توماس مولر.. تبعات “غضب ابن ميونخ المدلل” تجاه مدربيه

بعدما كان بايرن ميونخ يخطط لمسيرة طويلة مع المدرب الشاب يوليان ناغلسمان (35 عامًا)، أقيل المدرب الألماني فجأةً من تدريب الفريق البافاري.

وقال مدير الكرة حسن صالح حميديتش، أثناء تقديمه المدرب الجديد توماس توخيل، إنه لم “يعد هناك توافق” بين ناغلسمان والفريق البافاري.

ومنذ انتهاء عقد بيب غوارديولا مع بايرن، طبقًا للمدة المتفق عليها وكانت ثلاث سنوات، لم يعمر مدرب آخر مع بطل الدوري الألماني أكثر من عام ونصف، والحديث هنا عن مدربين بوزن كارلو أنشيلوتي ونيكو كوفاتش وهانزي فليك.

وبحسب الصحفي دومينيك فوس بموقع “فوكوس أونلاين” الألماني، فإن هذه دوامة مدربين (كاروسيل) سريعة بشكل غير عادي بالنسبة إلى نادٍ كبير مثل بايرن ميونخ، يجري تسريعها مرارًا وتكرارًا من قبل لاعبين أقوياء في غرفة الملابس، ويبدو أن هناك دائمًا شخصًا واحدًا على وجه الخصوص له يد في اللعبة: توماس مولر”.

ويضيف فوس: “التاريخ يُظهر أن أي شخص يعبث مع رمز النادي (مولر) ليس له مستقبل في ميونخ”.

وبحسب مجلة “كيكر”، فإن مولر (33 عامًا) لم يكن من أنصار ناغلسمان، غير أنه في الفترة الأخيرة، بعد كأس العالم في قطر، عاد مولر وتألق وفرض نفسه أساسيًا في تشكيلة مواطنه الشاب، ورغم ذلك، لم تكن العلاقة بينهما على ما يرام.

وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير عندما قام ناغلسمان باستبدال مولر بعد 45 دقيقة فقط في المباراة التي خسرها بايرن (1 – 2) في البوندسليغا أمام باير ليفركوزن، والتي أقيل بعدها ناغلسمان.

وإقالة ناغلسمان أصابت نجم بايرن السابق ماريو بازلر “بالصدمة وكانت مفاجأة تمامًا”، بحسب ما قال (54 عامًا) في “بودكاست” خاص به.

ويشتبه بازلر، هداف البوندسليغا السابق والفائز مع المانشافت بأمم أوروبا 1996، في أن توماس مولر “ربما يكون لعب دورًا، مرةً أخرى”، في إقالة مدرب الفريق.

وفي الواقع، فإن توماس مولر لم يتحدث مباشرةً بعد إقالة ناغلسمان، يوم الجمعة الماضي، ولم يظهر إلا يوم الأحد، حيث نشر على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي صورةً له يصافح ناغلسمان، وأرفقها بكلمات: “شكرًا لك ولفريقك على مهمتكم، عزيزي يوليان ناغلسمان”.

وكان تقرير لصحيفة “بيلد” قد ذكر أن “مولر كان محايدًا في موقفه من مدربه السابق”.

أنشيلوتي والكلام عن حاجز اللغة

أما دومينيك فوس، فكتب أن ناغلسمان ليس هو أول مدرب يعبث مع مولر، فحتى كارلو أنشيلوتي نفسه واجه مشاكل مع “محبوب جماهير” الفريق البافاري، الذي بدا في الموسم الأول لأنشيلوتي وكأنه “جسم غريب في الفريق”، خاصةً في وقت مبكر من الموسم.

وفي بداية الموسم التالي (2017/2018)، أعرب مولر علنًا عن عدم رضاه عن المدرب الإيطالي، وبعد أسابيع قليلة، أقيل أنشيلوتي بعد هزيمة كارثية (0 – 3) أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال.

وبعد إقالة أنشيلوتي، تحدث مولر ذاكرًا أن إحدى المشكلات مع أنشيلوتي وفريقه هو حاجز اللغة، وأنه كانت هناك مشكلة مع اللاعبين البارزين وضعف الحصص التدريبية.

وبعد أنشيلوتي، جاء الألماني يوب هاينكس وأنقذ موسم بايرن وفاز بالدوري، وبعده في موسم 2018/2019 جاء الكرواتي نيكو كوفاتش.

وقبل نهاية مرحلة الذهاب، واجه كوفاتش انتقادات، ليس من مولر نفسه، وإنما من زوجته ليزا مولر، التي علقت على موقع “إنستغرام” على جلوس توماس على مقاعد البدلاء طيلة 70 دقيقة في إحدى مباريات الدوري، قائلةً إن المدرب “كان ينتظر حتى يأتيه عصف ذهني فجأة”.

وبعد المباراة، دافع مولر عن زوجته، وقال: “لا أعتقد أن هذا جيد، لكن ماذا أفعل؟.. إنها تحبني”.

وأضاف مولر أن ليزا اعتذرت لكوفاتش وهي في مدرجات الملعب، “لكن الفعلة كانت بمثابة نظرة ثاقبة للعلاقة المضطربة بين المدرب واللاعب”، يقول فوس.

وبعد عام من واقعة ليزا مولر، صرح كوفاتش علانيةً بأن توماس أصبح لاعبًا احتياطيًا، وقال، في مؤتمر صحفي، حول دور مولر: “إذا كانت هناك حالة طارئة، فسيحصل بالتأكيد على الدقائق الخاصة به”.

وبعد ذلك، رد مولر وطلب من بايرن ميونخ السماح له بالرحيل في العطلة الشتوية، لكن لم يسمح له بذلك، وإنما بعد شهر واحد فقط من كلام المدرب عن دور مولر، انتهت مسيرة نيكو كوفاتش مع بايرن، ليتولى هانزي فليك زمام الأمور، ويقود ميونخ إلى السداسية التاريخية.

وفي حقبته، تحول مولر إلى بوق وذراع فليك الممتدة على أرض الملعب وأحد الدعائم الأساسية بالفريق، بحسب ما كتب دومينيك فوس.

والآن جاء توماس توخيل مدربًا للفريق، بينما توماس مولر في واحدة من أبهى مراحل تألقه، فما الذي سيحدث بينهما؟.

(دويتشه فيله)

آخر الأخبار: