خطف حرّاس مرمى المنتخبات المتأهلة إلى نصف نهائي بطولة كأس العالم 2022، الأضواء بعد تألقهم اللافت، وساهموا بدور كبير في ترجيح كفة منتخبات بلادهم وقادوها نحو الأدوار المتقدمة، كما ساهمت إبداعاتهم بشكل كبير في النتائج التي حققتها منتخباتهم، وقدّموا صورًا متنوعة للإبداع والإمتاع، وأثبتوا عن جدارة أن حارس المرمى هو نصف الفريق، أو في بعض الأحيان يمثل المنتخب بأكمله، عندما يواجهون منتخبات قوية ولها تاريخ ومسيرة مميزة في المونديال، بحثًا عن ترجيح الكفة بتصديات مؤثرة، والحفاظ على نظافة الشباك، والعبور بالمنتخب إلى الدور التالي.
ومع اكتمال عقد المنتخبات المتأهلة لنصف النهائي، وهي المغرب وفرنسا والأرجنتين وكرواتيا، قدّم حرّاس مرمى هذه المنتخبات مستويات رائعة وساهموا بنسبة كبيرة في مشوار الصعود بتصديات حاسمة.
ولعل من أبرزهم ياسين بونو، حارس المنتخب المغربي، الذي كان سدًا منيعًا في كافة المباريات وساهم بقدر كبير في الإنجاز التاريخي لمنتخب بلاده بتأهله لنصف النهائي لأول مرة في التاريخ ونجح في رسم البسمة على وجوه الجماهير العربية كافة، وحاز على لقب أفضل لاعب في آخر لقاءين ضد إسبانيا والبرتغال.
وقد نجح ياسن بونو في الحفاظ على نظافة شباكه أمام منتخب البرتغال المدجّج بالنجوم وساهم بقدر كبير في هذا التأهل التاريخي بعد تسجيل هدف الفوز ليوسف النصيري والحفاظ على نتيجة التقدم طوال 90 دقيقة دون قبول أهداف، ليضرب منتخب المغرب موعداً مع فرنسا في مواجهة نصف النهائي يوم /الأربعاء/ المقبل في إنجاز عربي غير مسبوق.
كما تألق حارس منتخب المغرب بشكل لافت في مواجهة منتخب إسبانيا في دور الـ16 بعد أن تصدى لجميع هجمات ومحاولات الفريق المنافس أثناء المباراة والأشواط الإضافية، وعند تنفيذ ركلات الترجيح، بعد تصديه لركلتي جزاء وخروجه من المُواجهة بشباك نظيفة، حيث ساهم في خروج المنتخب الإسباني بطل نسخة 2010 من المونديال.
ويمتلك ياسين بونو، الذي يلعب في صفوف إشبيلية الإسباني، مسيرة احترافية مميزة بدأت مع نادي الوداد المغربي ثم انطلق إلى الدوري الإسباني عبر بوّابة فريق الرديف بنادي أتلتيكو مدريد في صيف 2012، ثم انضم إلى ريال سرقسطة معاراً ثم عاد إلى أتلتيكو مدريد ورحل عام 2016 إلى جيرونا، ثم انضم إلى إشبيلية عام 2019.
وخاض ياسين بونو 50 مباراة دولية بقميص منتخب المغرب منذ عام 2013، ويخوض النسخة الثانية له ببطولة العالم، بعدما جلس بديلاً في نسخة روسيا 2018.
وشارك بونو في 4 مباريات مع منتخب المغرب، بعدما انسحب من تدريبات الإحماء قبل لقاء بلجيكا لشعوره بدوار، ولم يستقبل سوى هدف واحد من نيران صديقة في لقاء كندا، في حين أنه يملك 39 تصديا ناجحا في المباريات الأربع. بدوره، ساهم “هوجو لوريس” حارس مرمى منتخب فرنسا، بفضل خبرته، في تأهل منتخب بلاده إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022، حيث نجح في التصدي لـ 40 تسديدة خلال خمس مباريات في البطولة.
