برغم فترة التوقف الطويلة للموسم الكروي في منتصف الموسم الحالي، والتي منحت جميع الفرق الفرصة لإعادة ترتيب أوراقها، في ضوء المشاكل والتحديات التي واجهتها خلال النصف الأول من الموسم، ما تزال بعض الفرق الأوروبية الكبيرة في حالة معاناة وتعثر منذ استئناف فعاليات الموسم.
وشهدت مباريات يوم الأحد بالملاعب الأوروبية معاناة وسقوط أكثر من فريق كبير، من بينهم 3 من حاملي اللقب في بطولات الدوري المحلية الكبيرة بالقارة لتصبح هذه الجولة من البطولات المحلية بمثابة “جولة سقوط الكبار”.
وفقد كل من ريال مدريد وباريس سان جيرمان نقطتين جديدتين في رحلة الدفاع عن اللقب بإسبانيا وفرنسا على الترتيب، فيما تعرض كل من ميلان ويوفنتوس للخسارة في إيطاليا، وودع ليفربول بطولة كأس إنجلترا مبكرًا، كما شهدت نفس الجولة استمرار تعادلات بايرن ميونخ بالدوري الألماني.
وكان للدوري الإيطالي النصيب الأكبر في تراجع الكبار بهذه الجولة، حيث خسر ميلان حامل اللقب 2-5 أمام ضيفه ساسولو الذي يحتل مركزاً متأخراً في جدول المسابقة، كما سقط يوفنتوس بثنائية على ملعبه أمام مونزا الصاعد لدوري الدرجة الأولى هذا الموسم.
وتسببت هزيمة ميلان في تراجعه إلى المركز الخامس في جدول الدوري الإيطالي برصيد 38 نقطة واتساع الفارق مع نابولي المتصدر إلى 15 نقطة مع بداية جولة الإياب (الدور الثاني) في المسابقة ليعترف ستيفانو بيولي المدير الفني لميلان بصعوبة الدفاع عن لقب الدوري في الموسم الحالي، وأنه يتعين على الفريق التركيز في دوري أبطال أوروبا.
وضاعف من صعوبة الهزيمة على ميلان أنها المرة الأولى في تاريخ الفريق التي تهتز فيها شباكه بأربعة أهداف على الأقل في مباراتين متتاليتين؛ حيث خسر الفريق قبلها بأيام أمام لاتسيو 0-4 في الجولة الماضية من الدوري.
وفي مباراة أخرى، ضاعف مونزا محنة يوفنتوس في الموسم الحالي وتغلب عليه 2-0 في عقر داره لتكون الهزيمة الثانية مقابل تعادل واحد في آخر 3 مباريات خاضها يوفنتوس بالدوري الإيطالي.
وتزامنت هذه الكبوة في مسيرة الفريق بالمسابقة مع العقوبة، التي فرضت عليه بخصم 15 نقطة من رصيده في الدوري نتيجة مخالفات في صفقات اللاعبين التي يبرمها النادي.
ومع فقدان 23 نقطة (15 للعقوبة و8 نقاط في المباريات الـ3)، تراجع يوفنتوس إلى المركز الـ13 برصيد 23 نقطة ليصبح الفريق في وضع صعب للغاية وهو ما أكده ماسيميليانو أليغري المدير الفني للفريق.
وفي إنجلترا، كان ليفربول على موعد مع صدمة جديدة في الموسم الحالي؛ وبعد ابتعاد الفريق بشكل كبير عن دائرة المنافسة على الصدارة في الدوري الإنجليزي، فقد فرصة الدفاع عن لقب الكأس بخسارته أمام مضيفه برايتون 1-2 في الدور الرابع للبطولة.
وبهذا، أصبح ليفربول مهددا بشكل كبير للغاية بالخروج من الموسم الحالي خالي الوفاض، على الأقل على المستوى المحلي، حيث سبق له الخروج من مسابقة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية بالهزيمة أمام مانشستر سيتي في دور الـ16 ليخسر الفريق بهذا فرصة الدفاع عن لقب ثنائية الكأس التي أحرزها في الموسم الماضي، كما يحتاج الفريق إلى معجزة للعودة إلى المنافسة على لقب الدوري بالموسم الحالي.
وبهذا، أصبح لقب دوري الأبطال الأوروبي هو الأمل المتبقي لليفربول من أجل إنقاذ موسمه من الفشل، علما بأن الفريق سيواجه اختباراً صعباً للغاية في دور الـ16 للمسابقة عندما يلتقي ريال مدريد الإسباني حامل لقب البطولة.
وفي إسبانيا، ابتعد ريال مدريد خطوة جديدة عن الصدارة؛ حيث فقد الفريق نقطتين جديدتين في رحلة الدفاع عن لقبه بالدوري الإسباني بالتعادل السلبي مع ريال سوسييداد.
وبهذا التعادل، رفع ريال مدريد رصيده إلى 42 نقطة في المركز الثاني بفارق 5 نقاط عن برشلونة المتصدر وبفارق 3 نقاط عن سوسييداد صاحب المركز الثالث.
وكان التعادل أيضاً هو نصيب باريس سان جيرمان في مباراته أمام إستاد ريمس.
وبرغم استمرار سان جيرمان في الصدارة، فإن التعادل 1-1 في مباراة قلص الفارق الذي يتقدم به على لانس صاحب المركز الثاني إلى 3 نقاط مع بداية مرحلة الإياب (الدور الثاني) في الدوري الفرنسي.
ومع وجود 18 جولة متبقية في المسابقة، قد يواجه سان جيرمان مزاحمة من لانس أو موناكو الذي يحتل المركز الثالث في جدول المسابقة بفارق 5 نقاط فقط عن سان جيرمان، الذي خسر 5 نقاط في آخر مباراتين بالبطولة.
ولم يكن بايرن ميونخ أفضل حالا في الدوري الألماني، حيث تعادل الفريق السبت مع إنتراخت فرانكفورت 1-1 ليكون التعادل الثالث على التوالي لبايرن، الذي فقد 6 نقاط في 3 مباريات متتالية منذ استئناف فعاليات الموسم الكروي بألمانيا مطلع الأسبوع الماضي بعد فترة توقف طويلة بسبب كأس العالم والعطالة الشتوية.
ويقتصر الفارق الذي يفصل بين بايرن ويونيون برلين صاحب المركز الثاني على نقطة واحدة حالياً كما عاد بروسيا دورتموند لدائرة المنافسة على الصدارة من خلال 3 انتصارات متتالية ليرفع رصيده إلى 34 نقطة ويتقدم للمركز الرابع بفارق نقطة واحدة خلف لايبزج و3 نقاط عن بايرن.
وبهذا، ينتظر أن تشهد الفترة المقبلة صراعاً هائلاً على الصدارة بألمانيا على عكس ما كان عليه الحال في معظم المواسم السابقة التي احتكر بايرن ميونخ اللقب فيها بعدما تقدم بفارق مريح على معظم منافسيه.
(وام)