رياضيون ملهمون يتحدون الزمن.. على طريقة شخصيات الرسوم المتحركة

في الفترة الأخيرة يتألق بعض الرياضيين بصورة ربما تتحدى القيود التي يفرضها العمر، وما زالوا يلهمون الشبان والأطفال والكبار أيضًا مثلما فعل كارل فريدريكسون مع الطفل راسل في فيلم “آب” الكارتوني، فالسيد فريدريكسون عاش في منزله الجميل على الطابع الريفي بعد وفاة زوجته وتغير العالم حوله وانتشرت ناطحات السحاب.

وبدا مستسلمًا لقدره إلى أن وجد كتاب “مغامراتي”، الذي كتبت فيه زوجته الراحلة عن أحلامها بزيارة “شلالات الجنة”، ليقرر نقل منزلهما بالبالونات إلى المكان الخلاب، وبعد رحلة مليئة بالصعاب مع راسل يحقق حلم زوجته ويلهم طفل الكشافة وربما أغلب المتفرجين.

وفي الواقع، لا يحمل الرياضيون أحلامهم فقط على أكتافهم، بل هي أيضًا أحلام عائلاتهم والجيل الجديد من اللاعبين، وربما الجماهير التي كانت تتمنى أن تكون مكانهم، لذا فنحن نأمل في أن يظلوا محلقين كشخصيات من وحي الخيال لنستمد أحلامنا منهم.

كما يفعل القط (توم) مع قوانين الجاذبية في مسلسل الرسوم المتحركة الشهير (توم آند جيري)، حيث يسقط فقط عندما يدرك أنه يطير في الهواء، لذا يأمل كثيرون ليس فقط من مشجعيهم بل وعشاق الرياضة بوجه عام أن يظلوا محلقين كشخصيات من وحي الخيال.

وفي ما يلي عرض لبعض الرياضيين الذين تحدوا الزمن مؤخرًا:

إبراهيموفيتش (دراكولا)

بشعره الأسود اللامع الممشط إلى الخلف وأنفه المدبب وبنيته القوية، يبدو المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش أشبه بدراكولا، لكن أوجه التشابه تتعدى المظهر الخارجي، إذ إنهما يبدوان أزليين، فمهاجم ميلان، حامل لقب الدوري الإيطالي، ما يزال بوسعه ترك بصمة رغم أنه تجاوز الأربعين من عمره، بل إنه أصبح أكبر لاعب يهز الشباك في تاريخ المسابقة بعمر 41 عامًا و166 يومًا، متفوقًا بفارق 141 يومًا على الرقم المسجل باسم أليساندرو كوستاكورتا في 2007.

صحيح أن هدف إبراهيموفيتش لم يمنع فريقه من الخسارة (1 – 3) أمام أودينيزي، يوم السبت الماضي، لكن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها أساسيًا منذ كانون الثاني/يناير 2022، عندما خضع لجراحة في الركبة لمعالجة قطع في الرباط الصليبي.

واللافت في الأمر أن إبراهيموفيتش كان يعاني من تلك الإصابة لأشهر دون أن يظهر ذلك للعيان، بل إنه كان عنصرًا مهمًا في فوز فريقه بالدوري الموسم الماضي، ويبدو أن إيقاف إبراهيموفيتش، كما هو الحال مع دراكولا، يتطلب أكثر من إصابة في الركبة.

بوبانا (باباي)

شخص يبدو للوهلة الأولى اعتياديًا، لكنه يصبح بفضل نبتته الخاصة لا يقهر في الدفاع عن محبوبته، هذا ليس باباي وعلبة السبانخ التي تجعل منه بطلًا خارقًا يدافع في أغلب مغامراته عن زوجته زيتونة، وإنما لاعب التنس الهندي روهان بوبانا، فقد أصبح بوبانا أكبر لاعب يحصد لقب إحدى بطولات رابطة لاعبي التنس المحترفين ذات الألف نقطة، بفوزه بلقب زوجي الرجال في إنديان ويلز.

وتغلب بوبانا (43 عامًا) وزميله الأسترالي ماتيو إبدن على الزوجي المصنف الأول فيسلي كولهوف ونيل سكوبسكي، 6-3 و2-6 و10-8، ليحقق اللاعبان لقبهما الثاني سويًا والأول هذا الموسم، لكن بوبانا، الذي تمتلك عائلته مزرعة للقهوة في الهند، أقر بفضل هذه النبتة في مساعدته لكسر الرقم القياسي لزميله السابق في الزوجي دانييل نيستور.

وأوضح بوبانا: “إنها قهوة هندية أصطحبها معي في السفر، هذا هو السر، أهم شيء هو التعافي بعد المباريات وهذا يساعدني حقًا”.

