تأسف لاعب خط الوسط البرازيلي السابق، أليماو، المتوج بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم مع نابولي دييغو أرماندو مارادونا عام 1990، ألا يكون العبقري الأرجنتيني موجودًا للاحتفال مع جماهير النادي الجنوبي بالـ”سكوديتو” الثالث في تاريخه بعد 33 عامًا من الانتظار.
وقال ريكاردو روجيريو دي بريتو، الذي اشتهر بـ “أليماو” (الألماني بالبرتغالية)، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” من مسقط رأسه لافراس في ولاية ميناس جيرايس: “من المؤسف أنه لم يعد معنا”.
وبالنسبة للبرازيلي البالغ 61 عامًا، ما يحققه نابولي “كان سيولد بداخله الكثير من الفرح، وكان يستحق أن يعيش لفترة أطول”.
واقترب فريق المدرب لوتشيانو سباليتي من الظفر بلقب الـ “سكوديتو” للمرة الثالثة في تاريخ النادي، بحال فوزه على ضيفه ساليرنيتانا نهاية الأسبوع وفشل مطارده المباشر لاتسيو بتحقيق الفوز على إنتر، بعد لقبيه الأولين بقيادة “الفتى الذهبي” مارادونا موسمي 1986-1987 و1989-1990.
وفشل نابولي في انتزاع التكريس المنتظر سابقًا في 4 مناسبات، ليكتفي بالمركز الثاني خلف البطل في المواسم العشرة الماضية.
وبحسب أليماو، “كان نابولي يلعب بشكل جيد، لكنه كان يفتقر إلى مجموعة أكثر قوة، وإلى لاعبي احتياط على مستوى أفضل”.
ورأى أليماو أن نابولي “بنى مجموعته تدريجًا وانتهى به الأمر بتحقيق أهدافه”.
وكان بالإمكان تمييز البرازيلي صاحب الرقم 6 بين الجميع، من خلال قلّة كثافة شعره الأشقر في الأمام والذي كان يتدلى على الجانبين وشاربه الكثيف عندما لعب بجانب مارادونا.
ورغم إقراره بموهبة الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا (22 عامًا)، أحد أبرز المساهمين في التتويج المرتقب هذا الموسم والذي أطلقت عليه جماهير نابولي لقب “كفارادونا” تيمنًا بالأيقونة الأرجنتيني، فضّل أليماو عدم الدخول بلعبة المقارنات، وقال: “مارادونا، كان عبقريًا”.
“شرف كبير“
ويتذكر أليماو الذي شارك مع منتخب “سيليساو” في مونديالي 1986 و1990 ووصل إلى نابولي عام 1988، بفخر الفريق الرائع لموسم 1989-1990.
حينها، كان يلعب إلى جانب مارادونا، ولكن أيضًا مع مواطنه المهاجم كاريكا، وإلى جانب لاعبين إيطاليين كبار، على غرار تشيرو فيرارا وأندريا كارنيفالي وجانفرانكو زولا.
وكان التتويج بالدوري أوّل لقب في مسيرة أليماو، بعدما قضى سنوات عدة مع بوتافوغو، نادي ولاية ريو دي جانيرو، وأتلتيكو مدريد الإسباني.
وقال لاعب الوسط الدفاعي السابق: “كنّا نملك تشكيلة متماسكة وقائدًا، مارادونا، يدفعنا طوال الوقت وكان يعتقد دائمًا أننا سنفوز”.
ويصرّ البرازيلي، الذي رفع كأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ حاليًا) مع فريق جنوب إيطاليا في عام 1989: “لقد كان شرفًا كبيرًا أن ألعب إلى جانبه.. أتذكر تلك الحقبة بحنين إلى الماضي.. اللعب إلى جانب أفضل لاعب في العالم، لا يُقدّر بثمن”.
وترك هذا الفريق ذكريات لا تنسى بقلوب الجماهير، ليس فقط بسبب الألقاب التي فاز بها، بل أيضًا لأنه رفع عاليًا ألوان مدينة فقيرة، حيث غالبًا ما كان سكانها ضحية التمييز من قبل سكان المناطق الشمالية الغنية من البلاد.
وعن هذه الأجواء، يقول أليماو: “كان من الصعب أن نلعب خارج نابولي، حيث كان يتم استقبالنا برفع يافطات معادية، وكان يتم التعامل معنا كأفارقة، كما لو كان ذلك تحقيرًا، لكن ذلك جعلنا أقوى”.
قطعة نقود
ولعب أليماو أدوار البطولة في حادثة تركت آثارها على لقب إيطاليا موسم 1989-1990 التنافسي حتى الرمق الأخير مع ميلان، بقيادة المدرب الكبير أريغو ساكي.
وقبل أربع مراحل من النهاية في برغامو، رمى أحد جماهير نادي أتالانتا قطعة نقدية على رأس البرازيلي، ليستبدل فورًا ويتم نقله إلى المستشفى.
حينها، كان التعادل السلبي سيد الموقف بين الفريقين، قبل 10 دقائق من صافرة النهاية.
جراء هذه الحادثة، منحت السلطات الرياضية الإيطالية الفوز لنابولي بنتيجة (2 – 0)، علمًا ان النادي الجنوبي كان يتأخر بفارق نقطة عن ميلان.
وبعد تلك المباراة، تعادل ميلان، الذي كان يتألق في صفوفه حينها الثلاثي الهولندي ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد، أمام بولونيا سلبًا، ليعود ويخسر أمام فيرونا (1 – 2)، تاركًا نابولي وحيدًا في الصدارة، ليحكم الأخير قبضته حتى النهاية ويتوج باللقب.
وأقر أليماو: “وجد لاعبو ميلان أنفسهم تحت الضغط ولعبوا بشكل سيّئ ضد فيرونا، الأمر الذي جعل حياتنا أسهل”.
ويشير البرازيلي إلى أن الفريق القريب من التتويج هذا الموسم، بقيادة “كفارادونا” والمهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين، سيكون له مكانة خاصة في قلوب جماهير نابولي، مثله مثل الفريق الذي ظفر باللقب الثاني عام 1990، مشددًا: “حتى لو كان أبناء نابولي ما زالوا يعشقون مارادونا، فإنهم يحتفظون بذكرى عظيمة عنا جميعًا”.
(أ ف ب)