ومع ذلك، قد يتم تأجيل قرار ميسي بسبب معاناة رونالدو الواضحة داخل وخارج الملعب منذ انتقاله إلى المملكة العربية السعودية.
وظهر رونالدو وهو محبط في العديد من المناسبات هذا الموسم نظرا لفشل فريقه بتحقيق أي بطولة، وتحدثت تقارير صحفية عن رغبته بالرحيل عن النصر.
الدوري الأمريكي.. الدوري الإنجليزي.. الأرجنتين؟
هناك مسار ممتاز للاعبين الكبار الذين ينتقلون إلى الدوري الوطني لكرة القدم في أمريكا، وقد ربطت التقارير ميسي بانتقال محتمل إلى إنتر ميامي الذي يملكه ديفيد بيكهام.
ويُعتبر بيكهام أحد أكثر المعجبين بميسي، وقد قال عام 2019: “لا يمكن أن تعرف ما سيحدث في كرة القدم”، عندما سئل عن إمكانية انتقال ميسي إلى إنتر ميامي.
ومع كل تلك الاحتمالات، يبقى خيار عودة ليو إلى وطنه الأرجنتيني مفتوحا أيضا، إذ ستستقبله بلاده أذرع مفتوحة بعد تحقيقه لقب كأس العالم 2022.
وربطت بعض التقارير الصحفية ميسي بالانتقال إلى مانشستر سيتي أيضا، نظرا للقوة المالية التي يتمتع بها النادي الإنجليزي.
وقد يُقدم السيتي حزمة مالية قوية من أجل ضم ميسي إلى مدربه السابق بيب غوارديولا، الذي درب ليو في سنوات مجده في برشلونة.
وفي النهاية، أينما قرر ميسي الذهاب فإن أعين العالم ستتابعه.
(سي إن إن)