“فيفا” يشيد بالمغرب وانضمامه لـ”صناع الدهشة” في تاريخ المونديال (تقرير)

نوه الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بتأهل منتخب المغرب إلى دور نصف نهائي بطولة كأس العالم 2022، بعد أن حقق غير المتوقع، بتخطيه في مراحل الإقصاء كلًا من إسبانيا والبرتغال، واللتين كانتا مرشحتين للفوز باللقب، ما جعله ينضم إلى قائمة المنتخبات التي صنعت الدهشة في تاريخ المونديال.

وأشاد “فيفا”، في تقرير على موقعه الرسمي، بنجاح أبناء المدرب وليد الركراكي في الصعود للدور نصف النهائي، حيث أضاف منتخب المغرب نتيجة أخرى تدهش المتابعين على مدار نسخ كأس العالم FIFA،

ودخل ضمن فئة المنتخبات التي لم تكن مرشحة للذهاب بعيداً قبل انطلاق البطولة، لكنه تخطى العقبة وراء الأخرى.

وشهدت نسخ مختلفة في تاريخ كأس العالم وصولاً غير متوقع إلى الدور نصف النهائي لمنتخبات غير مرشحة للمضي بهذا الشكل في البطولة ومنها بلغاريا والسويد في نسخة العام 1994، وكرواتيا 1998، وكوريا الجنوبية وتركيا في العام 2002.

ودخل المغرب البطولة مع آمال العبور إلى الدور التالي رغم صعوبة المجموعة التي كان بها بتواجد كرواتيا وبلجيكا والمنتخب الكندي الذي كان يملك آمالًا أيضاً للعودة بقوة ببطولة كأس العالم بعد طول غياب، ولذا فقد كان الهدف الأقصى ربما هو دور الـ16، لكن المنتخب المغربي كسر كل الحدود الموضوعة له، وبعد تعادل مع كرواتيا انتصر على بلجيكا ثم كندا وتأهب بمعنويات مرتفعة لمواجهة الإسبان.. وحينها كان المغاربة على أتم استعداد للقتال مع إسبانيا، حتى ذهب /أسود الأطلس/ لركلات الترجيح وفازوا بها مع تألق ياسين بونو، وأمام البرتغال ومع تزايد الثقة الفنية والمعنويات للمغاربة فازوا على البرتغال رغم نجومه الكثيرين والخبراء. وذلك بهدف يوسف النصيري وأصبحوا أول فريق إفريقي وعربي يحقق إنجاز التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم.

ويلتقي /أسود الأطلس/ في الدور المقبل يوم /الأربعاء/ المقبل على استاد البيت في الخور، مع المنتخب الفرنسي حامل اللقب.

وواصل المنتخب المغربي تسجيل اسمه بأحرف من ذهب في النسخة الحالية، فكما كان أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ الدور ربع النهائي، فعلها مرة ثانية وبات أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ الدور نصف النهائي محققاً ما عجزت عنه منتخبات الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010).

وكانت نسخة الولايات المتحدة من البطولات التي شهدت عدداً من النتائج المفاجئة، وظهرت بها عدة من المنتخبات التي لم يكن لها تاريخ في بطولات كأس العالم. ولكنها صنعت الحدث في المسابقة، وأثبتت حضورها مع تقدم البطولة إلى الأمام.

ولم تعد بلغاريا أو السويد من الفرق المرشحة للتأهل لأدوار بعيدة في نسخة العام 1994، لكنهما نجحا في ترك البصمة وإظهار جودتهما وقدرتهما على تحقيق النتائج، حيث صعدت السويد للدور الثاني بعد أن احتلت المركز الثاني في المجموعة الثانية خلف البرازيل برصيد خمس نقاط على حساب روسيا والكاميرون، ثم واصل رفاق هنريك لارسون الطريق بإقصاء السعودية من الدور الثاني ثم هزيمة رومانيا في ربع النهائي بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (2 – 2) إلى أن توقف طريقهم في نصف النهائي بعد أن خسروا بصعوبة أمام البرازيل.