وحقق هوغو لوريس العديد من الأرقام القياسية، بعد مشاركته أمس أمام منتخب إنجلترا في ربع النهائي، حيث وصل إلى المباراة رقم 143 في تاريخه مع منتخب فرنسا، وأصبح أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات الدولية، متفوقاً على ليليان تورام، كما أصبح أكثر لاعب تمثيلاً لمنتخب فرنسا في البطولات الكبرى برصيد 33 مباراة، متفوقاً على ليليان تورام والذي لعب 32 مباراة، كما أصبح أيضاً أكثر لاعب مشاركة مع منتخب فرنسا في بطولة كأس العالم، برصيد 18 مباراة، متفوقاً على تيري هنري و فابيان بارتيز.
ويخوض لوريس منافسات كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه بعد المشاركة في نسخ 2010 و2014 و2018، ولعب دوراً كبيراً في التتويج بالنسخة الأخيرة روسيا 2018.
ويملك لوريس مشواراً احترافياً طويلاً مع نيس ثم ليون في الدوري الفرنسي، قبل رحيله إلى توتنهام الإنجليزي في 2012، كما أنه يملك خبرات طويلة مع المنتخب الفرنسي منذ عام 2008.
أما حارس مرمى منتخب كرواتيا، دومينيك ليفاكوفتش، فقد لعب أيضاً دوراً مهماً وساهم في تأهل منتخبه إلى نصف نهائي المونديال بتصدياته الرائعة، حيث يملك 65 تصدياً خلال خمس مباريات في البطولة.
وشارك حارس كرواتيا في مباريات فريقه الخمس بالمونديال حتى الآن واستقبل 3 أهداف من كندا واليابان والبرازيل، لكنه تألق بشكل لافت خاصة في لقاء اليابان بثمن النهائي، بعدما تصدى لـ 3 ركلات ترجيح.
وأبعد حارس كرواتيا عدة فرص محققة في مباراة البرازيل، جعلته يفوز بجائزة رجل المباراة، في لقاءي اليابان ثم البرازيل.
وبات ليفاكوفيتش ثالث حارس يتصدى لأربع ركلات ترجيحية في نسخة واحدة من كأس العالم بعد سيرجيو جويكوتشيا في 1990 ودانيل سوباسيتش في 2018.
وأصبحت كرواتيا أكثر منتخب يفوز بواسطة ركلات الترجيح في تاريخ المونديال بـ 4 مرات بالتساوي مع ألمانيا والأرجنتين.
وينشط ليفاكوفيتش في فريق دينامو زغرب الكرواتي، بعد عدة تجارب مع فرق أقل بالدوري المحلي، كما أنه لعب 39 مباراة بقميص منتخب كرواتيا منذ عام 2017.
ومن جهته، قدّم حارس مرمى منتخب الأرجنتين، إيميليانو مارتينيز، مستويات مميزة في مونديال قطر 2022.
ويشارك مارتينيز في كأس العالم للمرة الأولى في مشواره، وخاض 5 مباريات في المونديال واستقبل 5 أهداف، فيما يملك 22 تصدياً ناجحاً، كما خاض 40 مباراة دولية مع الأرجنتين.
وتألق مارتينيز في إبعاد فرصة خطيرة لمنتخب أستراليا قبل نهاية مباراة دور الـ 16، كما ظهر بصورة جيدة في لقاء هولندا في ربع النهائي، وساهم في تأهل منتخبه لنصف النهائي.
ويملك مارتينيز مسيرة احترافية جيدة، حيث لعب في صفوف شباب إنديبندنتي الأرجنتيني ورحل إلى فريق الرديف بنادي أرسنال الإنجليزي عام 2010، كما لعب لأندية شيفيلد وينزداي وروثيرهام وولفر هامبتون في إنجلترا، ثم انضم إلى خيتافي الإسباني قبل عودته إلى أرسنال ثم انضمامه لريدينج وانتقل إلى أستون فيلا في صيف 2020.
وسيواجه منتخب الأرجنتين نظيره الكرواتي، يوم الثلاثاء، في نصف النهائي المونديال.
(قنا)