بنزيما في “ربيعه الجديد” يسعى لكتابة “سيناريو متماسك” في الطريق لـ”كرة ذهبية ثانية”

وفي غيابه، ارتقى الأرجنتيني ليونيل ميسي، المتوج بالنجمة الثالثة مع منتخب بلاده في قطر إلى قمة عالم الكرة المستديرة وبات من شبه المستحيل الوقوف بوجه فوزه بالكرة الذهبية للمرة الثامنة في مسيرته، غير أن سيناريو واحد بإمكانه إعادة توزيع الأوراق، وهو فوز بنزيما بلقب دوري الأبطال للموسم الثاني تواليًا في 10 حزيران/يونيو المقبل في إسطنبول.

“إصابات، البحث عن بديل..”، في سن الـ35 عامًا، ردّ المهاجم الفرنسي كريم بنزيما بحزم على الشكوك التي تحوم حول حالته البدنية مع فريقه ريال مدريد الإسباني، بتسجيله ثلاثية مرتين في غضون 4 أيام، واحدة منها في عقر دار الغريم برشلونة.

في سن، حيث يفكر العديد من اللاعبين بحقبة ما بعد الاعتزال، ما زال بنزيما في قمة فنه الكروي، ويحلم على غرار ما حصل معه في عام 2022، بربيع “غالاكتيكي” آخر.

وعلى ملعب “كامب نو”، في إياب نصف نهائي مسابقة الكأس المحلية أمام الغريم التقليدي برشلونة، يوم الأربعاء الماضي (فاز ريال مدريد 4 – 0، معوضًا خسارته 0 – 1 ذهابًا، ليتأهل إلى المباراة النهائية لملاقاة أوساسونا)، بات بنزيما، المتوج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم العام الماضي، أول لاعب في التاريخ الغني للنادي الملكي يسجل على الأقل 20 هدفًا خلال 11 موسمًا، متفوقًا على النجم السابق للميرينغي، البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وأثنى مدرب ريال، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، على المهاجم الفرنسي، قائلًا: “العمل الذي قام به خلال فترة التوقف الدولي ساعده كثيرًا”.

وأضاف: “إنه في ذروة حالته البدنية، وبفضل الصفات التي يتمتع بها، يخلق الفارق.. ما يزال أحد أفضل اللاعبين في العالم، ليس فقط أحد أفضل المهاجمين، إنه أحد أفضل اللاعبين في العالم حاليًا”.

ولحسن حظ ريال، فقد وصل بنزيما إلى ذروته التهديفية وحالته البدنية خلال أدوار خروج المغلوب، وبعد فترة صعبة غاب خلالها عن الملاعب بسبب الإصابات.

ورغم أن عقد مهاجم ليون السابق ينتهي في 30 حزيران/يونيو المقبل، إلا أنه دخل بمفاوضات مع إدارة نادي العاصمة مدريد للتمديد لعام إضافي.

وبحسب الصحافة الإسبانية، من الممكن أن يكون موسم 2023-2024 الأخير له في ملعب “سانتياغو برنابيو”، حيث قام النادي المدريدي بالتعاقد مع المهاجم البرازيلي إندريك، كما ما زال يبحث عن طريقة لإغواء العملاق النروجي إرلينغ هالاند، بعد فشل صفقة انتقال مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي كيليان مبابي.

وبعد ثلاثة أيام من ثلاثيته في مرمى بلد الوليد (0 – 6) في الدوري، وبعد 3 أسابيع من هدفه أمام ليفربول الإنجليزي في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ليساهم في بلوغ ريال ربع النهائي لملاقاة مواطن الأول تشيلسي، أظهر بنزيما من دون أي التباس أن على مدريد الاعتماد عليه دائمًا.

إنجاز تاريخي

وإلى جانبه في سجلات الأرقام القياسية، وحده المجري فيرينتس بوشكاش سبق له أن حقق مثل هذا الإنجاز في 27 كانون الثاني/يناير 1963، حيث سجل “هاتريك” في عقر دار البلوغرانا بقميص الميرينغي.

قاد أداء بنزيما، الأربعاء، فريقه ريال لتحقيق انتصار تاريخي، إذ اعتبر فوزه الساحق برباعية الأكبر “للمنزل الأبيض” خلال مباراة كلاسيكو منذ فوزه بخماسية نظيفة عام 1995، وأكبر انتصار له على ملعب “كامب نو” منذ فوزه (5 – 1) في عام 1963.

وحيّت صحيفة “ماركا”، الأكثر مبيعًا في إسبانيا، ثلاثية بنزيما، معنونةً: “يا له من أداء”، وأشارت إلى “هاتريك من بنزيما في الأمسيات الكبيرة”، مرفقةً الخبر بصورة للفرنسي وهو يحتفل بأحد أهدافه.

وبدورها، كتبت صحيفة “آس” المدريدية تحت صورة لحامل الكرة الذهبية وهو يضحك ومع عينين مغلقتين: “3 أهداف ونصف” من بنزيما، في إشارة إلى الكرة الحاسمة من الفرنسي لزميله البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي افتتح التسجيل.

وبعدما أشادت به الصحافة والجماهير، كال له رفاقه المديح في غرفة تبديل الملابس، فبعد الكلاسيكو، شاهد الجميع لقطات فيديو تظهر ناتشو يمنحه شارة القيادة، فيما كان فينيسيوس جونيور يصفق ويقفز فرحًا عاري الصدر بين يدي المدافع النمساوي دافيد ألابا، وهو يهتف بالإسبانية “هكذا يفوز ريال مدريد!”.

وكان لوكاس فاسكيس امتدح زميله بنزيما بعد سداسية الفوز أمام بلد الوليد، الأحد الماضي، بقوله: “كريم لاعب مذهل، نجم عالمي.. هو موجود هنا منذ 14 عامًا، ويستمر في تسجيل الأهداف عامًا بعد عام، وما يزال الرقم 9 في ريال مدريد الذي لا يمكن إيقافه.. أتمنى أن يبقى”.

الهدف إسطنبول

وبعد موسمه 2021-2022 المذهل والذي توجه بإحرازه الكرة الذهبية، الجائزة الأبرز على الصعيد الفردي، وجد بنزيما صعوبةً في إيجاد نمطه الأفضل هذا الموسم، بعدما لاحقته لعنة الإصابات في ساقيه وكاحليه، ليغيب عن مونديال قطر العام الماضي مع المنتخب الفرنسي، قبل أن يقرر إعلان اعتزاله الدولي في كانون الأول/ديسمبر، كما غاب عن 13 مباراة مع ريال منذ بداية الموسم الحالي (2022-2023).

وفي غيابه، ارتقى الأرجنتيني ليونيل ميسي، المتوج بالنجمة الثالثة مع منتخب بلاده في قطر إلى قمة عالم الكرة المستديرة وبات من شبه المستحيل الوقوف بوجه فوزه بالكرة الذهبية للمرة الثامنة في مسيرته، غير أن سيناريو واحد بإمكانه إعادة توزيع الأوراق، وهو فوز بنزيما بلقب دوري الأبطال للموسم الثاني تواليًا في 10 حزيران/يونيو المقبل في إسطنبول.

“ولما لا؟”، رد أنشيلوني عندما سأله أحد الصحافيين عما إذا كان بإمكان بنزيما إحراز الكرة الذهبية مرةً جديدة.

(أ ف ب)