بقيت جولتان على ختام الموسم الحالي للدوري الألماني “البوندسليغا”، لكن القحط التهديفي يوصمه برقم قياسي سلبي، إذ لا يمتلك متصدر الهدافين سوى 16 هدفاً.. إلى أين يمضي الدوري الألماني بعد رحيل هالاند وليفاندوفسكي؟
قبل جولتين على ختام الدوري الألماني لكرة القدم سيكون رقم قياسي “سلبي” برسم التحطيم في البوندسليغا التي انطلقت قبل 60 عاما، مع امتلاك متصدر ترتيب الهدافين 16 هدفاً فقط في رصيده.
“عندما اقرأ لائحة أفضل هدافي البوندسليغا، أموت من الضحك: فولكروغ في المركز الأوّل، 16 هدفاً. أفكّر بأرلينغ هالاند وروبرت ليفاندوفسكي اللذين كانا يضمنان 50 هدفاً لفريقيهما”. هذا التعليق اللاذع لصحيفة “ميركور” البافارية صدر عن لسان ميشائيل رومينيغه، اللاعب السابق في بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند في الثمانينيات والتسعينيات وشقيق الرئيس التنفيذي السابق لبايرن كارل-هاينتس رومينيغه.
في بطولة عرفت أشرس المهاجمين في التاريخ وأكثرهم نجاعة على غرار “المدفعجي” غيرد مولر أو ميروسلاف كلوزه الأكثر تسجيلا في المونديال، وأخيراً البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
ما يزال فولكروغ بعيدًا عن قنّاصي الأهداف على غرار ليفاندوفسكي الذي حطّم الأرقام في مواسمه الثمانية مع بايرن، وكانت أفضلها تسجيل 41 هدفًا في موسم 2021، بفارق هدف عن رقم غيرد مولر موسم 1972.
في تاريخ البوندسليغا التي انطلقت عام 1963، يُعدّ رقم 17 هدفاً الأدنى على صعيد الهدافين، يحمله فريدي بوبيتش (من نادي شتوتغارت) في موسم 1996 وقبله كل من توماس ألوفس (من نادي كولن) ورولاند فولفارت (من نادي بايرن ميونيخ) في 1989. ويوضح فريدي بوبيتش بالقول: “لا أرغب حقاً بالاحتفاظ بهذا الرقم إلى الأبد. وُجدت الأرقام لتتحطّم، في الاتجاهين”.
وبعد إنجازات كثيرة مع بايرن وتتويجه بلقب الهداف في آخر خمسة مواسم، رحل ليفاندوفسكي الصيف الماضي إلى برشلونة الإسباني حيث يتصدر هناك أيضًا ترتيب الهدافين بـ 21 هدفاً، فيما شدّ النروجي إرلينغ هالاند الرحال إلى مانشستر سيتي الإنكليزي حيث يحقق موسماً رائعاً ويتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز “البرميرليغ” بـ 36 هدفًا.
وتابع مهاجم شتوتغارت السابق بالقول: “مع إرلينغ هالاند وروبرت ليفاندوفسكي، خسرت البوندسليغا هدافين من الطراز الرفيع. لم يأت البديل المناسب. لا تملك البوندسليغا هدافين من المستوى العالمي، يجب أن نقول هذا الأمر بوضوح”.
بدا الدولي الألماني نيكلاس فولكروغ مهاجم فيردر بريمن الأقرب لتفادي هذا الرقم القياسي المزعج، لكنه يغيب منذ منتصف نيسان/ أبريل لإصابة في ربلة ساقه. وإذا كان قد استعاد التمارين مع بريمن جزئياً، إلا أن مشاركته قبل نهاية الموسم غير مؤكّدة.
ويلي فولكروغ، الذي اُكتشف بعمر التاسعة والعشرين في المنتخب قبل مونديال 2022، الفرنسي راندال كولو مواني الذي استهل مشواره في الدوري الألماني هذا الموسم، والإيطالي فينتشنتسو غريفو مع 14 هدفًا.
ويتعين عليهما تسجيل ثلاثة أهداف في آخر مباراتين مع فريقيهما أينتراخت فرانكفورت وفرايبورغ، لمعادلة رقم بوبيتش، ألوفس وفولفارت.
أما بالنسبة إلى نجم بايرن ميونيخ سيرج غنابري والفرنسي كريستوفر نكونكو (لايبزيغ) صاحبي 13 هدفًا فتبدو المهمة أكثر تعقيدًا، على غرار الفرنسي ماركوس تورام (بوروسيا مونشنغلادباخ) غير القادر أيضًا على اللعب.
وكدليل عن القحط الهجومي في الدوري الألماني “بوندسليغا” هذا الموسم، فإن نكونكو ما يزال قادرًا على خلافة ليفاندوفسكي، رغم ابتعاده تقريباً عن ثلث مباريات الموسم، بسبب تمزق في الرباط الخارجي لركبته اليسرى قبل انطلاق مونديال 2022، ثم تمزّق عضلي بعد أسابيع قليلة من عودته.
(دويتشه فيله)