ميسي يتوج حكايته بأجمل سيناريو في قطر

حكاية ليونيل ميسي مع كأس العالم تُوجت بأجمل سيناريو، وابتسم الحظ له أخيرًا في النسخة الـ22 من المونديال التي نصبت المنتخب الأرجنتيني على رأس الهرم الكروي ليقود منتخب بلاده لثالث الألقاب المونديالية في تاريخه.

وقاد ميسي منتخب بلاده للفوز على فرنسا بضربات الترجيح (4 – 2)، بعد التعادل (3 – 3) في الوقتين الأصلي والإضافي، من المباراة التي أُقيمت يوم الأحد، على إستاد “لوسيل”، في نهائي المونديال.

أحرز ميسي هدف الأرجنتين الأول في الدقيقة (23) من ركلة جزاء، وسجل الثالث في الدقيقة (109)، كما نجح في تسجيل الركلة الترجيحية الأولى في مرمى الحارس الفرنسي هوغو لوريس.

ميسي الذي نال جائزة أفضل لاعب في البطولة، كثاني مرة يفعلها بعد تتويجه بها في نسخة 2014، وهو أمر لم يحققه أي لاعب آخر في تاريخ كأس العالم، كان العلامة الفارقة في الليلة المونديالية الأخيرة حين تمكن من تسجيل هدفين من أصل أهداف الأرجنتين الثلاثة في السيناريو غير المتوقع للمباراة التي عرفت تقلبات عديدة.

السيناريو أعاد أبناء المدرب الفرنسي ديديه ديشامب إلى قيد الحياة مرتين، الأولى بإدراك التعادل بعد التأخر بهدفين نظيفين، ثم بالعودة بعد استقبال الهدف الثالث، بفضل هاتريك كيليان مبابي، وفي الأخير ضاع حلم الاحتفاظ باللقب أمام تألق الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز.

إلى جانب ذلك سجل القائد الأرجنتيني خمسة أهداف أخرى خلال مباريات البطولة، ليحتل المركز الثاني في ترتيب الهدافين بفارق هدف خلف كيليان مبابي مهاجم منتخب فرنسا.

وسجل ميسي 11 هدفاً وصنع 8 في 25 مباراة خاضها في كأس العالم، قبل مواجهة فرنسا في نهائي كأس العالم 2022.

وبتسجيله في مرمى فرنسا هدف الأرجنتين الأول من ركلة جزاء، بالإضافة إلى تسجيل الهدف الثالث، أصبح أول لاعب على الإطلاق يساهم في 21 هدفاً في تاريخ كأس العالم (باحتساب الأهداف وصناعتها منذ نسخة العام 1966).

كما بات ميسي في هذه النسخة أول لاعب يسجل ويصنع في أربع مباريات منفصلة في كأس العالم منذ نسخة 1966.

ومع بلوغه (35 عاماً و172 يوماً) أصبح ليونيل ميسي ثاني أكبر لاعب يسجل ويصنع في مباراة خروج المغلوب في كأس العالم بعد السويدي نيلز ليدهولم (35 عاماً و 264 يوماً) ضد البرازيل في 1958، كما انضم ميسي لستة لاعبين فقط في تاريخ كأس العالم سجلوا في جميع الأدوار الإقصائية أبرزهم الإيطاليان سكيلاتشي وباجيو والكرواتي سوكر والهولندي سنايد.

وحقق ليونيل ميسي عدة أرقام قياسية في النسخة الحالية من المونديال بعد أن أصبح الهداف التاريخي لمنتخب الأرجنتين بكأس العالم برصيد 13 هدفاً، متفوقاً على غابرييل باتيستوتا صاحب الأهداف العشرة، إلى جانب أنه أكثر لاعب يخوض مباريات في تاريخ كأس العالم برصيد 26 مباراة، متخطياً الألماني لوثار ماتيوس صاحب الـ25 مباراة.

ميسي الذي يعد اللاعب الوحيد في تاريخ كأس العالم الذي يسجل في جميع مراحل البطولة بداية من دور المجموعات ثم ثمن النهائي وربع النهائي مروراً بنصف النهائي وأخيراً في المباراة النهائية هو أول لاعب يساهم في أكثر من 20 هدفاً في كأس العالم (13 هدفاً و8 تمريرات حاسمة) متخطياً رونالدو وكلوزه وجيرد مولر.. أصبح أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في تاريخ البطولات الكبرى (اليورو وكوبا أمريكا وكأس العالم) برصيد 26 هدفاً، كما أنه أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في تاريخ كأس العالم منذ نسخة 1966 بـرصيد 9 أهداف متخطياً رقم مارادونا 8 أهداف.

أرقام ميسي لم تتوقف عند هذا الحد فقد بات أكثر اللاعبين قيادة لمنتخب بلاده في كأس العالم بعدما حمل شارة القيادة 19 مرة متخطياً رقم رافائيل ماركيز قائد المكسيك.

