خففت مباراة المنتخبين الجزائري ونظيره المغربي بشكل كبير من الأجواء المشحونة، وقدم اللاعبون الصغار لأقل من 17 عاما درساً كبيراً في الروح الرياضية رغم قوة الرهان.
جذبت مباراة المغرب والجزائر في ربع نهائي كأس إفريقيا للناشئين (أقل من 17 عام) الأنظار، والأسباب متعددة منها أن الفائز سيتأهل إلى المربع الذهبي للمسابقة، وثانياً لأن أطراف هذا المربع يتأهلون بشكل مباشر لكأس العالم، وثالثاً للندية الكروية الكبيرة بين منتخبات الدولتين، خصوصاً أن عددا من اللقاءات بينهما تتزامن مع ظرفية سياسية مشحونة من أكبر تجلياتها قطع الجزائر لعلاقاتها مع المغرب.
وعكس مباراة جمعت المنتخبين نفسيهما في نهائي كأس العرب للناشئين، شهر سبتمبر/أيلول الماضي، عندما انتهت المواجهة بأحداث مؤسفة للغاية تبادل فيها عدد من اللاعبين الضرب وأقرّ على إثرها الاتحاد العربي لكرة القدم عدة عقوبات، فإن مباراة أمس الأربعاء 10 ماي/أيار 2023 كانت مثالاً حيًا للروح الرياضية وللعلاقات الأخوية بين الشعبين.
وانتهت المباراة التي احتضنها ملعب الشهيد حملاوي في قسنطينة بتفوق المنتخب المغربي بثلاثة أهداف لصفر، في مباراة تألق فيها المهاجم المغربي حمزة وزان الذي سجل هدفين واختير أحسن لاعب في المباراة، فيما سجل آدم شكير الهدف الثالث.
وقبل صافرة المباراة، التقط لاعبو المنتخبين صورة تذكارية مع بعضهم البعض، في تأكيد منهم أن ما جرى في نهائي كأس العرب ولّى إلى غير رجعة، وفي نهاية المباراة عانق عدد من اللاعبين المغاربة نظرائهم الجزائريين الذين كانوا في حسرة كبيرة لضياع حلم التأهل إلى المونديال.
كما تعانق مدربا المنتخبين، المغربي سعيد شيبا، والجزائري أرزقي رمان، بعد نهاية المباراة، والتقطت لهما الكثير من الصور وهما يتحدثان في الملعب أو قرب غرف تغيير الملابس.
وكان المدرب المغربي سعيد شيبا، وهو لاعب دولي سابق، قد أشاد بالاستقبال الجزائري لـ”أشبال الأطلس”، قائلًا إبان وصول طائرة المنتخب المغربي: “لم نتفاجأ لهذا. لم تكن لدينا خلفية أخرى سوى حسن الاستقبال وهذا هو المنتظر من الشعبين الشقيقين”.
وكان جدل واسع قد اندلع قبل مشاركة المنتخب المغربي في هذه البطولة، بسبب منع الجزائر للطيران المغربي من الدخول أو التحليق فوق أراضيها، وهو السبب الذي برّرت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (الاتحاد المغربي لكرة القدم) عدم المشاركة في بطولة إفريقيا للمحليين شهر يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الجامعة المغربية قررت المشاركة هذه المرة عبر طيران طرف ثالث بعد تدخل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف).
(دويتشه فيله)