حقق كارلو أنشيلوتي جميع الألقاب الممكنة كمدرب لريال مدريد، عقب تتويجه بكأس ملك إسبانيا في إشبيلية على حساب أوساسونا، ليضعها في جعبته إلى جوار ألقاب الليغا ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الإسباني وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي، وذلك في المرة الثانية التي يخوض فيها بطولة كأس الملك في أقل من عامين، منذ عودته لتولي تدريب الفريق “الملكي”.
وسبق أن توج أنشيلوتي، في حقبته الأولى مع الريال بين آب/أغسطس 2013 وأيار/مايو 2015، بكأس الملك على ملعب “ميستايا” على حساب برشلونة، وبكأس دوري أبطال أوروبا العاشرة في لشبونة أمام أتلتيكو مدريد، محققًا ثنائية في عامه الأول على مقاعد بدلاء الميرينغي.
وبحصد كأس السوبر الأوروبي على حساب إشبيلية، افتتح المدرب الإيطالي موسمه الثاني على رأس الإدارة الفنية للفريق الأبيض، ولكن أفلتت منه خلاله كأس السوبر الإسباني أمام أتلتيكو مدريد، وهزم فريق الروخيبلانكوس أيضًا الريال في ثمن نهائي كأس الملك، بينما كان أقصى ما بلغه “الملكي” في التشامبيونزليغ وقتها هو نصف النهائي أمام يوفنتوس.
وجاء لقبه الرابع والأخير في حقبته الأولى مع فريق العاصمة الإسبانية في مونديال الأندية، لكنه أنهى الموسم في وصافة الدوري الإسباني بفارق نقطتين خلف المتصدر برشلونة، منهيًا ذلك الموسم دون إحراز ألقاب كبرى، ما دفع مجلس إدارة مدريد وقتها لاتخاذ قرار باستبداله، ليحل الفرنسي زين الدين زيدان محل “كارليتو”.
وصرح رئيس النادي فلورنتينو بيريز آنذاك بأن “أنشيلوتي اكتسب حب الجميع، إنه جزء من تاريخنا، لأنه المدرب الذي فاز بالعاشرة، ولكن في ريال مدريد تكون المتطلبات عند أقصى حد ونعتقد أن الوقت قد حان لإعطاء دفعة جديدة للفوز بألقاب جديدة والوصول إلى أعلى المستويات، مستوى تنافسي في مرحلة جديدة “.
والذكريات الرائعة التي تركها المدرب الإيطالي في ريال مدريد والطريقة التي أدار بها فريق من النجوم، أدت لأن يكون الشخص المختار من جديد عندما انتهت حقبة زيدان الثانية كمدرب، في آب/أغسطس 2021، وأدار “كارليتو” أول مباراة على رأس القيادة الفنية للريال بعد ست سنوات وثلاثة أشهر من رحيله.
وجاءت عودته تماشيًا مع التوقعات، وأصبح أنشيلوتي أول مدرب في التاريخ يفوز بجميع الدوريات الكبرى، بظفره بالدوري الإسباني في محاولته الثالثة، وفي دوري أبطال أوروبا سيخلد انتصاره في الذاكرة إلى الأبد لما حققه من انتفاضات “ريمونتادا” على ملعب “سانتياغو برنابيو”، ومنح الجماهير المدريدية كأس أوروبا الرابع عشر، وأصبح المدرب الأكثر تحقيقًا للانتصارات في التشامبيونزليغ.
وقبل ذلك، تمكن من الفوز بكأس السوبر الإسباني للمرة الأولى واختتم الموسم بثلاثة ألقاب، من شأنها أن تسمح له بإتمام مجموعته الكاملة من جميع الألقاب هذا الموسم، بتتويجه بكأس السوبر الأوروبي على حساب آينتراخت، وبكأس العالم للأندية.
وفي ظل انعدام فرصه في الليغا الإسبانية هذا الموسم، مع ابتعاده عن المتصدر برشلونة بفارق 14 نقطة، بعدما لم يتحل الفريق بالانتظام الكافي مع مشاركة العديد من نجومه في مونديال قطر بالشتاء، وجهت جهود مدريد نحو كأس ملك إسبانيا التي حققها الليلة الماضية على ملعب (لا كارتوخا) في إشبيلية، وكذلك دوري أبطال أوروبا، حيث يخوض مواجهة أشبه بالنهائي أمام مانشستر سيتي في الدور نصف النهائي، والتي ستحدد مستقبل “كارليتو”، ثالث أنجح مدرب في تاريخ مدريد بعشرة ألقاب.
وقاد أنشيلوتي ريال مدريد في 229 مباراة، حقق خلالها 165 انتصارًا و29 تعادلًا، علاوة على 35 هزيمة، وبات يقترب من رقم 246، الذي يحمله فيسنتي ديل بوسكي، و263 مباراة لزين الدين زيدان، لكنه ما يزال بعيداً عن الرقم القياسي لأكبر عدد من المباريات كمدرب للريال البالغ 605، والذي يحمله ميغيل مونيوز.
(إفي)