وأحرز ميسي خلال مرحلة المجموعات في شباك السعودية والمكسيك، ثم سجل في ثمن النهائي أمام أستراليا، وفي ربع النهائي ضد هولندا، قبل أن يهز شباك كرواتيا في نصف النهائي.. وسجل أول هدفين في نهائي كأس العالم، بعدما فشل في هز شباك ألمانيا، خلال المباراة الختامية لنسخة 2014.

وأحرز ميسي 4 أهداف في النسخة الحالية من ضربات جزاء، وأضاع أخرى أمام هولندا.

وكان الهدف الأول لميسي في المونديال في نسخة العام 2006 حين دخل في ربع الساعة الأخير من مباراة الجولة الثانية ضد صربيا ومونتينيغرو حين كانت بلاده متقدمة بثلاثية نظيفة، فأضاف الهدف الخامس بعدما كان صاحب تمريرة الهدف الرابع الذي سجله هيرنان كريسبو “مدرب الدحيل القطري حالياً ” ليصبح عن 18 عاماً و357 يوماً أصغر مسجل في تاريخ بلاده في كأس العالم.

وعرفت مسيرة ميسي مع ناديه السابق برشلونة محطات كثيرة دوّن خلالها اسمه بأحرف من نور في مخيلة المشجعين والمنافسين على حد سواء منذ أن قام المدرب الهولندي فرانك ريكارد بالاستعانة بخدماته بديلاً لفرناندو نافارو في مواجهة بورتو بدوري أبطال أوروبا.

ميسي الذي استهل مسيرته الكروية مع فريق “نيولز أولد بويز” وهو في سن السادسة حصد 10 ألقاب للدوري الإسباني مع برشلونة، وسبعة للسوبر المحلي، ومثلها لكأس ملك إسبانيا، وأربعة لدوري أبطال أوروبا، وثلاثة لكأس السوبر الأوروبي، ومثلها لكأس العالم للأندية.

وشهد أكتوبر من العام 2004 أولى مشاركاته بقميص برشلونة مع الفريق الأول وهو يبلغ من العمر 17 عاماً و22 يوماً لتبدأ بعدها قصص توجها بالفوز 6 مرات بجائزة أفضل لاعب في العالم، بالإضافة إلى عشرات البطولات الكبرى للنادي الإسباني.

وفي مارس من العام 2007، وضع ميسي بصمته التهديفية بشكل لافت بعدما سجل ثلاثيته “هاتريك” مع الفريق الأول والتي لم يجد لها محفلاً أكبر من شباك ريال مدريد، المنافس التقليدي لبرشلونة، وبعد ثلاثيته الشهيرة بشهر واحد، سجل ميسي أعظم أهدافه في مرمى خيتافي والذي اعتبر نسخة طبق الأصل مقارنة بأفضل هدف في التاريخ الذي جاء عن طريق مواطنه مارادونا في كأس العالم 1986.

ورغم فوز ميسي بدوري أبطال أوروبا 2006، إلا أن نسخة 2009 شهدت بزوغ فجر جديد للاعب استثنائي عندما قاد فريقه نحو البطولة الكبرى باحتلاله صدارة ترتيب هدافي تلك البطولة، بالإضافة إلى تسجيله الهدف الأول في النهائي أمام مانشستر يونايتد.. وشهد ذلك العام فوزه بأولى كراته الذهبية التي ألحقها بخمس أخرى في السنوات التالية.

وفي مارس 2012، بلغ ميسي الرابعة والعشرين من العمر، ليصبح الهداف التاريخي لفريق برشلونة متعادلاً مع سيزار رودريغيز بهدفه الأول في غرناطة برصيد 232 قبل أن يسجل ثنائية أخرى وضعته وحيداً في صدارة الهدافين التاريخيين.

وفي عام 2014، كسر الفتى الأرجنتيني رقم تيلمو زارا، وأصبح هداف الدوري الإسباني التاريخي بعد ثلاثيته في مرمى إشبيلية برصيد 251 هدفاً، قبل أن يشهد ديسمبر من العام 2019 تفوق ميسي على نظيره البرتغالي كريستيانو رونالدو في عدد مرات الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم، ليحصل حينها على الكرة السادسة ويصبح الوحيد في التاريخ حتى اللحظة.

وفي موسم 2020-2021، آخر مواسم النجم الأرجنتيني مع برشلونة، استطاع ميسي التفوق على تشافي هرنانديز “المدرب الحالي لبرشلونة ” بعدد صناعة الأهداف في تاريخ النادي الإسباني قبل رحيله بعدها إلى فريق باريس سان جيرمان الفرنسي.

في نادي العاصمة الفرنسية شارك ميسي في 34 مباراة بمختلف البطولات خلال أول موسم له ، مسجلاً ستة أهداف في 25 مباراة، بيد أنه عوّض تراجعه التهديفي من ناحية صناعة اللعب، بعدما منحه زملاؤه 14 تمريرة حاسمة، وتُوج بلقب الدوري الفرنسي.

(قنا)