أما منتخب بلغاريا فقد حصد ثلاث نقاط فقط بعد خسارتين وفوز واحد، ولكنه تأهل كأحد أفضل المنتخبات التي حققت المركز الثالث في مجموعاتها. ثم تواصل ارتفاع أداء بلغاريا مع النجم ستويتشكوف، فهزموا المكسيك بركلات الترجيح، ثم صدموا العالم أكثر بالفوز على ألمانيا بهدفين لهدف قبل أن يخسروا بصعوبة من إيطاليا.

وفي الأخير، حققت السويد المركز الثالث في البطولة عندما فازت على المنتخب البلغاري بأربعة أهداف نظيفة. وشاركت كرواتيا لأول مرة في كأس العالم في نسخة عام 1998 في فرنسا، بعد أن تأسس المنتخب قبلها بسنتين فقط، ولم يتصور الكثير أن يذهب بعيداً في هذه المنافسة، ولكن الكروات ذهبوا على طول الطريق، وبعد تسجيل فوزين على جامايكا واليابان في دور المجموعات والهزيمة من الأرجنتين، نجحوا في هزيمة رومانيا بركلة جزاء من دافور سوكر، ثم جاء الفوز الذي لم يكن منتظراً بالمرة بثلاثة أهداف نظيفة على منتخب ألمانيا وخسروا فقط في نصف النهائي أمام البلد المضيف فرنسا، قبل أن يحققوا المركز الثالث بالفوز على هولندا بهدفي بروزينيسكي وسوكر هداف البطولة.

وفي نسخة كوريا الجنوبية 2002 كان المدرب الهولندي جوس هيدينك قد تولى مسؤولية إدارة المنتخب الكوري الجنوبي، بعد العمل المثير للإعجاب من جانبه مع هولندا من قبل، وحينما وصل إلى كوريا أراد تطبيق نظام صارم وخصص معسكرات طويلة وإعداداً دقيقاً لأجل تلك المناسبة، خصوصاً أن البطولة كانت تستضيفها كوريا بالمشاركة مع اليابان.

وبالفعل، نجحت خطة المدرب الهولندي في أن تجني ثمارها، ففي بطولة كأس العالم في صيف عام 2002 شوهد الفريق الكوري الجنوبي بأفضل حالة بدنية، ونجح في الصعود للدور الثاني بعد الفوز على بولندا والبرتغال والتعادل مع الولايات المتحدة، وحينها ظن الجميع وحتى بعض أفراد المنتخب الكوري مثل آن جونج هوان أن الطريق سيتوقف بهم في دور الـ16، وذلك في ظل مواجهة المنتخب الإيطالي المدجج بالنجوم آنذاك، لكنهم فازوا على إيطاليا في مباراة درامية (2 / 1) بفضل هدف آن جونج هوان الذهبي، ثم تغلبوا على إسبانيا بركلات الترجيح في ربع النهائي، قبل أن يخسروا مباراة نصف النهائي أمام البرازيل ويحتلوا المركز الرابع بعد الخسارة أمام تركيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بنتيجة (2 / 3).

وفي نسخة 2002 أيضاً كانت تركيا أحد مفاجآت البطولة في كوريا واليابان. وذلك رغم طريقها الصعب في البداية، حيث خسرت بصعوبة أمام البرازيل في أول مباراة، قبل أن تتعادل مع كوستاريكا (1 / 1) في المباراة الثانية وكان عليها الفوز في آخر مباراة أمام الصين وفعلت ذلك بالفعل بأهداف حسن شاش وبوليينت ودافالا.

وفي الدور الثاني، عاد أوميت دافالا لصناعة الفارق وعبر بالأتراك إلى ربع النهائي بعد الفوز على صاحب الأرض والجمهور المنتخب الياباني بهدفه، لتلتقي تركيا بمنتخب السنغال وحينها هزمته بالهدف الذهبي من إلهان مانسيز لتصل في إنجاز غير مسبوق للكرة التركية لنصف النهائي، وضربت موعداً جديداً مع البرازيل، وهذه المرة خسرت بهدف رونالدو قبل أن تحقق المركز الثالث بالفوز على كوريا.

(قنا)