انطلقت بطولة فرنسا المفتوحة للتنس (رولان غاروس)، يوم الأحد، بباريس، في ظل غياب الإسباني رفايل نادال، بطل أبطال الملاعب الترابية، فيما يبقى الأمل كما التساؤلات بشأن حظوظ التونسية أُنس جابر في الظفر بباكورة ألقابها في “الغراند سلام”.
وإذا باتت التكهنات متاحة لدى الرجال حول هوية المرشح لخلافة “صاحب الأرض” نادال، تصب جل التوقعات نحو احتفاظ البولندية إيغا شفيونتيك بلقبها لدى السيدات.
“هل رأيته شخصيًا؟ هل رأيته بالفعل؟”، ظل الولد يسأل أباه وهما يركضان نحو ملعب “فيليب شاتريه” الرئيسي في “رولان غاروس” بباريس، حيث انطلقت الأحد بطولة فرنسا المفتوحة للتنس، ثانية البطولات الأربع الكبرى، وسط غياب “صاحب الأرض” رفايل نادال المصاب.
وظل يسأله هل رأى الوالد بأم عينه البطل الصربي نوفاك جوكوفيتش، أحد المرشحين للفوز بلقب نسخة 2023، إذ إن “الماتادور” الإسباني لن يتمكن من الدفاع عن لقبه بسبب مضاعفات في وركه الأيسر منذ أن تعرض للإصابة في يناير/كانون الثاني بأستراليا.
وقد بنى ابن مايوركا أسطورته في الملاعب الترابية الباريسية منذ تتويجه الأول في 2005 وهو بعمر 19 عاما.
وفاز في “مدينة الأضواء” أربعة عشر مرة، وهو رقم خرافي، ولم يعرف فيها الخسارة سوى بثلاث مناسبات وفي مجموع 115 مباراة.
لا نعرف بقية القصة، ولا ندري هل أجاب الوالد ولده، فقرية “رولان غاروس” سرعان ما اكتظت بعشاق التنس، ليبدأ التجوال في أزقتها الشاسعة النظيفة وسط شمس ساطعة تُنذر بيوم حار على ملاعبها وخارجها على حد سواء.
بداية عهد جديد في تاريخ التنس؟
وبدأ الحديث عن مختلف اللاعبين واللاعبات، ومن هم المرشحون للفوز بكأس “الموسكتير” بين جوكوفيتش والشاب الإسباني الواعد كارلوس ألكاراز (20 عاما)، وربما اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس؟ وهل من مرشحة تجرد البولندية إيغا شفيونتيك من كأس “لونغلين”؟ وهل بإمكان البطلة التونسية أُنس جابر تحيق إنجاز تاريخي بالفوز بباكورة ألقابها في بطولات “الغراند سلام”، على الرغم من تراجع مستواها في 2023؟.
تحدثت وكالة “فرانس 24” إلى الجمهور، ودخلت في النقاش مع البعض، لكن في الأخير صب اهتمام كثيرين نحو غياب رفايل نادال، الغائب الحاضر، الكهل (36 عامًا) المثقل بالإرهاق البدني والإصابات المتكررة منذ سنوات، والتي لم تمنعه حتى الآن من التألق والفوز بالألقاب واحد تلو الآخر، فهو أكثر اللاعبين تتويجًا بالبطولات الكبرى إلى جانب جوكوفيتش (22 لقبًا لكل منهما).
واستاء تيري، البالغ من العمر 59 عامًا، لغياب الأسطورة، وقال لوكالة “فرانس 24”: “إنه شيء محزن أن يغيب نادال، فهذه نهاية حقبة وبداية حقبة أخرى، وربما سيخلفه مواطنه ألكاراز الذي يشبهه في كل حركاته”.
ويرى تيري في بروز اللاعبين الجدد، وفي مقدمتهم ألكاراز، بداية عهد جديد في تاريخ التنس، مع نهاية الأربعة الكبار الذين تنابوا على الفوز بالكؤوس والألقاب (نادال وجوكوفيتش والسويسري المعتزل روجر فيدرر والبريطاني أندي موراي).
“نادال هو رولان غاروس“
وبدوره، اعتبر رومان ميراند، القادم مع شقيقه نيكولا من مدينة تولوز (جنوب فرنسا)، أن غياب نادال مؤسف ومحزن، وذلك بالرغم من أنه ليس لاعبه المفضل.
وقال: “إن نادال هو رولان غاروس، وهذه الدورة هي بطولته”، مشيرًا إلى نهاية عهد في تاريخ لعبة التنس، متوقعًا أن يكون التنافس شديدًا في نسخة 2023، متوقعًا بروز الروسي دانيال ميدفيديف.
واعتبرت إيمانويل أن نادال هو “أيقونة” بطولة “رولان غاروس”، فيما قال نجلها تيميو البالغ من العمر عشرة أعوام إنه منهار لغياب نجمه المفضل (نادال)، متكهنًا بفوز جوكوفيتش في النهاية.
أما الثنائي فرانك وجيس، واللذان حضرا من مدينة آنسي (جنوب شرقي فرنسا) خصوصًا لحضور البطولة، فأكدا أنهما في باريس لمشاهدة “أكبر عدد ممكن من المباريات”.
وقال فرانك: “أريد رؤية يانيك نوا (بطل رولان غاروس في 1983، وهو آخر لاعب فرنسي فاز بالبطولة)، لكني سأسعد بمشاهدة أي لاعب أو مباراة، فنحن هنا للمتعة”.
وأضافت جويس: “أشعر بالإثارة لأن هذه أول مرة أرى هذا الموقع الرائع وأحضر هذه البطولة الكبرى.. أنا في غاية السعادة، خاصةً أن الطقس مشمس”.
ماذا عن البطلة التونسية؟
ورشح كثيرون فوز البولندية إيغا شفيونتيك بلقب السيدات للمرة الثالثة بعد 2020 و2022، فيما غابت عن قائمة المرشحات أُنس جابر، فقد باتت التونسية في المركز السابع في تصنيف اللاعبات المحترفات، بعد أن بلغت المركز الثاني في عام 2022 بفضل بروزها في عدة مناسبات، لا سيما فوزها في دورة مدريد وبلوغها النهائي في ويمبلدون اللندنية وبطولة الولايات المتحدة بنيويورك.
وبهذه الصورة، بدت أزقة “رولان غاروس”، يوم الأحد، مع بداية البطولة الفرنسية المفتوحة: “حماس كبير وتوقعات بحضور جماهيري قياسي.. فهل من مفاجآت في نهاية المطاف؟”.
(فرانس 24)