يبحث مانشستر سيتي الإنكليزي عن الاستفادة من عامل الأرض لفك عقدته في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم أمام ريال مدريد الإسباني، عندما يستضيفه الأربعاء على استاد الاتحاد في إياب نصف النهائي بعد تعادلهما ذهابًا 1-1.
تذوّق فريق مانشستر سيتي، المملوك إماراتيًا، مرارة الهزيمة الموسم الماضي، عندما كان في طريقه إلى النهائي بفوزه 4-3 على أرضه، ثم تقدمّه 1-0 في عقر دار الملكي، قبل أن يسجّل البرازيلي رودريغو ثنائية في الوقت القاتل، ثم يحجز الفرنسي كريم بنزيما بطاقة النهائي في الوقت الإضافي من ركلة جزاء (3-1)، في طريقه إلى لقب رابع عشر قياسي.
وأيضاً في نصف نهائي 2016، تعادل الفريقان سلبًا في مانشستر قبل أن يبلغ ريال النهائي بهدف على أرضه.
لكن هذه المرّة يملك فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا العدة اللازمة لمواجهة ريال العنيد في مسابقة عريقة يلهث وراءها وكان أفضل إنجازاته حلوله ثانيًا في 2021 وراء مواطنه تشلسي، رغم انه كان يتقدمه بفارق شاسع في الدوري المحلي. كما أن سيتي يملك أفضلية الأرض خصوصًا وانه قد فاز في كل مبارياته الـ14 البيتية عام 2023.
ويحارب سيتي على أكثر من جبهة، إذ بات قريبًا جدًا من إحراز لقبه الخامس في ست سنوات في الدوري الإنكليزي على حساب أرسنال، يلاقي جاره اللدود مانشستر يونايتد في نهائي الكأس المحلية ويواصل السعي نحو لقب قاري. كما يحلم “سيتيزنز” بتكرار إنجاز يونايتد الذي أحرز ثلاثية تاريخية في 1999.
وأراح غوارديولا نجم وسطه البلجيكي كيفن دي بروين، صاحب هدف التعادل ذهابًا، خلال الفوز الصريح على ارض إيفرتون 3-0 الأحد. لكنه دفع بماكينته التهديفية النروجي إرلينغ هالاند صاحب 52 هدفاً في مختلف المسابقات.
يقول المهاجم الفرنسي السابق تييري هنري عن دي بروين (31 عامًا) الذي لعب تحت إشرافه عندما كان مدربًا مساعدًا لمنتخب بلجيكا “عرفت الكثير من اللاعبين، لعبت مع كثيرين، شاهدت كثيرين، واجهت لاعبين عظماء. أعتقد أن ذكاء كيفن هو أفضل ما رأيته في حياتي”.
وتابع عن اللاعب المتوّج بعشرة القاب مع سيتي تحت إشراف غوارديولا وثالث الموسم الماضي في ترتيب جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم “أشاهده منذ ست سنوات مع منتخب بلجيكا. تحبّه أكثر لأنك تراه في التمارين والمباريات. لا يمكن تصديق ذلك. ذكاؤه، لا زلت أفكّر بأمور رأيتها، هو على كوكب مختلف”.
رغم التركيز على تحطيم هالاند الرقم القياسي تلو الآخر، إلا أن مساهمات دي بروين مع سيتي كانت محورية في السنوات الماضية، قبل قدوم العملاق النروجي الصيف الماضي. قبل هدفه في سانتياغو برنابيو، سجل ثنائية في مرمى أرسنال مهّدت للقب ثالث تواليًا في البرميرليغ.
بيد أن البلجيكي يتميّز أكثر بتمريراته الحاسمة التي بلغت 27 في 43 مباراة هذا الموسم، ليصبح أسرع لاعب يمرر 100 كرة حاسمة في البرميرليغ. ويقول عنه غوارديولا “يحتاج إلى اللعب بسرعة.. من النادر أن تجد لاعب يتحرّك بهذه السرعة ولديه قدرة أكبر على رؤية التمريرات عندما يكون في مرحلة التسارع أكثر من التوقف”.
تابع بيب اللاهث وراء لقب دوري الأبطال منذ 2011 عندما كان مدربًا لبرشلونة الإسباني “اللاعبون العاديون يرون كل شيء وهم في حالة المشي. لكن عندما تجري بسرعة عالية، لا يمكنك رؤية ما يحدث. هو نقيض ذلك تمامًا. لهذا السبب هو لاعب استثنائي”.
في المقابل، يتمتع ريال بسطوة رهيبة على هذه المسابقة منذ بداياتها عندما توّج خمس مرات بين 1956 و1960، ثم في الألفية الثالثة حيث أحرز اللقب سبع مرات آخرها الموسم الماضي على حساب ليفربول الإنكليزي بهدف.
وتنفّس جمهوره الصعداء عندما أعلن مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي أن إصابة ظهيره الأيسر الفرنسي الشاب إدواردو كامافينغا بركبته ليست سيئة، كما أوحت المشاهد ضد خيتافي في الليغا السبت الماضي.
وفيما فقد ريال مدريد لقبه في الدوري المحلي لمصلحة غريمه التاريخي برشلونة، عوّض جزئياً بنيله لقب كأس الملك على حساب أوساسونا (2-1) ويأمل في متابعة طريقه نحو النهائي القاري لملاقاة المتأهل بين ميلان وإنتر الإيطاليين (0-2 ذهابًا).
يعوّل أنشيلوتي مجددًا على فينيسيوس جونيور والمخضرم بنزيما وصانع اللعب الكرواتي لوكا مودريتش لتكريس عقدة الملكي في نصف النهائي أمام أزرق مانشستر ومدرّبه غوارديولا الراغب بالرد على انتقادات لطالما تناولت استراتيجيته في المناسبات القارية الكبرى.
(دويتشه فيله – وكالات)