ديبالا.. “اللمسة السحرية” في لوحة مورينيو المحكمة

يعد روما الإيطالي، تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، تعريفًا مثاليًا لما تعنيه كلمة فريق، إذ يلعب الجميع من أجل مصلحة مشتركة، ويضحون من أجل هدف واحد ويتخلون عن خصائصهم الفردية، كي تمضي الخطة قدمًا، بمن فيهم باولا ديبالا، بسبب دوره الخاص داخل منظومة المدرب.

ويعد ديبالا فرشاة مورينيو الفنية التي يرسم بها كل مباراة بعناية كي يقرب روما من القمة.

يعد روما مع ديبالا فريق، ومن دونه فريق آخر تمامًا، وهذا أمر واضح، ولهذا اكتسب اللاعب الملقب بـ”الجوهرة” احترام وإعجاب الجمهور، وبالمثل مدربه الذي راهن عليه، حين تخلى عنه اليوفي العام الماضي، وقرر إنتر ألا يمضي قدما في سبيل الحصول عليه.

حينذاك، لم يكن ديبالا يلعب بانتظام، لكن مورينيو رأى فيه ما هو أكثر من هذا، وجعل من الأرجنتيني تحديه الشخصي. لم يشق عليه الأمر كثيرا، إذ منحه الثقة ومقاليد الفريق منذ بداية الموسم، فتجاوب معه اللاعب بما يفوق التوقعات.

حمل الفريق فوق ظهره هجوميا وصار لاعبا مضحيا أيضا في الدفاع، وهي مسألة لا تفاوض فيها مع مورينيو.

عمل ديبالا بكل طاقته ليقدم أفضل نسخة منه، فسجل حتى الآن 16 هدفا وصنع 7 منذ بداية الموسم.

ونشأ رابط خاص بين ديبالا ومورينيو لأنهما صارا يعلمان أنهما سبب رئيسي في نجاح الفريق، لهذا يبدي كل منهما امتنانه للآخر.

يدين ديبالا لمورينيو بانبعاثه الكروي الجديد، ويدين البرتغالي له بأنه حقق القفزة النوعية المنتظرة لـ”ذئاب العاصمة” بالوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي.

ويلعب روما مع إشبيلية، الأربعاء المقبل في نهائي الدوري الأوروبي.

وفي النهاية، يتعلق الأمر بهذا، فكل منهما لا يريد فقط أن يفوز بلقب، وإنما أن يفوز بلقب يؤهل الفريق إلى دوري الأبطال، لكن ثمة مشكلة وهي أن اللاعب يعاني من آلام في الفخذ الأيسر.

وستزداد فرص الفريق العاصمي بالتتويج بنهائي البطولة أمام إشبيلية إن لعب ديبالا.. لا يعرف ما إذا كان سيلعب من البداية، لكن مورينيو سيدفع به بالطبع في المباراة، لأن نصف ساعة من ديبالا وهو في 50% من مستواه قادرة على قلب الموازين.

ظهر هذا في ربع النهائي أمام فينورد حين دخل في الدقيقة 72، وقاد الفريق نحو الوقت الإضافي بالهدف الذي سجله في الدقيقة 89 لتبدأ العودة.

وحين كان في حالة بدنية جيدة من دون الإصابات العضلية التي لحقت به في نهاية الموسم، قاد الفريق إلى ثمن نهائي أمام سالزبورج بالتسجيل، وعدل من وضعية الفريق في ربع النهائي أمام ريال سوسييداد بالهدف الذي صنعه.

ولا يتعلق الأمر مع ديبالا بالجودة التي يقدمها في الملعب وإنما القلق الذي يثيره في الخصوم والثقة التي ينقلها إلى زملائه، وأهميته أيضا في الكرات الثابتة وشخصيته في المطالبة بالكرة في اللحظات المعقدة.

إنه لاعب فارق داخل فريق يحتاج إلى النصر.. شوهد هذا الأمر في الـ”سيري آ»، وهي البطولة التي تراجع فيها روما في الجولات الأخيرة حين حرم من “الجوهرة”.

(إفي)