ألونسو (السريع.. والغاضب)

في سن الحادية والأربعين، يقدم الإسباني فرناندو ألونسو، سائق “أستون مارتن” المنافس في بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات، أداء مبهرًا في بداية الموسم الجديد.

وبعدما حل ثالثًا في سباق جائزة البحرين الكبرى، أولى محطات الموسم، عبر ألونسو خط نهاية جائزة السعودية الكبرى في المركز الثالث في صعوده رقم 100 على منصة التتويج، يوم الأحد الماضي.

ورغم أن بطل العالم مرتين تعرض لعقوبة عشر ثوان، ما جعله يحتل المركز الرابع، فقد حدث إلغاء للعقوبة بعد تقديم “أستون مارتن” سبع حالات مشابهة لم تفرض فيها عقوبات، ليحتفل السائق الإسباني بإنجازه.

وبدأ ألونسو السباق بشكل رائع من الصف الأول، ليخطف المقدمة من سيرجيو بيريز، سائق “رد بول” الذي فاز بالسباق، بعدما كان أول المنطلقين في المنعطف الأول، ويتصدر سباقًا للمرة الأولى منذ 2012، عندما كان في صفوف “فيراري”، لكن المراقبين عاقبوه بخمس ثوان بسبب خطأ في مكان وقوفه عند انطلاق السباق.

وأظهرت لقطات تلفزيونية وقوف ألونسو خارج الخط المحدد ناحية اليسار.

وخضع ألونسو للعقوبة في وقفة الصيانة في اللفة 19 خلال نزول سيارة الأمان إلى الحلبة.

وفتح المراقبون تحقيقًا في تطبيق العقوبة بشكل صحيح، وعاقبوا السائق الإسباني بعشر ثوان بعد السباق.

وقال ألونسو غاضبًا، بعد السباق في إشارة إلى الاتحاد الدولي للسيارات: “أعتقد أن اللوم الأكبر يقع على عاتق الاتحاد الدولي، وأكثر من شعورنا بخيبة أمل من أنفسنا”.

وأضاف: “لا يمكن تطبيق عقوبة بعد 35 لفة من وقفة الصيانة.. كان لديهم الوقت الكافي لإبلاغنا بالعقوبة، ولو علمت لربما كنت حاولت توسيع الفارق إلى 11 ثانية أمام السيارة خلفي”.

وبعد السباق بفترة قصيرة، تراجع المراقبون عن العقوبة.

رباعي التنس المذهل (فانتاستك فور)

يتمتع الصربي نوفاك ديوكوفيتش بمرونة هائلة تظهر جلية في حالة الدفاع لدرجة تكاد تجعله مطاطيًا، وهو ما يعطيه أفضلية على منافسيه.

وفي سن الخامسة والثلاثين، ما يزال (مستر فانتاستك) ينافس بكل قوة على صدارة التصنيف العالمي، ورغم أنه كان يحتل المركز الأول، فقد خسره لصالح كارلوس ألكاراز بسبب غيابه الإجباري عن البطولات على الأراضي الصلبة في أمريكا، بسبب رفضه الحصول على لقاح كوفيد.

وبخلاف كونه المرشح الأوفر حظًا للفوز بأي بطولة يشارك فيها، فإنه يتقاسم لقب أنجح لاعب في البطولات الأربع الكبرى برصيد 22 لقبًا، جاء آخرها في بطولة أستراليا المفتوحة مطلع العام الجاري.

ويتساوى ديوكوفيتش في عدد البطولات الأربع الكبرى مع الإسباني رافائيل نادال، الذي رغم أنه شارف على سن 37 عامًا، فإنه يبدو منحوتًا في الصخر ويتمتع بقدرات هائلة، خاصةً على الملاعب الرملية.

ورغم أن الإصابات أبعدته عن الملاعب كثيرًا في الفترات الأخيرة، لكنه ما يزال مرشحًا فوق العادة للفوز في “رولان غاروس” في باريس.

وحتى اعتزاله العام الماضي، عندما كان تجاوز سن الأربعين، ظل السويسري روجر فيدرر متوهجًا حتى في مباراة اعتزاله في كأس “ليفر”، إذ قدم جانبًا من اللمسات الرائعة التي مكنته من الفوز بعشرين لقبًا في البطولات الأربع الكبرى ويأتي فقط خلف ديوكوفيتش ونادال.

وفيما أصبحت الأمريكية سيرينا وليامز والتي كانت حتى اعتزالها العام الماضي بعدما تجاوزت سن الأربعين قوة لا يستهان بها وأحرزت بالفعل 23 لقبًا في منافسات الفردي بالبطولات الكبرى، وألهمت جيلًا جديدًا من الفتيات، إذ إنها رغم ابتعادها عن الملاعب، لم تغلق الباب تمامًا أمام العودة للمنافسات.

(رويترز)

آخر الأخبار: