مورينيو يبحث عن مجد قاري جديد مع روما

يبحث المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عن مزيد من المجد القاري مع روما عندما يواجه إشبيلية في نهائي الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، يوم الأربعاء المقبل، في سعيه للقب أوروبي ثانٍ على التوالي مع نادي العاصمة.

ودوّن البرتغالي البالغ 60 عاماً اسمه في سجلات الساحرة المستديرة حيث لم يخسر أي نهائي أوروبي في مسيرته، فرفع 5 كؤوس في 5 مباريات نهائية خلال عقدين، ما جعل منه أوّل مدرب يبلغ نهائي البطولات الأوروبية مع 4 أندية مختلفة (بورتو وإنتر ومانشستر يونايتد وروما).

سُلطت الأضواء على مورينيو في عام 2003 عندما قاد بورتو إلى لقب كأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليج حالياً)، قبل أن يحرز في العالم التالي لقبه الأول من اثنين في دوري أبطال أوروبا.

بعد 20 عاماً، يبدو البرتغالي على أهبة الاستعداد لرفع عدد ألقابه القارية إلى 6 عبر روما الذي تذوّق طعم الانتصارات مع مورينيو العام الماضي، بفوزه بالنسخة الأولى من دوري المؤتمر، الثالثة من حيث الأهمية في القارة العجوز.

باتت العاصمة الإيطالية “المنزل السعيد” لمدرّب بدا أنه استنفد قواه خلال مروره الفاشل مع توتنهام (2019-2021).

وقال مورينيو: “مدرّب أفضل، شخص أفضل، نفس الحمض النووي. الحمض النووي هو الدافع، السعادة. الرغبة في هذه اللحظات الكبيرة، وهذه هي المشاعر التي أحاول نقلها إلى اللاعبين”.

وأضاف: “أعتقد أنه يمكنك أن تكون أفضل وأفضل مع خبراتك.. أعتقد أن عقلك يصبح أكثر حدّة وتراكم المعرفة يكون أفضل مع مرور السنين.. أعتقد أنك تتوقف عندما تفقد الدافع، ينمو حافزي كل يوم.. أعتقد أنني أفضل الآن”.

تكرّس مورينيو بطلاً قومياً عند جماهير روما بعد فوز الفريق بأول لقب أوروبي كبير على الإطلاق الموسم الماضي، وهو انتصار جعل البرتغالي المخضرم يذرف الدموع.

وتطوّرت علاقة عاطفية عميقة بين المدرب وجماهير فريق “الذئاب” التي انتظرت منذ عام 2008 لرؤية روما يظفر بلقب، وتحديداً منذ فوزه بالكأس المحلية.

وتشبه قصة مورينيو مع روما تلك التي عاشها لفترة قصيرة مع إنتر قبل 13 عاماً وقاده خلالها لتحقيق ثلاثية تاريخية الدوري والكأس ودوري الأبطال موسم 2009-2010.

شدّد مورينيو: “ما يحصل عائد لأنني أعطي كل شيء.. الناس ليسوا أغبياء. في حالة روما أعتقد أن الأمر يتخطى الفوز أو النهائيات الأوروبية. أعتقد أنهم يشعرون كأنني ارتدي القميص وأقاتل من أجلهم كل يوم”.

وتابع: “ربما يعتقد الناس أنك لا تستطيع أن تحب كل ناد. نعم، أنا أحب كل ناد. أنا أحب كل ناد لأنني شعرت في الاتجاه المعاكس إنهم يحبّوني أيضاً. لذلك مع روما، يوماً ما سيكون الأمر صعباً لكننا سنتصل إلى الأبد”.

ويصل روما إلى المباراة النهائية مع العديد من علامات الاستفهام حول مستواه المتذبذب ومثقلاً بالعديد من الإصابات التي أرهقته طوال الموسم الحالي.

وأفضل مثال على تراجع مستوى رجال المدرب مورينيو عدم قدرتهم على الفوز سوى مرتين في مبارياتهم الـ10 الأخيرة وقد حققوا ذلك في عقر دارهم في الدور ربع ونصف النهائي أمام فينورد روتردام الهولندي (4-1) وباير ليفركوزن الألماني (1-0) توالياً، ليبلغ روما النهائي في العاصمة المجرية بودابست.

ومن شبه المؤكد ألا تتضمن التشكيلة الأساسية النجم الأرجنتيني باولو ديبالا المصاب والذي يعاني من مشكلة في كاحله مذ أن تعرّض لإعاقة من مواطنه مدافع أتالانتا الأرجنتيني خوسيه بالومينو قبل شهر، لكنه يأمل في أن يتواجد على مقاعد البدلاء.

وقال مورينيو عندما سُئل عما إذا كانت هناك أي فرصة للزج بديبالا في التشكيلة الأساسية: “لا أعتقد ذلك، بصراحة، لا أعتقد ذلك”.

وأضاف: “رغم ذلك، في حال أريد التكلم بصراحة آمل في أن يكون على مقاعد البدلاء. في حال تمكن باولو من الجلوس على دكة البدلاء ومنحي 15 دقيقة من الجهد، سأكون سعيداً”.

كما تحوم الشكوك حول مستقبل مورينيو بعد الموسم الحالي، حيث من المرجح أن يكون نهائي الأربعاء آخر اللمسات الفنية للبرتغالي في روما.

وسيعكس رحيله بعد عامين وفوزه بلقب أوروبي ثانٍ صورة مغادرته سابقا إنتر في 2010، عندما انتقل إلى ريال مدريد فور رفعه كأس دوري أبطال أوروبا في العاصمة الإسبانية.

وقال مورينيو: “الشيء الوحيد الذي أركّز عليه هو النهائي. أنا لا أفكر في مستقبلي أو أي شيء آخر. كل شيء آخر يصبح ثانوياً عندما تخوض مباراة نهائية”.

وأتم المدرب البرتغالي: “أنا لا أفكر في نفسي، أنا أفكر في اللاعبين والجماهير.. نريد اللعب والأربعاء سنكون هناك”.

(أ ف ب)